طالبت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي، والمجلس الأكاديمي الفلسطيني، جميع المؤسسات الأكاديمية في العالم، بضرورة التحرك لإنقاذ المؤسسات والمسيرة الأكاديمية في فلسطين، وحماية أرواح طلبتها وكوادرها الأكاديمية والمنشآت والمباني من جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري منذ نحو أربعين يوما متواصلا من القصف والتدمير والقتل الذي عطل كل مناحي الحياة الإنسانية والأكاديمية والطبيعية.
جاء ذلك خلال وقفة نظمتها الحملة الأكاديمية والمجلس الأكاديمي الفلسطيني اليوم الثلاثاء، أمام مقر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في رام الله، بحضور العديد من الأكاديميين وممثلي المؤسسات الأكاديمية.
وطالب المشاركون في الوقفة بضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية بشكل عاجل، من أجل إنقاذ أرواح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، كما استنكروا تقاعس بعض المؤسسات الدولية عن القيام بدورها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة شاملة طالت كل مناحي الحياة.
وخلال الوقفة، سلّمت الحملة الأكاديمية والمجلس الأكاديمي الفلسطيني رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة، لحث المؤسسات الدولية على تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية لحماية المدنيين والمؤسسات المجتمعية المختلفة بوقف حرب الإبادة الجماعية.
وتضمنت الرسالة تقريراً رصد أبرز جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشار التقرير إلى ارتقاء أكثر من 500 طالب جامعي نتيجة حرب الإبادة في قطاع غزة، واستشهاد ما يقارب 150 من الكوادر التعليمية في قطاعي التربية والتعليم العالي.
وتطرق كذلك إلى اعتقال قرابة 300 طالب جامعي من الضفة الغربية، في الوقت الذي تواصل فيه ملاحقة العمل النقابي الطلابي، وتشديد القيود على المحاضرين والأكاديميين الأجانب العاملين في المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية.
وجاء في التقرير أن القصف والتدمير المباشرين لمباني المؤسسات الأكاديمية ومرافقها في قطاع غزة، أديا لتضرر 9 مبانٍ تابعة لجامعات، أبرزها جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية، بينما فإن قصف المؤسسات التعليمية في غزة دمر بشكل كامل أو جزئي 278 مؤسسة تعليمية، ما يشكل أكثر من 51% من المؤسسات التعليمية في القطاع، ما أسفر عن حرمان أكثر من 625 ألف طالب من الوصول إلى الخدمات التعليمية، فيما تم اقتحام جامعة بيرزيت، وتضييق الخناق على جامعات النجاح والقدس والقدس المفتوحة في الضفة الغربية، ويعد ذلك مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة القاعدة 55 منه التي تعتبر المدارس والمؤسسات الأكاديمية والمستشفيات خطوطا حمراء محمية بموجب القانون الدولي.
ونوه إلى تعطيل الحياة الأكاديمية في 19 مؤسسة تعليم عالٍ في قطاع غزة بسبب العدوان، ما أدى إلى حرمان أكثر من 88000 طالب وطالبة من تلقي تعليمهم، فضلا عن تعذر التحاق نحو 555 طالبا وطالبة بالمنح الدراسية الخارجية بسبب إغلاق المعابر.
وذكر التقرير أن حواجز الاحتلال واعتداءاته المستمرة وعربدات المستعمرين تسببت بتعطل التعليم الوجاهي في كل مؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية البالغ عددها 34 مؤسسة، والتي تضم أكثر من 138800 طالب وطالبة، وذلك نتيجة صعوبة تنقل الطلبة والعاملين وخطورته.
وقال الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية رمزي عودة، إن هذه الوقفة تتزامن مع وقفات مماثلة في العديد من دول العالم ومنها موريتانيا، واليمن، وتونس، والبحرين، والأردن، ولبنان، وبعض دول أميركا اللاتينية، لرفع الصوت عاليا من الشخصيات والمؤسسات الأكاديمية في وجه غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه، اللذين أديا إلى اعتقال المئات وجرح المئات أيضا من القطاع الأكاديمي.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأكاديمي الفلسطيني محمد المصري، وحدة الجغرافيا لدولة فلسطين، ووحدة الشعب الفلسطيني ومنظومته السياسية، وتمثيله الرسمي والدولي.
وأكد أن استهداف المؤسسات الأكاديمية لن يزيد شعبنا سوى مزيد من الإصرار على التمسك بالعلم والتفوق وطلب الحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.