بعد سنة بالضبط ستجرى انتخابات 2024 للرئاسة الامريكية. في هذه المرحلة يبدو أن هذا سيكون بثا معادا لانتخابات 2020 – جو بايدن مقابل دونالد ترامب. انتخابات كهذه تحسم في عدد محدود من الولايات التي تعتبر "مترددة"، لانها لا تصوت بثبات لمرشحي حزب واحد.
استطلاع نشرته الـ "نيويورك تايمز" اظهر بان بايدن يتخلف عن ترامب في خمسة من اصل الولايات الستة المترددة: بنسلفيانيا، ميتشغن، اريزونا، جورجيا ونيفاده، وهو يتصدر فقط وفي ويسكونسين. ثمة من يعزو هذا التخلف الى دعم بايدن الكبير لإسرائيل.
التاريخ والنظرية للانتخابات في الولايات المتحدة يدلان على أن المواضيع الخارجية لا تؤثر اجمالا عن اعتبارات الناخبين. فالمواضيع الأهم في نظرهم هي الاقتصاد، العمالة، التضخم المالي، الصحة، الإجهاض، الهجرة والتعليم. وحتى في أوساط يهود الولايات المتحدة، فان إسرائيل والنزاع مع الفلسطينيين يحتل مكانا هامشيا في اعتباراتهم.
صحيح انه لا يزال يوجد الكثير من الوقت حتى انتخابات 2024، لكن توجد جماعات في أوساط الديمقراطيين، مسلمين وتقدميين يهددون بهجر بايدن اذا ما واصل الدعم لإسرائيل. كما أنها كانت هذه أيضا هي الجماعات الأساسية التي شاركت في مظاهرة عشرات الالاف ضده وضد إسرائيل والتي جرت في واشنطن في نهاية الأسبوع.
المسلمون ومعظم التقدميين تجاهلوا المذبحة التي ارتكبتها حماس – داعش في غلاف غزة، وهم يطالبون بايدن بوقف المساعدة العسكرية لإسرائيل والضغط عليها للموافقة على وقف نار فوري في غزة. كثيرون منهم يستخدمون شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة"، والذي يعني إبادة إسرائيل. بعضهم يدعون، مثل اللاساميين الكلاسيكيين، بان إسرائيل مسؤولة عن المذبحة بحق مواطنيها. وهم يهددون بايدن بانه اذا لم يفعل ذلك، فانهم لن يصوتوا له في الانتخابات الرئاسة.
لقد انكشف بايدن كالرئيس الأكثر ودا الذي كان في أي مرة لإسرائيل. وهو يوصف كالرئيس الأخير المؤيد لإسرائيل في البيت الأبيض. لا يمكن ان نصف ماذا كان سيحصل في البلاد لو كانت حماس ستهاجم إسرائيل بعد نحو عشر سنوات.
وعليه، فثمة حاجة لتعزيز ترشيح بايدن حيال ترامب، الذي هو دوما غير متوقع، وفي بداية الحرب انتقد نتنياهو واثنى على حزب الله. يمكن الامل في أن يعترف يهود الولايات المتحدة لبايدن بموقفه فيضيف بضعة نسب بالمئة لمعدل تصويتهم الدائم، وبذلك يتوازن التقليص المحتمل في تصويت المسلميين والتقدميين.