بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، اليوم، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (ألبانيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن افلات إسرائيل من العقاب في ظل غياب المساءلة.
واستهل منصور رسائله بالإشارة الى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في 22 سبتمبر، أمام الجمعية العامة، والخريطة التي لوح بها أمام المجتمع الدولي وهو واثق تماما بأنه لن يكون هناك احتجاج على محوه الكامل للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر دليلا صريحا على مخططات إسرائيل الاستعمارية غير القانونية وسياسات التطهير العرقي والضم في الأرض الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ أكثر من 56 عامًا.
وفي هذا السياق، عبر منصور عن إدانة دولة فلسطين لهذا الخطاب الاستفزازي والكراهية، داعيا المجتمع الدولي الى إدانة تشويه إسرائيل العنصري للشعب الفلسطيني وحرمانهم من وجودهم الأصلي منذ قرون طويلة. ن
وشدد على أن الوقت قد حان لجميع الدول الملتزمة بسيادة القانون وحقوق الانسان لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان محاسبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على جميع انتهاكاتها الجسيمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفرض العقوبات على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
كما أشار منصور الى ان الأسابيع الماضية شهدت هجمات مستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، منوها الى أنه في أسبوع واحد، استشهد ثمانية فلسطينيين، بينهم أطفال، خلال هجمات عسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الى جانب إصابة عشرات المدنيين، بينهم 30 فلسطينيًا أصيبوا في 19 سبتمبر في هجوم إسرائيلي آخر على مخيم جنين للاجئين. وفي هذا الصدد، أشار منصور الى استشهاد ميلاد منذر وجيه الراعي (15 عامًا)، عند مدخل مخيم العروب للاجئين، قرب الخليل في 10 سبتمبر، واستشهاد شاب يبلغ من العمر 25 عاما في 19 سبتمبر، بالقرب من السياج الحدودي الإسرائيلي حول قطاع غزة، الى جانب إصابة ما لا يقل عن 33 فلسطينيا في المظاهرات التي اندلعت منذ 11 يومًا في مختلف أنحاء قطاع غزة ضد الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل.
ونوّه أيضا انه في نفس اليوم، استشهد أيضا أربعة فلسطينيين في غارة عسكرية على مخيم جنين للاجئين؛ والشهداء هم: محمود علي نافع السعدي (23 عامًا)، ومحمود خالد عراوي (24 عامًا)، وعطا ياسر عطا موسى (29 عامًا)، ورأفت عمر أحمد خمايسة (15 عامًا).
كذلك، أشار منصور إلى استشهاد درغام الأخرس (19 عامًا)، في غارة أخرى على مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا، في 20 سبتمبر، وإلى استشهاد كل من عبد الرحمن سليمان أبو دغش (32 عامًا)، وأسيد أبو علي (21 عامًا)، خلال هجوم عسكري واسع النطاق قبل الفجر على لاجئي نور الشمس، شرق طولكرم، في 23 سبتمبر.
كما أشار منصور إلى أن التعليم في فلسطين لا يزال يتعرض لهجمات من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين في حملة الترهيب والمضايقة التي يتعرض لها الطلاب، منوها الى أن الفترة الأخيرة شهدت عرقلة وصول الطلاب الى المدارس، وهجمات على المرافق التعليمية، ومواصلة هدم المدارس، ما ينتهك الحق في التعليم وحقوق الانسان الأخرى، منوها الى قيام قوات الاحتلال في 21 سبتمبر بمداهمة مدرسة العيزرية الابتدائية للبنات في القدس الشرقية المحتلة، واقتحام حرم جامعة بيرزيت في 24 سبتمبر.
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى إدانة مثل هذه الهجمات والعمل على حماية حق الأطفال والشباب الفلسطينيين في التعليم.
كذلك، نوّه إلى مواصلة المستوطنين مهاجمة المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم والأماكن المقدسة، ما أدى الى إصابة شاب من ذوي الإعاقة، وامرأة وطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، مشيرًا إلى أن إرهاب المستوطنين أدى إلى التهجير القسري للسكان المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، الى جانب مواصلة اقتحامهم للمسجد الأقصى والحرم الشريف، والتي كان آخرها أمس، 26 سبتمبر، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني الراهن لهذا الموقع المقدس.
وأكد منصور ، في ختام رسائله، على ضرورة بذل جهود فورية لمطالبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف هذه الاستفزازات الخطيرة والاحترام الكامل للوضع التاريخي والقانوني الراهن في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك ما هو منصوص عليه في عدد لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 2334.
ودعا المجتمع الدولي مرة أخرى الى اتخاذ إجراءات عاجلة للمطالبة بالمحاسبة على كل هذه الجرائم، ووضع حد لهذا الوضع غير القانوني واللاإنساني، وإعمال الشعب الفلسطيني لحقوق الانسان غير القابلة للتصرف.