سموتريتش يتحدى بايدن.."بصقة القرن" في وجه الرسمية الفلسطينية!

1700724054-5283-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 نشر موقع أمريكي تفاصيل ما أسماها "المكالمة الأصعب" بين الرئيس جو بايدن ورئيس حكومة التحالف الفاشي في دولة العدو بنيامين نتنياهو، تتعلق بأموال الضرائب الفلسطينية مطالبا إياه بضرورة تحويلها باعتبارها حق كامل للسلطة، وخاصة أن واشنطن تبحث تعزيز مكانة الرئيس محمود عباس وسلطته، التي تعيش أوقاتا هي الأكثر رداءة وطنية منذ تنصيبه عام 2005.

الرئيس الأمريكي أعاد التأكيد على اقتراح سبق لدولة الكيان الفاشي أن وافقت عليه، بنقل تلك الأموال الى النرويج كـ "خطوة انتقالية"، دون توضيح ما هو مصيرها بعد التحويل، لكنها قد تصبح وسيلة اقتراض مالي من البنوك بضمانة "الوديعة النرويجية".

ليس مهما تفاصيل "الصفقة النرويجية"، ولا كيف سيتم نقلها أو صرفها ومتى، ولكن الجوهري الذي يستحق القراءة، ما أعلنه الوزير الفاشي المستوطن سموتريتش باعتباره وزير المالية، "نحترم الولايات المتحدة ورئيسها لكننا لن نترك مصيرنا أبدا في أيدي الأجانب"، وأضاف: "لن يذهب شيكل واحد إلى غزة طالما بقيت في منصبي".

أن يرفض سموتريتش تحويل الأموال الى أوسلو أو رام الله، فتلك ربما يراها البعض صلاحية يمتلكها، وفق حماية تحالف الفاشية الحاكم، ولكن ما يستحق التدقيق جيدا، في قوله بعدم السماح لـ "الأجانب" تقرير مصير كيانه، مع احترامه لأمريكا ورئيسها.

عبارة مثيرة، من مستوطن يدرك أن وجوده بالضفة الغربية، قبل كل شي بسبب جدار الحماية الشامل الذي تقدمه الولايات المتحدة للفرق الاستيطانية التي يقودها، وقبلها بأن استمرارية دولة الكيان ذاتها ما كان لها البقاء يوما دون ذلك الجدار، الذي يعتبر أقوى وأطول وأوسع جدار حماية تقدمه دولة لدولة في تاريخ النظم السياسية.

وبعدما قال الفاشي سموتريتش كلامه المستخف بشكل غير مسبوق بإدارة أمريكية، وغير مسموح لها بتقرير مصيرها، سارع اليهودي الصهيوني بلينكن الطلب من البنتاغون إقرار صفقة لبيع بنادق لإسرائيل مقابل 147.5 مليون دولار، كـ "حالة طوارئ" تستلزم بيع هذه الأسلحة على الفور لإسرائيل، مما يعلق شرط مراجعة الكونغرس للصفقة.

الصفقة الأمريكية، تجاوزت النظم تحت بند "حالة طارئة"، وهو تعبير يكثف دور إدارة بايدن في الحرب العدوانية التدميرية ضد قطاع غزة، بما طالبت بتجاوز كل قانون أو قيد وفقا لتلك الصفة، بل أنها جاءت ردا على ترويج سابق رفضها بيع "بنادق" كونها تذهب الى المستوطنين، والذي يمثلهم رسميا في حكومة نتنياهو الثنائي الإرهابي سموتريتش وبن غفير.

القرار الأمريكي، حول إرسال البنادق ضمن "حالة طارئة"، هي رسالة سياسية دون أي التباس بأن الحرب الاستئصالية في قطاع غزة ليس حربا لدولة الفاشية اليهودية فحسب، كما تحاول "الرسمية الفلسطينية" و "الرسمية العربية" نظما وجامعة وبعض أطراف ترويجها، بل هي حرب أمريكية بشراكة كاملة الأركان، دونها ما كان لها أن تستمر أياما.

"صفقة البنادق" الأمريكية، تأكيد بأنه "المكاملة الأصعب"، التي تم الترويج لها ليس سوى ذر رماد في عيون الجالسين على قارعة طريق البيت الأبيض، منتظرين بعض رذاذ عله يعينهم على ما أصابهم احتقارا وطنيا وعزلة غير مسبوقة ومصيرا سيكون هو الأكثر سوادا.

"صفقة البنادق"، رسالة بأن مواصلة الاستجابة لرغبة أمريكية باستمرار "التنسيق الأمني" لحماية أمن دولة العدو في الضفة المحتلة، ومنع الحراك الشعبي في وجه الغزاة تلاحما مع حرب قطاع غزة، ليس سوى "مقبرة وطنية".

هل تدفع "صفقة البنادق" الأمريكية بعد تصريحات سموتريتش، الرئيس العام محمود عباس رفض استقبال من قررها الوزير اليهودي الصهيوني بلينكن..تلك هي محطة اختبار بين خيط بقايا كرامة وطنية أو فاقديها.

ملاحظة: كل ما كثر طباخين "مبادرات الهدنة" حول حرب قطاع غزة كلما ربحت دولة العدو أكثر..مجددا على الفصائل ذات الصلة أن تحسم أمرها وبكيفيها فرجة على من يدفع الثمن علهم يقبضون الثمن..تاكدوا كل اللي تجمع في صناديق "الشحودة" على حساب دم أهل القطاع حرام وطني..وما تخافوا سيتم ملاحقة جامعي المال أينما هربوا!

تنويه خاص: كل كلام عن أن العدو لم يحقق أي انجاز حتى الآن في حربه التدميرية الشاملة هو كلام كأنه يطالب العدو أن يدمر أكثر..ان يقتل أكثر...شو ما كانت نوايا بعضهم طيبة أو عكرة...تذكروا أن غزة اليوم مش غزة مبارح ولن تعود..