يميل محتوى الدهون في أطباقنا إلى الارتفاع الكبير في هذه الفترة من العام، حيث تكثر الدعوات والموائد العامرة. ولكن المبالغة في ذلك يمكن أن تسبب الانتفاخ.
إليك أسباب انتفاخ البطن، خصوصاً بعد تناول الدهون وطرق الحدّ منه، وفق اختصاصية التغذية كارولين سيغي:
غازات المعدة.. الأسباب
يُمكن أن تشعري بالألم أو الانزعاج بسبب الغازات الزائدة الموجودة في المعدة أو الأمعاء. في الحالة الأولى، يرتبط هذا الشعور بالثقل بانتفاخ المعدة. تؤكد الاختصاصية كارولين أن سبب ذلك يمكن أن يكون ابتلاع كميات كبيرة من الهواء (خاصة عن طريق تناول الطعام بسرعة كبيرة أو عن طريق تناول المشروبات الغازية)، أو سببه خلل وظيفي محدد (مثل نقص الكلورهيدريا)، أو ببساطة نتيجة لتناول وجبة غنية جداً بالدهون.
عندما يؤثر هذا الانتفاخ بشكل أكثر تحديداً على الأمعاء، فقد يكون ناجماً عن تخمر الطعام أو الإمساك أو عدم تحمل الطعام أو حتى أمراض معينة، مثل متلازمة القولون العصبي.
إذا كنا مهتمين بشكل خاص بالعوامل الغذائية التي تسبب هذا الانزعاج، فمن المهم أن نعرف أن استهلاك الدهون يبطئ مرور الغازات، مما يسبب الانتفاخ.
العلاقة بين تشكل الغازات والنظام الغذائي
إن تشكل الغازات أثناء عملية الهضم أمر طبيعي تماماً كما تقول اختصاصية التغذية. وخلال هذه العملية تخضع الأطعمة التي يتم تناولها لتحولات عديدة حتى يمكن استيعاب عناصرها الغذائية. إلا أن عدداً معيناً منها يصل إلى القولون دون أن يتم هضمه بشكل كافٍ. ومن ثم، فإن الكائنات الحيّة الدقيقة هي التي تستهلكها عن طريق تخميرها. وتولد هذه العملية ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي الغاز، الذي يظهر على شكل انتفاخ البطن، ويمكن إخلاؤه.
أطعمة قد تسبب النفخة
تشير الاختصاصية كارولين أن بعض الأطعمة قد تسبب الانتفاخ بعد تناول الطعام أكثر من سواها. وتشمل:
- الخضار الغنية بالألياف، لا سيما الملفوف والخرشوف أو حتى البروكلي، وكذلك بعض الخضراوات النيئة؛
- البصل؛
- الأطعمة النشوية، وخاصة الخضراوات المجففة والمعكرونة أو الخبز.
- الأطعمة الدسمة؛
- الحليب لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
هل تسبب الأطعمة الدهنية الغازات؟
تجيب اختصاصية التغذية كارولين سيغي بأن الأطعمة الدهنية لا تسبب حدوث الغازات. وتوضح "لا تخضع الأطعمة الدهنية للتخمير. بل إنها تعزز تباطؤ إفراغ المعدة. في الواقع، فهي تبطئ مرور الغازات. ومن ثم يصبح إخلاء هذه الأخيرة أقل سهولة، مما يسبب الانتفاخ".
نصائح لتجنّب النفخة
تقترح اختصاصية التغذية كارولين لتجنّب انتفاخ البطن، اتباع ما يلي:
- طهي الخضار والحدّ من تناول الخضار النيئة، لأن الألياف الموجودة في الخضار النيئة أكثر تهيجاً؛
- تفضيل الطهي اللطيف، خاصة البخار، والحدّ من استخدام الدهون التي تجعل الوجبات أكثر صعوبة في الهضم؛
- سلق الملفوف، حتى يصبح أكثر قابلية للهضم؛
- الطهي بإضافة الأعشاب العطرية والبهارات، مثل الكزبرة والشمر واليانسون والشبت والكمون والكراوية التي تملك خصائص تسهل عملية الهضم وتطرد الغازات.
- أخذ الوقت الكافي لتناول الطعام، من خلال مضغ الطعام جيداً، لتسهيل عملية الهضم، وخاصة بالنسبة للمنتجات الغنية بالنشا، وهو مصدر للتخمر؛
- التوقف عن الأكل قبل الشبع؛
- تقليل استهلاك الماء أثناء الوجبات، حتى لا يتم تخفيف عصارة المعدة، مما يجعل عملية الهضم أقل كفاءة؛
- تجنّب المياه الغازية، حتى لا يتم تناول الكثير من الهواء؛
- تقسيم الوجبات، وتناول كميات صغيرة عدة مرات. ومن المهم أيضاً الحفاظ على نظام غذائي متوازن، غني بالفواكه والخضراوات لتوفير الألياف اللازمة للميكروبات، وتسهيل العبور وتجنّب الإمساك.
- اللجوء إلى البريبايوتكس والبروبيوتيك، فهي تجعل من الممكن التعويض عن العجز الوظيفي للنباتات المعوية. والبروبيوتيك متوافر في الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي أو المكملات الغذائية. أما البريبايوتكس فموجود بشكل رئيسي في الأطعمة الغنية بالألياف؛
- الحدّ من استهلاك السكر وتجنّب الأطعمة التي تسبب عدم تحمل الطعام أو عسر الهضم؛
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الجهاز الهضمي، وبالتالي العبور؛
- تعلم كيفية إدارة التوتر، الذي يمكن أن يسبب آلاماً في المعدة وانتفاخاً (إذا كانت هناك حاجة لذلك).