تشييع 400 شهيد.. جثامين في ساحات المشافي والدفن في قبور جماعية

20231410074651.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

شهدت الساعات الماضية تشييع ما يزيد على 400 شهيد في أنحاء قطاع غزة، مع تواصل المجازر واستهداف بيوت الآمنين على نطاق واسع.
فقد شهدت محافظات القطاع الخمس جنازات تشييع لا تتوقف، معظمها كانت لعائلات بأكملها، جرى دفنهم في قبور جماعية، وفي معظم الحالات كان الدفن على عَجل.
واستعانت العائلات بشاحنات، ومركبات خصوصية، وأحياناً بدراجات "توك توك"، لنقل الجثامين من المستشفيات إلى المنازل، أو المساجد، ليتم توديعها ثم الصلاة عليها ومواراتها الثرى، إذ جرى أغلب الجنازات بمشاركة أعداد قليلة من المواطنين، خشية استهداف التجمعات من قبل الاحتلال.
وأكد حراس المقابر والعاملون عليها، أن توافد الجثامين إلى مقابر قطاع غزة لا يتوقف، وثمة أزمة في القبور، وهناك بعض المقابر التي تقع في مناطق خطرة، خرجت عن الخدمة، ولم تعد تستقبل جثامين.
وبدا مشهد الجثامين في مستشفيات القطاع، خاصة الشفاء بمدينة غزة كارثياً، إذ جرى رص الجثامين التي وضعت في أكياس من القماش والنايلون في ساحات وممرات المستشفى، بعد امتلاء ثلاجات حفظ الموتى عن آخرها بالجثامين، إذ يتم التعرف على كل جثمان من خلال اسم صاحبه المدون على القماش الذي يلفه، خاصة أن بعض الجثامين كانت مشوهة، أو متفحمة، وتم التعرف عليها من قبل أقربائهم ببعض العلامات المميزة في أجسادهم.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن تكدس الجثامين، وتعذر تشغيل الثلاجات بسبب أزمة الكهرباء، ينذر بكارثة بيئية كبيرة.
وناشدت إدارات المستشفيات عائلات الشهداء بسرعة أخد جثامين أبنائهم، ومواراتها الثرى، بسبب الظروف العصيبة، وعدم قدرة المستشفيات على الاحتفاظ بها.
في حين سادت حالة من الحزن الممزوج بالغضب كافة أنحاء قطاع غزة، مع انتشار الاستهدافات والموت في كل حي وشارع، فيما لا تزال عائلات الشهداء عاجزة عن فتح بيوت عزاء، بسبب شدة القصف، ومخاوف من استهداف تلك البيوت.
وتنتاب عشرات العائلات حالة قلق وترقب كبيرة، بعد فقدان العشرات من أبنائها بعيد الغارات، وسط توقعات بأن يكونوا عالقين تحت الركام، وقد استعانت بعض العائلات بمتطوعين من أبنائها، والجيران، في محاولة لرفع الأنقاض، والبحث تحتها عن جثامين قد تكون عالقة في الأسفل.
ودعا الدفاع المدني في قطاع غزة، إلى سرعة إمداد فرقه بالمعدات والوقود، لتتمكن من تلبية المناشدات والاستغاثات المتتالية، وتعمل على انتشال الجثامين والجرحى من تحت ركام المنازل المقصوفة.