لست وحدك سيدتي الحامل.. التي تعاني من التغيّرات الهرمونية؛ حيث تتعرض غالبية النساء الحوامل للعديد من التغيّرات الجسدية والتقلبات النفسية بفعل الهرمونات أثناء فترة الحمل، والتي تؤثر عليها وعلى جنينها، وعلى علاقتها بزوجها أيضاً.. لهذا نتابع في هذا التقرير، تلك التغيّرات النفسية والجسدية والتقلبات المزاجية التي تحدث للحامل، ونطرح بعضاً من طرق دعم الزوج لزوجته، والتي تبدأ مع بداية التخطيط لفكرة الحمل، وحتى ساعة الولادة..
التغيرات الجسدية التي تعاني منها الحامل
-
كثرة النوم والشعور بالنعاس باستمرار
تشعر الحامل خلال الثلث الأول من الحمل ببعض الخمول، وتشعر أيضاً بالنعاس، والرغبة بالنوم باستمرار.
وبعدما اعتاد الزوج على نشاط زوجته منذ أسابيع قليلة، يجدها اليوم وهي حامل ترغب بالنوم طوال الوقت.
وهذا عرَض طبيعي من أعراض الحمل، ويزول غالباً مع بداية الثلث الثاني من الحمل.. فهيا تشجّع على تفهُّم زوجتك لتكون مسانداً وداعماً لها.
-
الغثيان والتقيؤ
يُعتبر الغثيان والرغبة المتكررة بالتقيؤ، من أبرز أعراض الحمل المبكرة المزعجة للحامل، والذي تجده غريباً ومزعجاً أيضاً.
الزوج بعامة ربما لم يسبق له أن رأى امرأة تتقيأ؛ فربما تكون ردة فعله الأولية هي النفور والاستغراب.
لهذا، من المهم أن تتعرف على هذه الأعراض، وأن تعلم أنها طبيعية ومؤقتة؛ لتتمكن من دعمها كلما احتاجت.
ويكون دعمك من خلال تقديم بدائل عن الأطعمة التي قد تسبب لزوجتك الغثيان، والتخفيف عنها عاطفياً لتتمكن من تخطي هذه المرحلة.
-
الانزعاج من بعض الروائح
علمياً، تغيّر واضطراب الهرمونات للمرأة الحامل، يسبب لها انزعاجاً من بعض الروائح؛ خصوصاً روائح بعض الأطعمة مثل: الدجاج أو اللحوم.. وعلى أثر ذلك، من المهم أن يتفهّم الزوج هذا العرَض، وأن يتقبّل هذا التغيّر، وألّا يلوم زوجته أو أن يتضايق منها.
-
الانزعاج من الزوج
ويحدث في فترة الحمل أن تصدر من الزوجة بعض العبارات غير اللائقة تجاه زوجها، تعبّر عن نفورها منه.. ومن دون سبب؛ حيث تمُر المرأة بتقلبات مزاج، وتسيطر الهرمونات على بعض المشاعر لديها؛ لذلك تنزعج بعض السيدات الحوامل من وجود الزوج بالبيت أحياناً.
-
آلام الظهر
أيها الزوج: إن آلام الظهر التي تشعر بها زوجتك الحامل، ليست بسبب إجهادها أو قيامها بمجهود إضافي في تنظيف البيت وتعريض حملها للخطر.
ولكن آلام الظهر أحد أعراض الحمل المتوقَّعة، وهي أمرٌ طبيعي لدى الحامل، وسببها الانحناء الزائد للعمود الفقري لموازنة وزن الرحم المُتضخِّم.
وهنا يمكنك مساندة زوجتك لتخطي هذه الآلام، من خلال تشجيعها على ممارسة تمارين استطالة، أو القيام برياضية بسيطة، بالإضافة إلى تدليك ظهرها في مواضع الألم.
-
التشنجات
يمكن أن تشعر الحامل ببعض التشنجات في الساقين، وهي أيضاً من الأعراض الطبيعية التي على الزوج أن يعرفها، وأن يدعم زوجته، وأن يحاول أن يخفف وطأتها عليها لتخطّيها.
