لا نستطيع العيش في الضفة ، اقصفونا كبقية اخوتنا في غزة ، فنحن كما تعرفون شعب واحد ، وهنا لن تجدوا صعوبة في طردنا ، فمفاتيح الجسر في يدكم .
في عام 1948 ، عام النكبة ، او عام استقلال إسرائيل ، لم تكن "حماس" موجودة ، و لا "فتح" او "الجبهة" ، لكن النضال كان موجودا ، وجذوته كانت مشتعلة ، اليوم ، وبعد 75 سنة تريد إسرائيل إبادة "حماس" لكي تأمن ان لا تكرر طوفانها ، ألا يتطلب ذلك القضاء على أخواتها ؟ ك"الجهاد" و "الشعبية" و"فتح" المتمردة ؟
في الواقع فإن إسرائيل بدأت استهداف أخوات "حماس" في الضفة قبل استهدافها في غزة على مدار العامين الماضيين ؛ كتيبة جنين ، عرين الأسود ، عقبة جبر ، مسح حوارة ، مسح جنين ، مسح ترمسعيا ، مسح الشيخ جراح ، مسح المسجد الأقصى ، مسح الكنائس والاديرة ، بل ومسح المسيحيين كلهم من فلسطين (في معرض إبادة غزة قصفت كنيسة ارثذوكسية ومستشفى معمداني ، وقبلها استخدموا البصق في القدس) .
تعرف إسرائيل بالتأكيد ، ان "حماس" لها من يدعمها بالمال والسلاح ، وبالتحديد حزب الله ومن ورائهما ايران ، وتعرف انهما "متورطان" في "الطوفان" ، وبالتالي يتوجب عليها معاقبتهما والنيل منهما بعد ان تبيد "حماس" ، لانهما سرعان ما سيعيدان بناء "حماس" من جديد ، واذا كانت إسرائيل قد قررت إبادة غزة ، لان الشعب كله متورط مع "حماس" ، او لانهم مجرد "حيوانات بشرية" ، فكيف ستفعل مع ايران ؟
لقد قصفت غزة من الجو والبر والبحر على مدار الساعة طوال أسبوعين ، ليلا ونهارا ، جوا وبحرا ، قتلت الاف الأطفال والنساء والشيوخ على الهواء مباشرة ، قصفت المنازل والأبراج و المقار والمساجد والمدارس والكنائس والمستشفيات فوق رؤوس سكانها، سوّت مناطق كاملة بالأرض ، ولاحقت النازحين الى "المناطق الآمنة" ، منعت الدواء والكهرباء والغذاء والماء ، قصفت معبرها الوحيد ، قتلت طواقم الأطباء و الإسعاف والإغاثة والصحفيين ، طلبت منهم الهجرة الى مصر ، ناسية ان معظم هؤلاء الناس لم يكونوا في غزة ، بل لجأوا اليها إثر النكبة ، وكما قال الرئيس المصري : ستلاحقونهم بعد بضع سنوات في العريش وسيناء ، لانهم لن يسكتوا عما فعلتموه بهم . وزير الخارجية الأردني بدوره ، استنبط الموضوع واعتبر مأساة غزة "بروفة" لتفريغ الضفة وتهجير شعبها الى حياضه ، لن يسكت وستقومون بملاحقته على تراب الأردن . فإذا لم تكن كل هذه الممارسات الرهيبة في هذا الوقت القياسي إجرامية وارهابية وتنتمي للشريعة الهولاكية ، فماذا تكون شريعة هولاكو .
من ضمن الوجوه التي جاءت تبايع الضيف على ضفاف الطوفان خليل الوزير و سمير القنطار وشيرين أبو عاقلة والشيخ امام يغني باللهجة المصرية : يا فلسطينية والبندقاني رماكو / والصهيونيه تقتل حمامكو حداكو / يا فلسطينية وانا بدي اسافر حداكو / ناري في ايديّه ، وايديّه تنزل معاكو / على راس الحية وتموت شريعه هولاكو .