بعد أسبوعين على بدء الحرب لا تزال عدة اسئلة مفتوحة بشأن العملية البرية في الجنوب. مثلا، هل أن حزب الله سيتخذ قرارا بتصعيد وتيرة نيرانه وإطلاق الصواريخ على إسرائيل عند دخول القوات الإسرائيلية إلى غزة ويغامر بادخال لبنان في حرب مباشرة مع إسرائيل، مع كل عواقب ذلك على الدولة التي تعيش حالة تفكك؟
وفي كل ما يتعلق بغزة، يرى ليف رام، أن غسرائيل تود إدارة الجهد المركزي هناك لهزيمة حماس، والمسألة الأولى التكتيكية تتصل بنوعية الحلول التي يملكها الجيش لمواجهة مخاطر الأنفاق الدفاعية لحماس، بحيث يمكن استغلال تفوق الجيش الواضح فوق الأرض. والسؤال هو هل أن الجيش ومن المراحل الاولى سينجح في إبعاد خط الدفاع الأول لحماس إلى الوراء، أم سيركز على ممارسة الضغط على مراكز قوة حماس في المدن لكبرى وفي مقدمتها مدينة غزة.
والمسالة الثانية المتعلقة بغزة ترتبط بشكل مطلق بقدرة الجيش الاسرائيلي على غحراز انجازات فعلية في ميدان القتال، بحيث يمكن ترجمتها إلى بعد سياسي لا يدع مجالا للشك بشأن قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة في اليوم التالي. فكل أمر أقل من ذلك سيمثل عدم تحقيق للاهداف التي عينتها دولة إسرائيل لنفسها في هزيمة حماس والانتصار عليها هذه المرة بشكل واضح.
وفي نظر رام ليف فإن سلاح الجو يعمل أساسا لتمهيد الطريق أمام دخول القوات ويضرب الاماكن التي تتوفر حولها معلومات بوجود مواقع مضادات دبابات وقناصة، ومناطق ملغومة في مزارع قطاع غزة. حجوم الإطلاقات على إسرائيل، والتي لم تعد بحجم كبير حاليا، تسمح أيضا بمرونة معينة حتى اتخاذ القرار بادخال القوات وبدء العملية البرية.
ورأى أن مدى ضرب الانفاق داخل غزة أمر ينبغي النظر إليه بشكل محدود الضمان من منطلق الفهم بأن حماس استخلصت أيضا العبر من العملية الأخيرة في محاولة لتجنب قدراتنا على تشخيص مسارات الانفاق التي لن يتنازلوا عنها. ومع ذلك فإن الدمار الكبير في غزة فوق الارض يشوش عليهم ، على الاقل، جزء من خططهم بسبب تدمير المباني الذي دفن فتحات أنفاق خططوا لاستخدامها.
وإزاء هذا الواقع ينتظر من الجيش ان يتقدم بمدرعاته من أجل استخدام الكثير جدا من النيران أثناء الحركة، حيث ستوفر الطائرات اسنادا وثيقا من الجو. وهذا النمط من العمليات، إذا أجيد استخدامه، يمكن أيضا أن يدخل الجيش الإسرائيلي بشكل جيد للقتال، وبذلك يؤثر أيضا على استمراره. الدخول الجيد للقتال البري في المرحلة الاولى يمكنه أن يقصر بقدر ما الجهد الاساسي للجيش، حتى لو تطلب الامر بعد ذلك عمليات واقتحامات عسكرية كبيرة على مناطق أخرى في القطاع.
والمسألة الأكبر لبنان. فكل ما كتبناه حتى الآن سيتأثر بما اذا أيام القتال في لبنان ستغدو أيام حرب فعلية، ومن هنا فإن الطريق للحرب في الشمال يمكن أن تكون قصيرة.
إن بدء الحرب في الشمال سرعان ما يحول الحلبة الجنوبية إلى حلبة ثانوية، من هنا فإنهم في حزب الله يحاولون تضخيم معضلة إسرائيل، ولكن عمليا القرار اتخذ. حجم تجنيد القوات الاحتياطية الواسع منذ المرحلة الاولى للحرب، ووزارة الدفاع الامريكي والجيش الامريكي، الذين فهموا بسرعة فائقة صورة الوضع الخطير من فتح جبهات على إسرائيل، ورئيس أمريكي اتخذ قرار سريعا بالمصادقة على خطط أدراج كانت بيد الجيش ووزارة الدفاع الامريكية لمساعدة إسرائيل في وضع كهذا بل لأكثر منه، كل ذلك يشك أساس اضافيا لقرار اتخذ في إسرائيل لمواصلة الخطة، والتركيز في هذه المرحلة على هزيمة حماس في الجنوب.
المؤسسة الامنية الإسرائيلية تعتقد أن حماس تمارس ضغوطا كبيرة على حزب الله للانضمام للمعركة، لكن في غيران أصوات مغايرة، بحيث أن ساحة اللعب بين إسرائيل وحزب الله حتى الآن تجري على خط التماس.