الإندبندنت: الرابحون والخاسرون من وقف اطلاق النار في سوريا

الصراع في سوريا
حجم الخط

نطالع في صحيفة الإندبندنت مقالا للكاتب والمحلل السياسي باتريك كوبرن حول مكاسب وخسائر الأطراف التي شاركت في اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.

يقول الكاتب إن اتفاق ميونيخ جعل من الواضح أن روسيا قد عادت إلى الساحة الدولية كقوة عظمى.

فالتدخل الروسي يعني أن الرئيس بشار الأسد لن يخسر الحرب، ومن الصعب معرفة ما يمكن أن تحققه قوات المتمردين بمفردها ضد الجيش السوري الذي تدعمه روسيا وايران.

يقول الرئيس بشار الأسد أنه سيسعى لتحقيق النصر، لكنه من غير المتوقع أن تقبل الولايات المتحدة وحلفاؤها بالهزيمة الكاملة، على حد قول الكاتب.

ويرى الكاتب أن التدخل الروسي قلب الموازين في سوريا لصالح الجيش السوري وأن هذا لا يمكن تغييره دون التدخل المباشر للجيش التركي.

ولكن حتى هذا قد يكون متأخرا فقد قطع الجيش السوري الطريق بين حلب وتركيا. واقترب السوريون والروس من عزل شمال سوريا عن تركيا بنوع من الاتفاق الصامت مع الأكراد الذين يتقدمون من الشرق.

ويرى الكاتب أن تركيا والسعودية لم تعد لهما السيطرة السابقة على السياسة الغربية بشأن الموقف في سوريا بعد أن تبين أن القوات الموالية لهما ليست قادرة على الانتصار وعلى اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأدى دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014 وسيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا إلى اتضاح أن الحرب في سوريا لا يمكن السماح لها بالاستمرار.

وكان تدفق اللاجئين على اوروبا وهجمات باريس سببين رئيسيين في عدم قدرة الغرب على احتواء الموقف في سوريا.

ويقول الكاتب إنه كانت هناك أخبار دعائية عن قيام روسيا بقصف العناصر المعارضة المعتدلة فقط، لكنه ينفي ذلك ويقول إن روسيا كانت تقصف كل الجماعات المسلحة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام.

وكانت تلك دعاية ملائمة ترددها المعارضة "المعتدلة".

ويقول الكاتب إن الطريق إلى نهاية الحرب لاتزال طويلة، لكن من الواضح أنه لن يكون هناك تغييرا جذريا في الحكم في سوريا.

ويضيف الكاتب أن الأكراد قد أصبحوا أكثر قوة سياسيا وعسكريا في سوريا والعراق أكثر من أي وقت مضى.

أما بالنسبة لتنظيم الدولة فقد أصبح اضعف ولايزال يواجه القصف، على الرغم من أنه قد يستمر في القيام بعمليات بشعة في الخارج مثل تدمير الطائرة الروسية في سيناء او هجمات باريس.

وفشلت السعودية وتركيا وقطر في الاطاحة بالرئيس بشار الأسد أو تحقيق أي من أهدافهم في سوريا، بينما كانت ايران وحلفاؤها أكثر نجاحا.

وعلى الرغم من توالي الانتقادات لسياسة الرئيس أوباما إلا أنه لم يعان من هزائم حقيقية هناك.

ويختتم الكاتب المقال بقوله إن مراقبين تنبأوا أن روسيا ستندم على دخول الحرب في سوريا لكن من الواضح الآن أنها قد أصبحت تملك قرار من يفوز بتلك الحرب.