أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن كثافة القصف الأرضي الإسرائيلي تعني إصرارا على تقدم القوات، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يعتمد سياسة الأرض المحروقة للوصول لبيت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية لتحقيق "صورة نصر".
وبيّن الدويري -في فقرة تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي حاول الهجوم من جهة الشمال الغربي لقطاع غزة على طول شارع الرشيد (البحر) لكنه توقف عند أطراف مخيم الشاطئ الشمالية.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال أيضا لا تزال قواته تراوح مكانها في بيت حانون وبيت لاهيا، ولهذا يحاول إيجاد طريقا أو مقاربة للالتفاف من حي تل الهوا جنوب غربي غزة نحو الميناء ثم الاتجاه شمالا حيث وقتها ستحقق القوات الإسرائيلية تطويقا فعليا.
وحول أهداف إسرائيل من تطويق غزة، قال الخبير العسكري إنها تستهدف تجزئة المجزأ من خلال فصل الشمال عن بقية القطاع.
وكذلك إيجاد محاور حركة داخلية -بحسب الدويري- لتصعيب مهمة المدافع وفرض واقع جديد عليه عبر تقطيع غزة لمربعات بحيث يسهل مواجهة عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".
وحول المغزى من إصرار جيش الاحتلال على الوصول إلى مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، توقع الخبير العسكري أن تل أبيب تسعى للوصول إلى بيت إسماعيل هنية والتقاط صورة نصر هناك.
أما بشأن سياسة إسرائيل في الحرب البرية، أكد الدويري أنها تعتمد على الأرض المحروقة حيث لا يوجد حرمة أو حصانة لمدارس الأونروا أو المستشفيات؛ فيتم قصفها ومحيطها بذرائع وجود قيادات أو مقاتلين من حركة "حماس".
وشدد على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد تدمير مظاهر الحياة لهدفين اثنين؛ الأول تسهيل حركة الآليات والثاني تدمير الأنفاق أو مناطق تخفي مقاتلي القسام.
واستهجن الخبير العسكري طلب جيش الاحتلال المتكرر من سكان شمال قطاع غزة بالنزوح جنوبا، مستدلا بعدة وقائع حول تركز القصف في الجزء الجنوبي من وادي غزة كمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى أو خان يونس في الجنوب.
وبناء على سياسته التدميرية، وصف الدويري الجيش الإسرائيلي بأنه "الأقل أخلاقية" على مستوى العالم، مستحضرا في هذا الإطار ما دأب عليه قادة إسرائيل بترديد مزاعم بأن جيشهم "الأكثر أخلاقية" عالميا.
وأكد أنه ليس هناك ما يشي بتصعيد عسكري أكبر في الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني رغم التصريحات الإسرائيلية حول الاستعداد والتي كان آخرها لرئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وأشار إلى أن المعادلة بقيت كما هي في الشمال؛ تصعيد مقابل تصعيد، وهو ما أكده -وفق قوله- خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.