عندما ينزف الدم الأحمر القاني من رياضيي الوطن، ويصر أبطالنا على الانخراط مع باقي أبناء شعبهم، في معركتهم للوجود والحرية، وانتزاع حقوقهم، فيتسابقون لنيل شرف الشهادة، انتصاراً لفلسطين وترابها الطهور والمقدس، فإن الكلمات تصبح مجرد حروف صمّاء، ولا يملك الواحد منا، إلا أن يقف إجلالاً وإكباراً لينبوع الدم المتدفق، ونحن لا نملك سوى كلمات ليس أكثر.
وفي زحمة العدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، عزف "نجوم الكرة الطائرة" سيمفونية رائعة في حب الوطن، فباعوا كل شيء، إلا الإخلاص لله، والوفاء للأرض والقضية، وقدموا دماءهم على مذبح التضحية والحرية.
وحينما تُقدّم الحلوى بدلاً من القهوة السادة في وداع الشهداء الأبطال، وعندما يسارع رياضيو الوطن، للتضحية بأغلى ما يملك الإنسان، في سبيل حرية وطنهم.. عندها ليقف الاحتلال برهة، ويراجع حساباته.
بالأمس، ودّعت أسرة الكرة الطائرة الفلسطينية، ثلاثة من خيرة شبابها، باستشهاد كل من: أحمد عبيد، لاعب نادي غزة الرياضي، والذي نال قبل عدة أسابيع لقب الدوري الممتاز في المحافظات الشمالية، في صفوف ناديه السابق شباب جباليا، وأحمد أبو حطب، لاعب نادي الشرطة، ونور كحيل، وهو نجل رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة الطائرة، إيهاب كحيل.
ونعى اتحاد الكرة الطائرة، الشهداء الثلاثة، مؤكداً أن الحركة الرياضية ستبقى في مقدمة قطاعات الشعب الفلسطيني، في التصدي لجبروت الاحتلال وغطرسته، وفضح جنونه وانفلاته أمام العالم.
ويعزز استشهاد نجوم الكرة الطائرة، عبيد وأبو حطب وكحيل، في الأذهان، أن الرياضيين الفلسطينيين ليسوا بمعزل عن بنك أهداف الاحتلال، فهم عرضة دائمة للقتل والتصفية، على يد آلة الحرب الاحتلالية، أكان في قطاع غزة، أو سائر المدن الفلسطينية الأخرى،
وفي كل دول العالم، تنأى الرياضة بنفسها عن السياسة، وهذا ما تنادي به المواثيق والأعراف والأنظمة والقوانين الأولمبية الدولية، لكنّ ثمة اختلافاً في الحالة الفلسطينية، لأن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الرياضيين الفلسطينيين، والمنشآت الرياضية التي لطالما ضربها وسوّاها بالأرض، ما يدفع لتعريته وتبصير العالم بجرائمه.
صورة : أكثر من مجرد موضة.. سر إزالة نجوم الكرة لشعر الأرجل
14 سبتمبر 2024