شنت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على المناطق الجنوبية من اسرائيل، وسيطرت على عدة مواقع ومؤسسات، وبادرت اسرائيل الى الرد وهاجمت برج فلسطين المكون من ١٤ طابقاً، وتم قتل اكثر من ٢٠٠ اسرائيلي واصابة مئات آخرين، ودفعنا أكثر من ٢٠٠ شهيد ونحو ١٨٠٠ جريح، كما تم قصف مناطق ومواقع مختلفة من القطاع، بما فيها برج فلسطين الكبير والعملاق.
وما تزال «الحرب» مستمرة والقصف المتبادل يتسع وكل طرف يتحدث كما يريد ويفتخر بما حققه من مكاسب وسيظل هذا الوضع قائماً الى ان «يتفق» الطرفان على وقف القتال واسالة الدماء، بانتظار معركة اخرى قادمة.
ان اسرائيل كدولة عربدة واحتلال وسرقة الارض واقامة المستوطنات وتهجير ما أمكن من المواطنين، ترفض ان تدرك ان هذا الذي تقوم به لن يؤدي الى الاستقرار والتعايش في المنطقة، وانما الى مزيد من الحروب والمعاناة، كما اننا وقد قمنا بالعديد من الثورات والدفاع عن ارضنا وحقوقنا، ما نزال نعاني من الاحتلال ومن سيول الدماء التي سالت ولم تحقق شيئاً من ناحية عملية، الا انها اكدت حقوقنا وجاهزية شعبنا للدفاع والقتال في سبيل استعادة هذه الحقوق.
ان القتال واسالة الدماء وزيادة المعاناة، كلها امور تزيد آلام وأتعاب كل المشاركين في هذه الحروب وبالنهاية لا تحقق شيئاً بصورة عامة، ولو احتكم الجميع الى القوانين والاخلاق والتعاون والمحافظة على الحقوق، لكان العالم كله، وليس نحن فقط، قد عاش بهدوء واستقرار وتفاهم ... لكننا أبعد ما نكون عن هذه الحقيقة، وليس نحن فقط، ولكن معظم الدول بالعالم تقتتل وتسيل الدماء ولا تحتكم للعقل والمنطق والاخلاق، ولو استعدنا تواريخ كل الحروب العالمية والاقليمية والثنائية، لعرفنا أن أسباب كل هذه الحروب كان الركض وراء المصالح الشخصية والمنافع الضيقة لهذه الدولة أو تلك، وهذا القائد أو ذاك. وهذه العقلية التي تتحكم بالتصرفات مع مرور السنين وتتسبب بإسالة أنهار من الدماء، هي العقدة التي لم يستطع البشر رغم مرور السنين، التخلص منها، واذا كانت الشعوب لم تتخلص فهل من المأمول والمطلوب والممكن ان يتخلص الافراد منها.
ان هذا الكلام هو مجرد أحلام، وفي هذا المنطق نجد الجواب لهذه الانقسامات الفلسطينية المتكررة، وآخرها وليس أخيرها ما نراه بين فتح وحماس أو الضفة وغزة ..!!
كلمة أخيرة
لا أجد كلاماً يمكن ان يعطي للأسرى حقهم وواجبنا تجاههم، لأني أعتقد ان كلمة الاسير تعني الكرامة والشرف والوطنية ولعائلاتهم كل المحبة والاحترام والتقدير.