قامت دولة الفاشية اليهودية بتوجيه صفعتها الكبرى الى الشرعية الدولية، دقائق قبل قيام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت على قرار خاص حول الحرب على قطاع غزة، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية، عندما أرسلت قوات جيشها ملتبس الجنسية (أمريكي – أوروبي وإسرائيلي) لاقتحام مناطق في القطاع.
المفارقة الأبرز في تلك العملية، لا تقف عن خطوة دولة الفاشية بالاستخفاف الفريد بالعالم، بل قيام إدارة أمريكا بالمشاركة المباشرة عبر اتصال مصور بين مقر مجلس الحرب في تل أبيب ومجلس الأمن القومي في واشنطن بمشاركة "القائد الأعلى للحرب العدوانية" بايدن.
لم تدر أمريكا بالا لما يحدث فوق أراضيها، عبر المؤسسة الأممية التي لجأت اليها زاحفة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكنها تركت الدول الباحثة عن قرار عله يحاصر الغزو الإجرامي لقطاع غزة، لتدير الحرب بشكل مباشر، ثم تعود في بيانات تدعو الى "أنسنة الفاشيين" بأن يقتلوا عددا أقل أو تخفي كل ما يتم...فكانت النصيحة بعزل القطاع عن العالم الخارجي كليا، ويضعه تحت مسار ارتكاب جرائم حرب خارج البث الهوائي.
ولم تكن كلمات ممثل دولة الفاشية اليهودية في الأمم المتحدة، بأن هذه المؤسسة فقدت "شرعيتها" سوى مخلص مكثف جدا لما تفكر به هذا الدولة، والتي وصلت الى ان تبصق على أعلى مؤسسة عالمية، وهي تدرك تماما أن لا يجرؤ أي كان محاسبتها أو عقابها، ليس فقط لوجود تحالف استعماري يشكل "جدار حماية" لحقارتها القصوى، بل هي تدرك أنها دولة لا يوجد من يحاسبها سوى الشعب الفلسطيني، والذي بدأت تتجه لكسر الروح المتمردة على "الرغبة الأمريكية – الهودية"، بفرض استسلام ثقافي وفكري قبل السياسي في المنطقة التي كانت منبعا للكفاح والثورة.
قرار دولة الاحتلال بدخول قواتها برا الى قطاع غزة، بعد عزله الكلي عن العالم، بمشاركة أمريكا ودول الغرب الاستعماري وفي المقدمة منها فرنسا، بريطانيا وألمانيا، محاولة جديدة لرسم ملامح خريطة جغرافية سياسية جديدة في فلسطين تبدأ من القطاع، بعدما تتمكن وفق حسابها، على ما اختزنه قوة وسلاحا، تنفيذا للقرار المشترك مع الإدارة الأمريكية بخلق "نظام جديد" في غزة.
تحدي دولة الفاشية اليهودية للأمم المتحدة، لم يقف عند تصريح "التحقير السياسي" لمندوبها، بل أعلنت أن ذلك القرار الخاص بوقف العدوانية بات جزءا من أرشيف المنظمة الدولية، يضاف لمئات قبله، لم ينفذ منها قرارا، كونها تمتلك "الفيتو الذهبي" لمنع تنفيذ أي قرار خاص يعرقل مشروعها التهويدي العام لبقايا فلسطين التاريخية، ورمي قطاع غزة في أتون حرب إعادة البناء والترميم لما أحدثته خرابا وتدميرا لسنوات طويلة، وسط البحث عن "مساعدات إنسانية" يشرف عليها المندوب "السامي" الأمريكي ساترفيلد، والذي تم تعيينه فور بد الحرب العدوانية.
دولة الفاشية، بدأت خطتها التدميرية للحالة الخاصة في قطاع غزة، بعدما أمنت تماما رد فعل من حولها، بأنه لن يخرج أبدا عن "بيان اللطم الكلامي" و "التنديد البكائي"، وربما تفتح بعض شوارع لممارسة طقوس الحزن والصراخ، مع تشديد الحصار على أي عنصر فعل حقيقي يربك مخطط الخلاص من الكيانية الفلسطينية، التي وضعت حجر أساسها المعاصر الخالد المؤسس ياسر عرفات يوم 4 مايو 1994، لتبدأ دولة الكيان في يوم 7 أكتوبر بداية الهدم العام.
ربما تحقق الإدارة الأمريكية ودولة الفاشية هدفهم السياسي عبر الحرب العدوانية بتدمير الكيانية الوطنية الى حين، وترسم بعضا من "نتوء كياني فيشي" الى حين.. وقد تروض بعضا من "آل الحكم" حاملي المسمى الفلسطيني ليكونوا أدواتهم التنفيذية لمشروعهم السياسي المستحدث، لكن حتمة الخلاص من "الفلسطيني" تبقى الحلم المستحيل".
ويبقى صمت الرسمية الفلسطينية ورئيسها هو العلامة الفارقة التي تمثل ركنا من أركان مخطط تصفية مرحلة الثورة والكفاح، اعتقادا منها أن ذلك هو "طريق النجاة الذاتي"، متجاهلة الحقيقة التاريخية أن "الفلسطيني الجيد للفاشية اليهودية هو الفلسطيني الميت وطنيا قبل حياتيا".
ملاحظة: الغضب الشعبي العربي يصبح مشهدا تلفزيونيا لإكمال مشهد التغطية الإعلامية ما لم يصبح أداة عقاب حقيقي للوجود الأمريكي الإسرائيلي في بلدانا من محيطها الى خليجها..لو كانت روح الثورة والغضب حقا هي المحرك...لتدفع أمريكا ودولة المستعمرين قبل دولة اليهود ثمنها...اغضبوا ضد وجودهم ومصالحهم واتركوا الهتاف للرسميات وحكامها.
تنويه خاص: بعد غياب أطل رئيس وزراء فلسطين الأسبق د.سلام فياض...نشر مقالا تضمن رؤية خاصة لوقف الحرب او مواجهتها... أفكار بها ما يستحق التدقيق السياسي..طبعا بلاش التعامل معها بأفكار ليش واشمعنى وشو..بحبشوا على المنيح فيها..يمكن يكون فيها منفعا!