الحرب في المنطقة تتسع والتطورات متلاحقة وحسب شبكة "سي ان ان" الأمريكية،بأن المنطقة تقترب من حريق كبير ...ويؤكد لواء الإحتياط المتقاعد "الإسرائيلي" اسحق بريك بأن المنطقة تقترب من حرب اقليمية كبيرة،وهذه الحرب ستكون مختلفة عن سابقاتها من حيث عدد الصواريخ التي ستطلق على "اسرائيل" يومياً بمعدل 6000صاروخ ،في ايام الحرب الأولى ولتتراجع لاحقاً الى 1500 – 2000 يومياً وكذلك هناك ضرر كبير سيلحق ب"اسرائيل" من حيث استهداف منصات الغاز والمطارات والموانىء وشبكات الكهرباء والماء والمراكز الإقتصادية والبني التحتية والطرق والمواصلات ..وكذلك المواقع والقواعد العسكرية ،وخاصة في مستطيل "غوش دان" عصب دولة الإحتلال المالي والإقتصادي....أي أن الجبهة الداخلية سيلحق بها ضرر غير مسبوق،وستجري تلك الحرب على خمس جبهات غزة والضفة والداخل الفلسطيني- 48- والجبهة الشمالية والجبهة السورية،ناهيك عن جبهتين اخريين العراقية واليمنية،ولا شك بأن توسع الحرب نحو حرب إقليمية شاملة ستكون ايران جزء منها.
الأزمة السياسية العميقة في " اسرائيل" والمترافقة مع الفشل العسكري والميداني والخلافات المتصاعدة بين اعضاء مجلس الحرب المصغر وداخل الحكومة " الإسرائيلية" وبين المؤسستين السياسية والعسكرية حول العملية العسكرية في قطاع غزة واولوياتها رغم الإتفاق على اهدافها،ولكن تحقيق هذه الأهداف بأي شكل واسلوب سيتم من خلال الحرب الشاملة التي يصر عليها نتنياهو وغالانت ،حيث المعارضة "الإسرائيلية" ممثلة بغانتس وايزنكوت، يتفقان مع الأمريكان، بأنه يجب الإنتقال الى مرحلة جديدة في الحرب، مرحلة تجميع القوات المنتشرة على اكبر مساحة في قطاع غزة في مناطق محددة ،وبدل الإستمرار في عمليات القصف الجوي والبري والبحري الكبيرة والواسعة والتي تتسبب في سقوط اعداد كبيرة من المدنيين وتلحق الضرر الكبير في البنى والمؤسسات المدنية من خدمات القطاع الصحي،مشافي ومراكز طبية ومدارس جامعات ودور عبادة مساجد وكنائس ومؤسسات ومقرات دولية،مراكز وكالة الغوث ،ومراكز الإيواء أيضاً، وكل هذا يلحق ضرراً فاداحاً في صورة "اسرائيل" ويهشمها عالمياً،ويستجلب المزيد من تحولات الرأي العام العالمي ضدها، من خلال المجازر المرتكبة بحق المدنيين.
يتم التموضع في مناطق محددة،منطقة وادي غزة قبالة الشجاعية وخان يونس التي تخطط "اسرائيل" لتحويلها الى منطقة جغرافية أمنة وعازلة، لحماية امن مستوطناتها في مناطق جنوب غلاف قطاع غزة،تمكن من توفر الأمن والحماية والعودة للمستوطنين لتلك المستوطنات ..وهذا الشكل من الحرب يجري فيه استخدام قوة اكبر ومباغتة واستهداف اهداف منتقاة ،قادة المقاومة وتشكيلاتها ومخزونها التسليحي ..واستخدام القصف الجوي والبري والبحري الواسع والتوغل بناء على معلومات استخبارية ...نتنياهو الذي تقول المعارضة ان ما يعنيه من استمرار الحرب هو الحفاظ على بقاء حكومته ومنع انهيارها في ظل تهديد بن غفير وسموتريتش بحل الحكومة اذا اوقف نتنياهو العملية العسكرية الشاملة،وهو يدافع عن مصالحه الشخصية ويدير الحرب بأفقها...وبالمقابل يواجه ضغوط امريكية وتهديدات من المعارضة بالإنسحاب من مجلس الحرب المصغر،غانتس وايزنكوت،ومطالبات علنية من قبل زعيم العارضة لبيد وزعيم "اسرائيل" بيتنا" ليبرمان بإجراء انتخابات تبكيرية سادسة خلال الحرب تطيخ بنتنياهو وحكومته،وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ " اسرائيل" ،اذا ما جرى تنفيذه،أو تمكنت المعارضة السياسية من تحشيد 61 عضو كنيست من أجل حل الحكومة من خلال استمالة بعض اعضاء الليكود وحزب "شاس" الديني، ،وكذلك ازدياد الإحتجاجات الشعبية من قبل أهالي الأسٍرى وانتقالها من حركة احتجاجية ببعد انساني وشخصي واسري وعائلي الى حركة ببعد سياسي،حيث الهتافات والشعارات لهم في المظاهرات،باتت تدعو الى اقالة نتنياهو وتحميله مسؤولية عودة ابنائهم الأسرى في توابيت ، عبر إصراره على عدم وقف هذه الحرب لصالح استعادة ابنائهم الأسرى أحياء أولاً...
