رغم أن طبيعة الحرب هي ان كل شيء يمكنه أن يتغير بطرفة عين، فصحيح حتى كتابة هذه السطور يمكن القول ان صفقة تبادل الأسرى عالقة. يحيى السنوار، زعيم حماس في القطاع يخادعنا. امس (أول من أمس)، كشفنا أنه قطع الاتصال مع الوسطاء القطريين بسبب دخول الجيش الإسرائيلي الى مستشفى الشفاء، وصحيح حتى اليوم نفسه أنه لم يستأنف الاتصال.
في هذه الأثناء يواصل كابينت الحرب في إسرائيل اجراء المداولات في الموضوع رغم أن الطرف الآخر، حتى قبل أن يختفي صلّب مواقفه: ما بدأ بنية تحرير 100 مخطوف هبط الى 80 وبعد ذلك الى 50. ولما كان عدد النساء والأطفال بين المخطوفين يقدر بـ 80، فمعنى صفقة 50 هو إبقاء نساء وأطفال في الاسر.
على مدى الأسبوع كتبنا هنا عن الظل الذي يخيم فوق رؤوس قادة جهاز الامن، وصعوبتهم في بلورة موقف نقي ومستقل عقب مسؤوليتهم عن القصور الرهيب في 7 أكتوبر ولا يزال – موقفهم مهما.
إضافة الى ذلك فان الشكل الذي يناور به السنوار على إسرائيل يؤخر استمرار العملية العسكرية واساسا بداية المعالجة لجنوب القطاع. ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية يقول انه "يجب المواصلة بكل القوة. استمرار المناورة سيؤدي الى النتائج المرجوة حيال حماس أيضا وليس اقل من ذلك لاجل الوصول الى صفقة مخطوفين افضل. فالسنوار لا يفهم الا لغة القوة وهذه هي اللغة التي يجب مواصلة الحديث بها معه".
الضابط محق: الجيش الإسرائيلي ملزم بمواصلة الضغط على الذراع العسكري لحماس، وذلك أيضا لاجل استيفاء الأهداف التي حددها له المستوى السياسي وكذلك لان هذا الضغط العسكري هو الذي يجلب أيضا المعلومات عن المخطوفين وبالطبع دفع السنوار لأن يدخل الى مفاوضات عليهم. في المستوى الوطني، كل الحوار الإعلامي مع زعيم منظمة مجرمين يدل على ضعف إسرائيلي، ربما ضعف من النوع الذي اودى بنا الى الحافة.
رئيس الأركان هرتسي هليفي، الذي دخل امس (أول من أمس) الى القطاع قال "نحن قريبون من استكمال المعركة العسكرية في شمال القطاع. بقدر ما يتعلق هذا بنا – سنواصل الى مناطق أخرى". غير انه في هذه الاثناء هذا لا يحصل، والساعة السياسية لا تزال تدق.
في هذه الاثناء انتج النشاط في مستشفى الشفاء إنجازا اول: كشف فوهة نفق من النوع الذي حذر الجيش الإسرائيلي منه ويبرر الدخول الى المجمع. قبل ذلك اصروا في الجيش الإسرائيلي على أن هذا انجاز عملياتي ونفسي أيضا، بعد سنوات ساد فيها إحساس بانه في حملات من هذا النوع ستكون اثمان اعلى بكثير. مع أن افضل أبنائنا أعطوا حياتهم في هذه الحرب، لكن هذه هي طبيعة الصدام العسكري بمثل هذا الحجم. بالنسبة للحجوم السابقة التي عرضت على الجمهور، النتائج مختلفة. هذا لا يعني أيضا ان الإنجازات ترقى لمستوى التوقعات.
في الأيام الأخيرة نفذ هجومان قويان على مجالين تحت أرضيين مختلفين. في احدهما اختبأ مخربان كبيران من حماس – احمد غندور وايمن صيام.
في مجال تحت أرضي آخر اختبأ مسؤولو الذراع السياسي لحماس، بينهم روحي مشتهى، عصام دغلس وسامح السراج.
في حماس يحاولون إخفاء نتائج الهجوم. يمكن القول بيقين ان تحت الأرض الذي كانوا فيه تضرر بشكل شديد جدا.
وفي الوقت الذي يتركز فيه كل الاهتمام على غزة وعلى الجبهة الشمالية أيضا، حيث تتواصل نار حزب الله هناك أيضا، فان جبهة الضفة رفعت رأسا بشعا على نحو خاص، في شكل عملية خطيرة نفذت امس وكان يمكن أن تنتهي بشكل يهز المنظومة. كل هذا منع بفضل يقظة استثنائية للحراس في الحاجز ممن أوقفوا المخربين الذين كانوا مزودين ببزات عسكرية إسرائيلية، أسلحة، مئات رصاصات والبلطات. مثل هذه الترسانة معناها نية واضحة لتنفيذ مذبحة.
مصدر العملية هو الشبكة القوية والمنظمة لحماس في الخليل. بخلاف احداث كثيرة في الضفة، فهؤلاء ليسوا مخربي تك توك او فتيانا مضطربين نفسياً. وعليه فلمجرد ان مثل هذه العملية خرجت الى حيز التنفيذ، ورغم منع مصيبة كبيرة، يستوجب فحصا في الجيش والشاباك كيف افلتت هذه الشبكة من بين مئات المعتقلين. صحيح أن الاعمال في جنين وباقي مخيمات اللاجئين في المنطقة تضرب الإرهاب وتزيد الامن، لكن حان الوقت لنقل التركيز الى الخليل. فآخر ما ينقصنا هو عملية تغير الواقع تخرج من هناك.
عن "يديعوت أحرونوت"
تنازلات حماس و"مناورة نتنياهو" التفاوضية..هل من صفقة؟!
11 يوليو 2024