أظهرت نتائج دراسة حديثة أن حشرات الزيز التي كانت موجودة منذ نحو 100 مليون سنة لم تتعلم كيفية إنتاج صوت الطنين الشهير الذي يُميز أيام الصيف حالياً. وتُشير حشرة الزيز إلى فصيلة الزيزيات العليا، وهي من الحشرات المنتمية إلى رتبة نصفيات الأجنحة، وتشمل الزيزيات واسعة الانتشار عالمياً المعروفة باسم الزيزيات الطنّانة، والأخرى التي توجد في أستراليا فقط.

ويُمكن للنوع الأول أن يصدر أعلى الأصوات بين الحشرات والتي تصل إلى نحو 120 ديسيبل عبر آليات التطبيل.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة (Nature Communications)، قام فريق من العلماء الدوليين بفحص 11 قطعة من حفريات الزيزيات من ميانمار، يعود تاريخها إلى 100 مليون عام ومقارنتها مع حفريات أخرى والزيزيات الموجودة.
وقال جيانغ هوي، المؤلف الرئيس للورقة البحثية، الباحث في معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، قال إنه وعلى الرغم من التعرف على التطبيل في هذه الحفريات، إلا أن غالبيتها كانت تفتقر إلى إنتاج الصوت المعقد والأنظمة السمعية.
وأضاف جيانغ: "يُشير هذا إلى أن معظم الزيزيات منذ 100 مليون سنة ربما كانت تعتمد على وسائل اتصال أكثر بدائية لنقل اهتزازات الجسم من خلال ركائز مثل جذوع الأشجار، بدلاً من تضخيم الأصوات من خلال اهتزازات البطن ونقلها عبر الهواء".
وقال جيانغ: "بعبارة أخرى، ربما لم تكن حشرة الزيز تصدر طنيناً مثلما تفعل اليوم".
وتُشير هذه الدراسة أيضاً إلى وجود حفريات تتميز بأرجل أمامية قوية، وتشبه التي تتميز بها حشرة الزيز الحديثة، ما يُشير إلى قدرات قوية مماثلة في الحفر، والعيش تحت الأرض على المدى الطويل، والتغذية على الجذور.