حصيلة في اليوم السابع للعدوان: 450 شهيداً ونحو 1000 مصاب

20231410080556.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

صعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه البري والبحري والجوي على قطاع غزة، وارتكب عشرات المجازر بحق المدنيين الآمنين، ما تسبب بسقوط أكثر من 450 شهيداً، ونحو 1000 مصاب، في اليوم السابع من العدوان المستمر، أمس.
وارتفع العدد الكلي للشهداء إلى 1900 شهيد، بينهم 614 طفلاً و370 سيدة، إلى جانب إصابة 7700 مواطن بجروح مختلفة، منهم 2000 طفل و1400 سيدة.
وبعد ساعات على طلب الاحتلال من سكان مدينة غزة وشمال القطاع الرحيل من منازلهم وأحيائهم، والتوجه نحو مناطق جنوب وادي غزة، قصفت الطائرات أرتال النازحين، واستهدفت قوافل تقلّ العشرات منهم، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وقال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة: إن الاحتلال ارتكب مجازر بحق ثلاث قوافل للمواطنين في مواقع مختلفة على شارعَي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول لجنوب وادي غزة، بحسب طلب جيش الاحتلال، وإن هذه المجازر خلّفت في حصيلتها الأولية 70 شهيداً، جلهم أطفال ونساء، وأكثر من 200 إصابة.
بينما قال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة: إن الاحتلال مارس الخديعة، بإرغام المواطنين على الإخلاء القسري لمنازلهم، ثم استهدفهم في الطرقات، وقصف شاحنة تقل العشرات من النازحين، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي.
كما شدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة بصورة غير مسبوقة، ومنع دخول أي مساعدات أو أدوية، كما يواصل منع خروج الجرحى المتكدسين في المستشفيات إلى خارج القطاع.
وأكدت وزارة الصحة أن المنظومة الصحية بدأت بالانهيار، والوقود في المستشفيات ينفد بسرعة، وأن ثمة خطر لتوقف المولدات في الأيام المقبلة، إضافة إلى أن مستشفيات الوزارة تعاني من شح كبير في الأدوية والمستهلكات الطبية.
كما قال متحدث باسم الأمم المتحدة: حذرت الأمم المتحدة من مخاطر نفاد الغذاء من مخازنها، ومن الضروري أن تقوم السلطات الإسرائيلية بحماية جميع المدنيين في ملاجئ الأونروا وضمن ذلك المدارس.


مجازر مستمرة
ومنذ ساعات الفجر الأولى، شنت الطائرات غارات جوية مكثفة ومتواصلة، لم تتوقف على مدار الساعة، إذ جرى انتشال أكثر من 10 شهداء من منزل عائلة الخضري بعد استهدافه من الطائرات في شارع اليرموك بمدينة غزة، مع تأكيدات عن وجود عشرات الأشخاص تحت أنقاض منزل عائلة غزال المجاور له.
كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، وسقط العشرات من الجرحى، بقصف طائرات الاحتلال منزل عائلة أبو مدين في "بلوك 9" بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة بحق عائلات الدرة، وأبو جبارة، وأبو لاشين، في مخيم البريج بعد قصف الحي السكني دون سابق إنذار، ما أوقع أكثر من 20 شهيداً، ومئات الجرحى، فيما لا يزال العشرات تحت ركام المنازل.
وانتشلت فرق الإنقاذ جثامين خمسة شهداء على الأقل جراء قصف طيران الاحتلال لمنزلٍ لعائلة جودة وسط جباليا شمال قطاع غزة.
كما وصل 11 شــهيداً لمستشفى ناصر الحكومي بمحافظة خان يونس، جراء قصف الاحتلال لمنزل عائلة أبو العلا شرق المحافظة خان يونس.
كما استشهد ستة مواطنين، منهم طبيبان "زوج وزوجته"، وثلاثة أطفال، جراء قصف منزل عائلة الخياط، في محافظة رفح.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحي النفق في مدينة غزة، بعد أن دمرت الطائرات الحربية أربعة منازل، اثنان منها على رؤوس ساكنيها، أحدهما لعائلة توهة، والآخر لعائلة جابر، أما المنزلان الآخران فتم إخلائهما مسبقاً، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى، بعضهم ما زال تحت الأنقاض.
وفي ساعة متأخرة من الليل، سقط عدد كبير من الشهداء بعد استهداف منزل يتبع لعائلة نوفل في منطقة السوارحة بمخيم النصيرات، وسط القطاع.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة، الدكتور أشرف القدرة، عن إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة بعد استهدافه بقنابل الفوسفور الأبيض.
وعلى ضوء الضغط الكبير في مستشفيات وزارة الصحة بغزة، جرى الاستعانة ببعض المستشفيات الأهلية، والمرافق الصحية الخاصة، كما أعلنت وزارة الصحة بغزة فتح باب التطوع لكل من يحمل مزاولة مهنة في التخصصات الصحية المختلفة، داعية المتطوعين إلى التوجه لإدارة المرافق الصحية لاستثمارهم في جداول العمل اليومي.


