بدأ العمل في أريحا بمصنع لتصنيع المكملات الغذائية اعتمادا على "ورق الزيتون "

مصنع الزيتون
حجم الخط

في سابقة من نوعها في فلسطين ودول الشرق الأوسط بدأ العمل في مدينة أريحا بمصنع يقوم على فكرة تصنيع مكملات غذائية بمواصفات فائقة الجودة، اعتمادا على "ورق الزيتون" الذي يجمع عن الأغصان التي يتم تقليمها خلال موسم قطف الزيتون.

ويقول هيثم كيّالي مدير مصنع "بالوليا" في حديث مع  لجريدة "القدس" المحلية ، إن الفكرة تقوم على استخلاص مواد فعّالة من ورق الزيتون وتحويلها إلى "حبوب بروتينية" على شكل أقراص، تساعد في تقوية جهاز المناعة ومقاومة أمراض مزمنة كالقلب، الشرايين، السكري، السرطان، أمراض الكوليسترول، الشيخوخة، وتأجيل ظهور علامات التقدّم في السن عن طريق منع الضرر الناجم عن التأكسد وتلف خلايا الجسم، مضيفًا أن الأقراص البروتينية تساهم في خفض ضغط الدم، ومحاربة الفيروسات والبكتيريا والميكروبات والفطريات.

وأوضح كيالي أنه تم تجهيز المصنع بمعدات فنية ذات مواصفات ومعايير خاصة ومختبرات حديثة، تسهم في ضمان جودة المنتجات وفق المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن المصنع سيوفّر منتجين من ورق الزيتون، الأوّل: "مكمّل غذائي" يساهم في تعزيز جهاز المناعة لدى الإنسان، والثاني: "مسحوق ورق الزيتون" الذي يستخدم في تصنيع المستحضرات الطبية والتجميلية والمشروبات الغازية.

وتبدأ عملية صناعة المكملات الغذائية من خلال جمع أوراق الزيتون عن الأغصان التي يتم تقليمها أثناء موسم قطف الزيتون من الحقول، ومن ثم يتم تخزينها في مستودعات خاصة، وتدخل الأوراق بعد تنقيتها إلى ماكنات صُنعت خصّيصًا لهذه الغاية، حيث يتم طحن الأوراق وتحويلها إلى مسحوق، ومن ثم تقوم ماكنات أخرى بامتصاص المواد الطبيعية الفعّالة وتحويلها إلى حبوب مفيدة للجسم، يمكن تناولها دون وصفة طبيب.

ويشير كيالي إلى أن إنتاج المكملات من ورق الزيتون يتم في هدة دول حول العالم، إلّا أن الحبوب التي يتم إنتاجها في فلسطين تتميز بجودة عالية مقارنة بالمكملات الغذائية الأخرى، وذلك لارتفاع المادة الفعّالة في ورق الزيتون الفلسطيني حيث أظهرت الفحوصات المخبرية أن نسبة المادة الفعالة في المكملات الفلسطينية تصل إلى 20%، مقارنة مع 6% فقط في المنتجات العالميّة الأخرى. ما ينعكس على فعاليّة المنتج وجودته، ويسهم في رفع سقف المنافسة. ويرى كيالي أن إقامة مثل هذه المصانع من شأنه دفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني، وتعزيز التوجّه نحو صناعات غير تقليدية في الأراضي الفلسطينية.

ومن المقرر أن يبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، تسويق المنتج في السوق الفلسطيني في علبة مطرّزة بنقوش تراثيّة فلسطينية تحوي 60 حبّة، بالتزامن مع بدء التحضير لتسويقه في دول خلجية، ومن ثم إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

ويبقى التحدي الأكبر أمام الصناعة الفلسطينية، القيود التي يفرضها الاحتلال وتعيق تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، حيث يسيطر الاحتلال على كافة المعابر، ويفرض إجراءات مشددة تؤخر عمليات التصدير وترفع كلفتها، لكن التحدي والإصرار في بناء المصانع الحديثة، رغم كل هذه القيود، يشكّل مقاومة للاحتلال، وفق كيالي.