"بيقولوا لي إني شبهك إني زيك حتة منك روحي روحك واخدة قلبك في المشاعر والكلام"، أغنية بنت أبويا التي جسدت المشاعر العميقة بين الابنة ووالدها، والعلاقة الوثيقة بينهما التي تشكلت من خلال عشرات التفاصيل الصغيرة التي لا يمكن أن تنشأ من يوم وليلة، لكنها تترسخ مع الوقت. وبالرغم مما يوصف بـ "القلب الجامد" لمعظم الرجال، إلا أنهم كأباء يذوبون مثل الثلج أمام أطفالهم خاصة إذا شعروا بأنهم سيبعدون عنهم لأي سبب أن كان، هذا ما حدث في أحد مقاطع الفيديو التي ظهر فيها محمد عبد الواحد صاحب الـ 33 عاما، يصطحب ابنته الكبرى إلى الحضانة، ولم يتمالك دموعه وهو يفارقها. وقامت الأم بالتقاط هذا المقطع الذي حاز على الكثير من التفاعل.
بكاء أب عند ذهاب ابنته إلى الحضانة لأول مرة: قلبي انخلع
قال محمد وهو موظف في إحدى الشركات الخاصة إن الأمر لم يكن يتخيله، ولم يكن يعلم بتصوير زوجته له، لكنه جاء طبيعياً بسبب حبه الشديد لابنته، وتابع أن أي أب يشعر بمثل هذا الشعور، خاصة مع ابتعاد أولاده عنه، وفكرة أن طفلة صغيرة تذهب إلى الحضانة أمر عادي، لكن قد يتمالك بعض الأباء دموعهم والبعض الأخر لا.
وأضاف أن سبب البكاء أنه تخيل وكأن الأيام تمر أمام عينه وأنه قد يأتي اليوم وتغيب عنه بعد الدراسة والنجاح أو حتى بسبب الزواج فجعله هذا الأمر يبكي فجأة، كما تحدث عن تعلقهما ببعض حيث تابع أن تعلقه بابنته جعله يشعر وكأنه طفلاً يحتاجها تجلس جواره، حاول كتم هذا الشعور لكنه تفاجأ هو الأخر بدموعها التي جعلت دموعه مثل السيل، وقال أنه شعر وقتها وكأن قلبه ينخلع منه.وعن مشاركة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قال أنه فوجئ بزوجته بنشره خلال صفحته، الأمر الذي جعله يلقى تفاعل كبير من المتابعين.
استشاري نفسي: شخصية الأب لا تتحمل الضغط
وعلى جانب آخر قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس أن بكاء الأباء قد يكون ناتج من شخصية عصابية توترية للغاية، وغالباً تكون شخصية وسواسية لا يتحمل الضغط، وهذا الأمر قد يكون لدى الأمهات أيضاً، الأمر الذي قد يجعل الأب يبكي فجأة هو تعرضه لكم من الضغط الكبير، وهذه الدموع عبارة عن هروب من الضغط وتفريغ هذا الشعور، حتى لو كانت دموع فرح.
وأضاف أن الأباء في الغالب بيكونوا على بُعد من الأبناء جراء المشاغل والعمل ومتطلبات الحياة، ولكن عند مواجهة الأب بموقف معين مع أبناءه يشعر من خلاله أنهم سيبعدون عنه تظهر هذه الشخصية بقوة خاصة لو هذا الأب لديه خوف على أبنائه بشكل مبالغ فيه.
وعن هذه الشخصية العصابية وكيفية علاجها قال فرويز أنها قد لا تعتبر أمر مرضي في وجهة نظر غالبية الأباء، ولكنها إذا زادت عن الحد وأصبح ابتعاد الأبناء عن الأب أمر غاية في الصعوبة عليه يجب استشارة متخصص للحد من هذه المشاعر والتغلب عليها.