تهجير واسع
واتسعت عمليات تهجير المواطنين من قطاع غزة، إذ أسقطت الطائرات الإسرائيلية منشورات على مدينة غزة وشمال القطاع، طالبت فيها السكان بالرحيل من تلك المناطق باتجاه جنوب وادي غزة، وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر، وذلك بزعم الحفاظ على سلامة عائلاتهم وفق المنشورات.
وشوهدت عشرات العائلات تنزح عن منازلها من مدينة غزة باتجاه الجنوب، في حين تصاعدت دعوات لمطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم، معتقدين أن إسرائيل تحاول تنفيذ مخطط لتهجير سكان القطاع نحو سيناء المصرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، خلال مؤتمر صحافي: إن كل شيء مستهدف في القطاع، والاحتلال ارتكب جرائم إبادة بحق العائلات الفلسطينية، مضيفاً: "نقول لأهلنا، اثبتوا في بيوتكم، فالاحتلال يريد تهجيرنا هجرة ثانية عن أرضنا. سنبقى ثابتين في بيوتنا وأرضنا بغزة ولن نغادرها إلا لأراضي 1948".
بينما قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي: إن الاحتلال يحاول بث وتمرير بعض الأخبار الدعائية الكاذبة بطرق مختلفة، هادفاً إلى إحداث بلبلة بين المواطنين، والمسّ بتماسك الجبهة الداخلية، ومن ضمن ذلك محاولات تهجير السكان، عبر استخدام حرب نفسية ودعائية، ودفعهم للتوجه نحو الجنوب.
وغصت مراكز الإيواء بالنازحين الفارين، إذ ارتفع عدد النازحين، حتى ساعات مساء أمس، إلى أكثر من نصف مليون شخص، بعضهم يقيمون في مراكز إيواء، وآخرون يتواجدون في بيوت أقارب وأصدقاء والبعض لجؤوا لبيوت أناس لا تربطهم بهم أي صلة، وقد شهد القطاع حالة تلاحم وتعاضد اجتماعي.
في حين قال مدير مجمع الشفاء الطبي دكتور محمد أبو سليمة: إن أكثر من 35 ألف مواطن من المدنيين، لجؤوا للمستشفى للاحتماء به من القصف.


قصف مدفعي وبحري
ودكّت بطاريات المدفعية، والدبابات المنتشرة على خط التحديد، مناطق واسعة شرق القطاع بمئات القذائف من العيار الثقيل، وقد سقط بعض القذائف في محيط منازل مأهولة، ما أوقع عدداً من الإصابات، تزامناً مع قصف جوي استهدف مناطق مفتوحة شرق القطاع.
وشهد مخيم البريج، وشرق خان يونس، ومحيط مطار غزة الدولي المدمر، وشرق حيَّي الشجاعية والتفاح، أعنف عمليات القصف الإسرائيلية، باستخدام قذائف من المدفعية، بعضها ثقيلة مضادة للأفراد، وأخرى قذائف فوسفور أبيض.
كما واصلت زوارق وبوارج تابعة للبحرية الإسرائيلية، كانت ترسو قبالة سواحل قطاع غزة، شن المزيد من عمليات القصف العنيفة والعشوائية تجاه مناطق متفرقة من غرب القطاع.
وقصفت البوارج بالقذائف الصاروخية مرافئ الصيادين غرب القطاع، وأطلقت النار تجاه مطاعم واستراحات على بحر خان يونس، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين.


قصف المقاومة
ولليوم السابع على التوالي، واصلت فصائل المقاومة إطلاق مئات القذائف الصاروخية تجاه مدن وبلدات إسرائيلية تحيط بقطاع غزة، إذ اتسم يوم أمس بكثافة إطلاق القذائف، خاصة في ساعات ما بعد الظهر، واستهداف مدن بعيدة نسبياً عن قطاع غزة، منها صفد.
وأعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أنها قصفت بعشرات القذائف الصاروخية مدينة عسقلان شمال القطاع، رداً على المجازر الإسرائيلية المستمرة وتهجير السكان، كما أكدت أنها استهدفت بطائرتين مسيّرتين تجمعاً لجنود الاحتلال على تخوم قطاع غزة.
كما أعلنت قصف مطار "بن غوريون"، وكذلك مدن، السبع، تل أبيب، القدس، وكافة قرى وبلدات غلاف غزة، وبعد وقت قصير أعلنت عن استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد المحتلة بصاروخ "عياش 250".