بقاء اسرائيل في غزة بعد انتهاء الحرب يشكل وصفة للمشاكل. الحل تقول صحيفة معاريف الإسرائيلية وجود مؤقت لمصر، يضبط الاوضاع ويشرف على إعادة إعمار القطاع.
في إسرائيل وفي الخارج بدأوا بالتفكير في غزة بعد انتهاء الحرب. ما هو النظام الذي سيقام هناك وكيف سيكون شكله مقارنة بما كان تحت حكم حماس. المعاهد وأجهزة الاستخبارات تبحث بهدوء وتحاول إيجاد الصيغة الأفضل.
كل المقترحات التي يجري الحديث عنها لإدارة قطاع غزة بعد الحرب خاصة عودة السلطة الفلسطينية ستكون وصفة لمشاكل وصراعات مستقبلية قد تضر اسرائيل ولن تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة. كانت هناك سابقا وتم التخلص منها.
كذلك الأفكار عن العودة إلى احتلال غزة وإقامة مستوطنات غوش قطيف، أو بدلاً من ذلك أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة، هي وصفات لمشاكل مستقبلية. ولا بد من إيجاد حل لم نفكر فيه حتى الآن، ويبعد إسرائيل عن دوامة غزة. لذلك تدخل مصر الصورة على شكل حصولها على انتداب على القطاع، على غرار الانتدابين البريطاني والفرنسي الذي كان في الشرق الأوسط في القرن الماضي. وليس الهدف إعادة غزة إلى مصر، بل إعطاء مصر تفويضا مؤقتا للتواجد في غزة. وستشرف مصر خلال هذه الفترة على بناء غزة بمساعدة مالية دولية لتكون مختلفة عما هي عليه اليوم. مصر تعرف غزة وأهل غزة يحترمون المصريين كثيرا. تتمتع القاهرة بثروة من الخبرة والمعلومات حول غزة، وسوف تحافظ على النظام لصالح إعادة تأهيلها.
وبقبولها هذا التفويض، يقول التقرير فإن مصر سوف تخلق استمرارية أمنية من غزة إلى سيناء، وهو ما من شأنه أن يحقق لها الاستقرار الذي تسعى إليه بشدة. وبالتالي ستساهم في أمن مصر القومي. ستكون غزة مفتوحة للعالم من خلال المعابر المؤدية إلى مصر، التي ستسيطر على سيناء وغزة.
ويثير دينيس روس وآرون ميلر من معهد واشنطن احتمال أن تسيطر قوة مكونة من الدول العربية الخمس التي لديها اتفاق تطبيع مع إسرائيل على غزة. وهو احتمال وارد، ولكن سيطرة دولة واحدة مثل مصر على المنطقة بمفردها أفضل من الصعوبات بين الدول الخمس.
قد يبدو اقتراح الانتداب المصري على غزة خيالياً في هذه اللحظة، وربما يصعب تحقيقه، إلا أن المحادثات الهادئة مع القاهرة التي ستسلط الضوء على فوائد هذه الخطوة على أمنها القومي قد تدفعها إلى دراسة الاقتراح بجدية. وهذا سيعطي الأمل لغزة، التي ستصبح غير مهددة، ويقوي مصر في العالم العربي، ويهدئ مخاوفها بشأن نقل السكان الفلسطينيين الى سيناء.