الخلافات ظهرت بشكل عميق أمس الخميس 4/21/2023 في نقاش "اليوم التالي"للحرب على قطاع غزة في المجلس الأمني والسياسي الموسع،حيث هاجم وزراء الفاشية اليهوديبن غفير وسموتريتش ومعهم ميري رغيف وغيرهم،رئيس اركان جيش الإحتلال،هيرتس هليفي لتشكيله لجنة تحقيق للنظر في اخفاقات عملية 7/أكتوبر من قيادات عسكرية سابقة يرأسها الجنرال شاؤول موفاز رئيس اركان سابق.
المنطقة باتت على ابواب حريق شامل،حيث بعد موجة الإغتيالات والهجمات والتفجيرات الإسرائيلية والأمريكية والتي طالت حد ابرز قادة الحرس الثوري الإيراني في ضاحية السيدة زينب في دمشق يوم الثلاثاء 26/12/2023،السيد رضى موسوي،والتي تضع هيبة وسمعة ايران وثقة حلفائها بها على المحك،بضرورة الرد على عملية الإغتيال تلك ،وما صدر من تصريحات عن الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ودفاعه وقائد الحرس الثوري ، بأن الرد على هذه العملية قادم،والعد التنازلي له بد،ومن بعد ذلك أقدمت اسرائيل على اغتيال الرجل الثاني في حركة حماس الشيخ صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية في 2/1/2024،وهذه العملية لم تستهدف فقط الشيخ العاروري،كشخص له رمزيته ومكانته في حماس وكتائب عز الدين القاسم،،وكرجل اجماع فلسطيني وحدوي بالإضافة لدوره الفاعل في محور المقاومة،بل العملية استهدفت الضاحية الجنوبية التي كان العاروري في ضيافتها، استهداف أمنها واستهداف للبنان ولسيادته ووكرامته وشعبه،في خرق لقواعد الردع القائمة بين حزب الله و" اسرائيل" منذ عام/2006 ،وتلك العملية التي قال الشيخ حسن نصرالله بأنها "جريمة لم تمر بدون عقاب،وأعقب تلك العملية عمليتين انتحارتين بأحزمة ناسفة تبنتها "داعش" في مدينة " كرمان" مسقط القائد سليماني ،أثناء احياء للذكرى الرابعة لعملية اغتياله .
وحسب حزب الله كان الرد الأولي بتاريخ6/1/2024 بإستهداف قاعدة "ميرون" الإستخبارية على جبل الجرمق بإستخدام الصواريخ الدقيقة وسلاح المدفعية،كونها القاعدة الرئيسية للإدارة والمراقبة والتحكم الجوي في منطقة الشمال.
من ثم شهدنا تصعيداً كبيراً في العديد من الجبهات، قصف أمريكي لقواعد الحشد الشعبي في العراق مرتين وسقوط شهداء،بمن فيهم نائب قائد الحشد الشعبي،وإغراق زوارق يمنية في البحر، وجاء الرد عليها بإستهداف مكثف للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق ،118 عملية منذ السابع عشر من اكتوبر/2023،.وكذلك استمرار استهداف المقاومة اليمنية للسفن التجارية التي تحاول عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب الى " اسرائيل".
نتنياهو وغالانت من دعاة توسيع الحرب الى خارج نطاق جغرافيا قطاع غزة مع بن غفير وسموتريتش ...لأن ذلك يخدم مصالحهما في جر امريكا لتلك الحرب، التي كانت تحرص على عدم اتساعها وتطورها لحرب إقلمية حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة ،ويبدو بان عملية الإغتيال " الإسرائيلي" للجنرال الإيراني رضى موسوي ومن بعد ذلك الشيخ العاروري في الضاحية الجنوبية، جزء من محاولة لجر أمريكا لتلك الحرب،وكذلك الوضع السيء الذي يعيشه المستوطنين في الشمال،حيث المستوطنات فارغة،سوى من الأشباح والجيش،والمستوطنين لا يستطيعون العودة اليها ،واحتجاجاً على وضعهم السيء قاموا بمظاهرات احتجاجية ضد الحكومة،وقالوا بانهم لن يعودوا اليها ما دام حزب الله على السياج،وذهب افيغدور ليبرمان وزير الأمن "الإسرائيلي" السابق وعضو الكنيست للقول بأن هناك " في مجلس الحرب المصغر من قرر التخلي عن الجليل" ،وبأن اوضاع المستوطنين في الشمال تشبه وضع سكان مخيم جباليا.
في ظل كل هذه التطورات يبدو بان تسخين الأجواء والتطورات المتلاحقة على أكثر من جبهة وصعيد تتحرك نحو الذهاب الى حرب مفتوحة على كل الإحتمالات،بما فيها الحرب الإقليمية .