يديعوت : حرب وجودية

يوسي يهيوشع.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 

 


لا يمكن لتحذير أن يكون أكثر دراماتيكية تجاه ايران و"حزب الله" من تحذير الرئيس بايدن، أول من امس، في الخطاب الأكثر صهيونية الذي يلقيه رئيس أميركي. لا بد أن الناس سيبحثون لاحقاً في الآثار السياسية، بل التاريخية لهذه الاقوال المؤثرة، لكنها كانت موجهة قبل كل شيء لآذان أمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، الذي يتحدى إسرائيل منذ يومين على الحدود الشمالية قبل أن يتخذ القرار اذا كان سيجر إسرائيل الى جبهة ثانية.
هدد بايدن عملياً نصرالله بشكل مباشر: اذا هاجم حزب الله فستتدخل أميركا مع حاملة الطائرات التي على الطريق. ومن هنا تنتقل الكرة الى بيروت وأساسا الى طهران. قرار كهذا؛ الدخول الى حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة معاً، لن يتخذه نصرالله وحده، رغم أن مكانته في "محور الشر" رفعت جداً في مستواها منذ تصفية قاسم سليماني وهو اليوم يعتبر الرجل رقم 2 في المراتبية.
ما يحصل في أيام القتال هو أن نصرالله يصعد ردود أفعاله وفقا لشدة هجمات الجيش الإسرائيلي في غزة. صحيح أن الاهتمام موجه الى الجنوب، لكن فقط، أول من أمس، سمح بالنشر بأنه في الاشتباك الذي وقع، الاثنين الماضي، سقط نائب قائد لواء 300 المقدم عليم سعد، الذي قتل في المعركة مع "مخربين" في الشمال والى جانبه سقط مقاتلان آخران كانا في غرفة عملياته: العريف أول جواد عامر ابن 23 من حورفيش والعريف اول احتياط جلعاد مولكو ابن 33 من تل أبيب.
قطع "المخربون" السياج على مسافة 500 متر فقط من بلدة ادميت، وهو حدث خطير للغاية حتى لو نفذته منظمة فلسطينية، فهذه منطقة لا تتحرك فيه سكين دون إذن نصرالله. وأول من امس اطلق 15 صاروخا نحو إسرائيل، اعترضت 4 منها "القبة الحديدية"، وهذا يعني ان الهدف كان البلدات الإسرائيلية وليس الأرض المفتوحة. إضافة الى ذلك اطلق صاروخان مضادان للدروع نحو مجنزرة للجيش الإسرائيلي في افيفيم ولم تقع إصابات.
في غزة يخطط الجيش لتصعيد شدة الغارات. فقد بدأ متأخرا وببطء، وهو يصعد. هناك من يعتقد أنه الآن أيضا، مع حرية العمل الكاملة، الوتيرة غير كافية، وبالتناسب يحتمل أيضا ان يكون الرد في الشمال. وفي كل حال، فان التغيير المهم سيكون المناورة البرية.
في إسرائيل يفحص القرار في أن يناور الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة ولا يكتفي بعملية جوية في هذه الحرب. وحاليا يخططون في قيادة المنطقة الجنوبية الهجوم البري ومن يتصدر المسيرة هو العميد احتياط تشيكو تمير، قائد فرقة غزة سابقاً، والذي كان في السنوات الأخيرة مسؤولا عن تدريب ألوية المشاة والمدرعات.
وفي هذه المناسبة لعله من الصواب ان يعينه رئيس الأركان هليفي لقيادة المناورة البرية التي ستكون هذه المرة مختلفة عن "الجرف الصامد"، ويفترض ان تكون اقل خطراً؛ لأن سلاح الجو يقصف غزة، وسيواصل الدخول وفي اثنائه أيضا. كما أن أنظمة فتح النار ستكون اسهل بكثير بالتغطية الجوية التي ستحصل عليها القوات. حتى ذلك الحين ستتواصل العملية الجوية، حياً إثر حي: بيوت "مخربين"، قيادات، مخازن، أبراج ومبان. بالتوازي فان القرار الإسرائيلي هو فك الارتباط عن غزة بشكل مطلق في غضون ثلاثة أيام، وقطعت إسرائيل كل الشبكات الحيوية للمدينة: لا توجد خطوط كهرباء، لا يوجد ضخ مياه، ولا توجد معابر. الامر الوحيد الذي يدخل الى القطاع هي الغارات المكثفة لسلاح الجو. "سنحررهم عندما يحررون مخطوفينا"، قال مسؤول إسرائيلي كبير. غزة في حصار، سكانها ينزلون جنوبا باتجاه مصر، وهذه قيدت الدخول بألفي مقيم فقط.
انتعش الجيش الإسرائيلي وانتقل الى الهجوم. والفهم في قيادة الجيش والقيادة السياسية هو أن هذه حرب على وجود الدولة، ليس اقل، بسبب النتائج وبسبب الآثار: "بدون ردع لن نوجد".
في المداولات التي جرت في هيئة الأركان كان الفهم هو أن "حماس" أجرت لإسرائيل مناورة خداع مع المظاهرات على الجدار وكأن الحديث يدور فقط عن مطالب اقتصادية، وأن السياسة إياها ستبقى. وزير الدفاع، يوآف غالنت، وصل قيادة فرقة غزة في معسكر رعيم واجرى تقويما للوضع مع مدير عام وزارة الدفاع، اللواء احتياط ايال زمير، وقائد المنطقة الجنوبية، اللواء يرون فينكلمان، وقائد الفرقة، العميد آفي روزنفيلد، وقادة الالوية الذين يقودون القوات في الميدان. "حررت كل القيود" – نقتل كل من يقاتلنا، نستخدم كل الوسائل"، قال لهم غالنت.
عندما سُئل ضابط كبير كيف لم يكتشفوا في الجيش وفي "الشاباك" المناورة حين شارك في العملية نحو الفي "مخرب"، أجاب بأنهم في "حماس" تدربوا على ذلك، وما ان اتخذ قرار شن الهجوم حتى حصل هذا في مدى زمني فوري. وعلى أي حال فان هذا سيحقق فيه بعمق. الهدف الاسمى لـ "حماس" في العملية هو تحرير السجناء في السجن الإسرائيلي.
التقديرات في إسرائيل هي أن نصرالله عرف بشكل عام عن خطط "حماس"، لكن ليس عن التوقيت. مع عين واحدة مفتوحة شمالاً. التقديرات في الجيش حتى الآن هي أن نصرالله سيفكر جيدا اذا كان سيدخل حرباً شاملة في هذه الظروف، حين يكون الجيش الإسرائيلي جاهزا ومنتشرا في الشمال وسفن الطائرات الأميركية في الطريق، وكذا سيواصل الاستفزازات. لكن التقديرات، كما تعرفنا هذا الأسبوع بالطريقة الأكثر إيلاماً، مآلها أن تتبدد.

عن "يديعوت"