الحموضة
وهي أيضاً من أعراض الحمل الشائعة والمزعجة، ويمكن للزوج دعمها ومساندتها من خلال حرصه على نوعية الطعام الذي تتناوله، وتشجيعها على زيادة كمية البروتينات في تغذيتها؛ لكي تتغلب على هذه الأعراض.
ضرورة دعم الزوج لزوجته
تمر الحامل بالكثير من التغيّرات النفسية والجسدية طوال أشهر الحمل؛ لهذا فهي تحتاج لدعم زوجها وكل من حولها، بدايةً من التعرُّف والاطلاع على نوعية هذه التغيّرات وعلاماتها.
يبدأ الاهتمام والدعم منذ التخطيط لفكرة الحمل؛ فيكون تحدُّثك مع زوجتك عن الحمل بشكل صريح، من أهم ركائز نجاح الفترة، ويعَد الخطوة الأولى لحملٍ خالٍ من التوتر.
هيا: أشعر زوجتك بأنك بجانبها.. تساندها وتدعمها في كل خطوة، واحكِ معها عن مدى استعدادك المادي والجسدي والمعنوي لهذه المرحلة.
قوما معاً كزوجين بإجراء فحوصات طبية شاملة، وفحوصات خصوبة؛ لكي تطمئنا على عدم وجود أيّة موانع للحمل لدى أيٍّ منكما، وفي حال وجودها، تكونان قادرين على معالجتها مبكراً.
ومن المحادثات التي تقلل من توتر الحمل: الاتفاق معاً على مكان الولادة، سواء أكانت الولادة في بلد إقامة الزوجين، أو أنها ستسافر عند أهلها مثلاً.
صارح زوجتك عن وضعك المادي؛ للتخطيط مادياً بشكل جيد؛ لتفادي أيّة مفاجآت أو صدامات بين الزوجين.
بالإضافة إلى وضع خطة مادية احتياطية في حال: زادت تكلفة الولادة بسبب ولادة قيصرية مفاجئة، أو ولادة مبكرة وما يتبع من دخول الحضّانة.
لحملٍ خالٍ من الإجهاد، اسأل زوجتك وخذ منها اعترافاً شفهياً، عما إذا كانت مستعدة نفسياً للحمل أم لا، وما إذا كان الحمل سيؤثر على خططها في العمل، أو الدراسة!
وأهم ثقافة يجب أن يحصل عليها الزوجان في بداية الزواج وقبل الحمل ذاته، هي معرفة كل ما يتعلق بالعلاقة الحميمة بين الزوجين بعد الحمل.
إذ ينبغي زيارة الأطباء بعد شهر العسل؛ لمناقشة وسائل منع الحمل وإجراء فحوصات شاملة، وفحوصات خصوبة؛ استعداداً لمحاولات الحمل.
نصائح للزوج
تأكد أن كل حمل مختلف عن الآخر، وكل امرأة تختلف عن الأخرى.
اعلم أن هذه الأعراض مؤقتة، وتختلف حدتها من فترة لأخرى.
كن على استعداد لتقديم المساعدة، والدعم الجسدي والعاطفي لزوجتك.
دعمك المعنوي لزوجتك الحامل، سيساعدها على تخطي الخوف والتوتر والقلق؛ خصوصاً إذا كان هذا الحمل الأول.
شجِّعها على تناول الطعام الصحي الذي يساعد في تخفيف بعض الأعراض المزعجة.
ساعِدها في أعمال البيت، أو قم بتعيين مساعدة منزلية، أو الاستعانة بالأهل لتقديم العون لزوجتك الحامل.
رافقها في جميع زيارات متابعة الحمل.
احضر دروس تثقيف الحمل والولادة مع زوجتك.
كما أن تواجد الزوج خلال الولادة، وتقديم الدعم المعنوي لزوجته، يساهم في جعل تجربة الولادة أكثر إيجابية.
فالتلامس الجسدي، من خلال إمساك يد الزوجة، أو تقبيل جبينها، أو احتضانها خلال المخاض، يحفِز إفراز هرمون الأكسيتوسين، الذي يقلل التوتر ويخفف من آلام الولادة بشكل كبير.