احتفل مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين، مساء يوم الثلاثاء، في رام الله، بالذكرى الـ74 لتأسيس الجمهورية، والذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين.
وحضر الحفل رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، ووزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلو المنظمات الدولية المعتمدة لدى فلسطين، وشخصيات رسمية واعتبارية، وفعاليات وطنية ومجتمعية.
وتخلل الحفل عرض مصور من إنتاج تلفزيون فلسطين حول العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين، وعرض لفرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية.
وقال اشتية إن "جمهورية الصين كانت دائمًا داعمة لحق شعبنا في تقرير مصيره وحقنا في مواجهة الاحتلال وإقامة دولتنا. ومبادرة السلام التي أطلقها الرئيس الصيني من أربع نقاط، المستندة إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، هذا الأمر رحبنا به كثيرًا ونرحب به دائمًا".
وأضاف اشتية: "باسم السيد الرئيس محمود عباس والحكومة وشعبنا والحاضرين، نتقدم لجمهورية الصين الشعبية قيادة وحكومة وشعبًا، بالتهنئة في هذا اليوم المتميز الذي تحتفل فيه الصين باليوم الوطني، ذكرى ثورة أكتوبر، 74 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية".
وتابع: "يسعدني جدًا وأنا أستمع إلى الإنجازات العظيمة التي تم تحقيقها منذ عام 1949 إلى يومنا هذا، سواء كان ذلك في إخراج 800 مليون صيني من خط الفقر، ونسبة نمو اقتصادي غير مسبوقة، وثاني أهم اقتصاد في العالم، كل هذا تحقق بفعل حكمة القيادة الصينية العظيمة، وهذا الإنجاز بالنسبة لنا فخر لفلسطين".
وقال رئيس الوزراء: "الصين صديقة لفلسطين، وصديقة للعرب، ونحن قد أسسنا علاقة مع الصين الصديقة عندما زار الأخ الشهيد خليل الوزير أبو جهاد الصين عام 1963، وفي ذلك العام أخذت جمهورية الصين قرارًا مهمًا وهو منع رسو السفن الإسرائيلية في الموانئ الصينية، وتلت ذلك زيارة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وجميع إخواني في قيادة حركة فتح، لأن حركة فتح والحزب الشيوعي الصيني شركاء من أجل السلام ودفع الظلم عن الشعوب المظلومة ليس فقط في فلسطين، بل في كل أنحاء العالم".
وأردف اشتية: "يسعدني أيضًا أن سياسة الصين تجاه فلسطين متوازنة متساوية مستمرة بذات الوتيرة، واعترفت بمنظمة التحرير وبدولة فلسطين، ودربت آلاف الكوادر الفلسطينية من أجل تعزيز أواصر الصداقة بين شعبينا ومصلحة البلدين".
واستطرد رئيس الوزراء: "لدينا برامج مشتركة في التنمية الاقتصادية والشأن الثقافي والسياسي وأخيرًا ما أعلن عنه الرئيس الصيني بأن فلسطين تتمتع بعلاقة استراتيجية مع الصين، وهذه العلاقة الاستراتيجية نحن في الحكومة نعمل على ترجمة إرادة الرؤساء لكي نجعلها ليس فقط شعارًا سياسيًا، بل بالقيام بتنفيذها على لأرض الواقع".
واستدرك اشتية: "عندما أطلقت الصين طريق الحرير الذي يمر بالطريق التاريخي للصين وصولا لفلسطين عبورًا بالهند وباكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا وفلسطين، كان هذا بالنسبة لنا مشروعًا مهمًا واستراتيجيًا ومُرحبٌ به ونحن أردنا أن نكون شركاء في طريق الحرير".
وقال رئيس الوزراء: "كل فلسطيني يُقدِّر القفزة النوعية التي قفزتها الصين في اقتصادها وفي خدمة شعبها، وفي المساهمة في الإقليم، ونحن نرحب وقد رحبنا بالجهد الصيني الذي أدى الى تواصل العلاقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، والصين اليوم لاعب مهم على الساحة الدولية، ونحن نرحب بذلك لأنه يخلق علاقة متوازنة على صعيد المستوى العالمي".
واختتم اشتية: "نحن تعلمنا من الصين أن في كل أزمة فرصة، وقد جعلنا من كل أزمة فرصة لحماية شعبنا والدفاع عنه، ونستثمر كل فرصة لكي لا يقال كما تقول الدعاية الصهيونية إن الفلسطيني لا يبقي على فرصة حتى يضيع الفرصة، وكلما كانت لدينا فرصة سنستثمرها لأننا دفعنا بالدم الغالي ثمن هذه الفرص سياسيًا واقتصاديًا، وتعلمنا من الصين أيضا أن العقل المغلق مثل الكتاب المغلق، ونحن شعب متعلم ومتنور ولدينا أعلى نسبة خريجي جامعات في المنطقة، ونَفخر أن نسبة الأميّة في فلسطين صفر، لذلك نحن في ركب العالم، وعندما ترأست فلسطين مجموعة الـ77 والصين نحن أدرنا هذا المشهد بكفاءة عالية".