حمل بن كسبيت وهو كبير المعلقين السياسيين في "معاريف" على نتنياهو واصفا إياه بأنه أجبن زعيم ليس في تاريخ إسرائيل الحاضر وإنما أيضا في تاريخ الفترات التوراتية. وكتب أن "نتنياهو يتمزق بين قطبين. يمثلانهما ضابطان: العميد افي ايتام من اليمين، اللواء اسحق بريك من اليسار، بينما تحوم روح الأمريكيين في الأعلى". وفي نظره فإن "ايتام رجل النهج الهجومي، الساعي الى الاشتباك، الذي يتجاهل المخاطر والحسابات الزائدة. أما بريك، بطل إسرائيل، فهو ليس جبانا ولا انهزاميا، لكنه أيضا لا يؤمن بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق هدف ذي مغزى في غزة – وبالتالي من الأفضل الإعلان عن النصر والتخلي. أي منهما لا يخفي اراءه. كلاهما جلسا مؤخرا مع نتنياهو، بناء على طلبه".
وأشار إلى ان "نتنياهو التقى مع بريك مرتين على الأقل. أساسا قبل جلسات الكابينت. واذا ما فهمت على نحو صائب، فقد التقاه في يومي الجمعة. اللقاء الثاني حضره أيضا رئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي. بين هذا وذاك، جلس مع ايتام. طلب أن يجلبوا له ايتام بعد لقائه الأول مع بريك. وكان، كما تبلغ المصادر، عاصفا. بعد أن جلس مع ايتام، انتقل العصف الى الجانب الاخر: من سمع ايتام بعد لقائه مع نتنياهو سمع رجلا غاضبا. في هذه اللحظة، يد بريك هي العليا. من يعرف نتنياهو لا يتفاجأ. في النهاية، هو جبان".
وكتب أن "بريك سأل نتنياهو أسئلة بسيطة: هل في الدخول البري توجد للجيش الإسرائيلي قائمة اهداف واضحة؟ لنقل، احتلال المكان X. تدير الموقع Y. فما هو الإنجاز المطلوب. متى نعرف اننا انتصرنا؟ هل يوجد انجاز محدد نسعى اليه؟ هل يمكن قياسه؟ وقال بريك لنتنياهو كل هذه الأسئلة، ، عليك ان تسأل الجيش، وتسألهم أيضا كم من الوقت ينبغي أن نكون هناك. كم قتيلا متوقع للجيش الإسرائيلي ان يتكبد. هل يمكن للحدث أن يؤثر على تدخل حزب الله، على احتمال نشوب حرب إقليمية متعددة الجبهات، على استقرار الأنظمة الصديقة في المنطقة. وبقدر ما هو معروف، فقد سأل نتنياهو بالفعل هذه الأسئلة للجيش. بقدر ما هو معروف، فان الأجوبة لم ترق له أبدا. كيف يمكنني ان اعرف؟ مفتاح نتنياهو يسمى آريه درعي. أمس تفوه في إذاعة حريدية ما مدعيا بان ليس للجيش خطة للقضاء على حماس".
وقال بن كسبيت متهكما أن "هذا يذكرني بحرب لبنان الثانية، عندما طلب وزير الدفاع حديث العهد عمير بيرتس ان يجلبوا له "ملف نصرالله"، وعندها تبين انه مع انه يوجد شخص يدعى نصرالله الا انه ليس له ملف. تذكروا هذا المثال. إذ على التو سنعود اليه. على أحد ما ان يشرح لدرعي انه لا حاجة لخطة للقضاء على حماس. اذا كنا نريد أن نقضي عليها فاننا ندخل ونقضي عليها. متى نعرف انه قضي عليها. عندما يقضى عليها، سنعرف".
السؤال هو هل هذا ممكن وهل هذا مجدٍ. هل الاحتمال اكبر من الخطر. هل إسرائيل يمكنها أن تسمح لنفسها الا تفعل هذا. ليس واجبا، يا سيد درعي ان تنشر كل احبوبة لسيدك نتنياهو. حان الوقت لان تبدأ بتخفيف مستوى الانبطاح. حان الوقت لان تلاحظ انت أيضا الثقب الواسع للسفينة.
ويتطرق بعدها إلى الأمريكيين: "يتبين ان لحاملتي الطائرات، عشرات السفن الحربية الهائلة والـ 14 مليار دولار، يوجد ثمن. هو ليس عاليا جدا. فالامريكيون لا يمنعون عنا شيئا. هم فقط يشيرون الينا. هنا أيضا يوجد منطق في هذا التفكير. من يتعين عليه أن يقرر اذا كنا سنستجيب لهم ام لا، هو نتنياهو وكابينت الحرب خاصته. نتنياهو يتصرف وكأنه يخطط لان يطلب قريبا ملجأ سياسيا في أمريكا. "هو يعمل لدى الأمريكيين، وفقط بعد ذلك لدينا"، قال لي امس مصدر ما. من جهة أخرى، بقدر ما افهم، فان غانتس وآيزنكوت لا يطالبانه بعمل سريع الان، "على رأس" أمريكا."