حلم كل الآباء أن يشب طفلهم الصغير ويكبر؛ ليصبح فرداً مسؤولاً ينفع نفسه ومجتمعه من بعد، وهذا لن يأتي من فراغ؛ فالمسؤولية من الصفات المكتسبة وليست من السمات الوراثية، ولهذا تحتاج لفهم وإدراك وتدريب، والتقرير التالي يجيب عن سؤال: كيف تنمين حس المسؤولية لدى طفلك.. وفقاً لسنوات عمره؟ الذي يطرحه كثير من الأمهات والآباء الذين يتفهمون مسؤولياتهم تجاه أطفالهم، وضرورة أن يعلموهم أهمية تحمل مسؤولية أقوالهم وأفعالهم، سواء كانت جيدة أو سيئة.
وبحثاً عن الحلول العلمية؛ وجدنا مئات الكتب والدراسات وضعها كبار أساتذة التربية السلوكية وأطباء علم النفس تحكي عن هذه القضية، وكان اللقاء واستشاري طب نفس الطفل بمركز البحوث الدكتور محمود الورداني؛ للمناقشة والتفصيل.
أسباب تعليم الطفل المسؤوليةتعليم الطفل المسؤولية يكسبه ثقة بالنفس
-
يساعد على كسب الثقة والاحترام
عندما تعلم أطفالك المسؤولية، فإنك تعلمهم أن يكونوا مسؤولين، ويتقبلوا عواقب أقوالهم وأفعالهم، ويتعلموا أيضاً الصدق والانضباط.
كما إن تحمل المسؤولية يساعد الطفل على اكتساب احترام الذات واحترام الآخرين. وعندما يتحمل الطفل المسؤولية ويكمل المهام الموكلة إليه؛ يمكن أن يمنحه هذا الرضا والثقة بالنفس.
-
يعلم الطفل التنظيم
محاولة الطفل الوفاء بالتزام ما؛ ستعلمه تحديد الأولويات، وسيتعلم إدارة الوقت وفقاً لالتزاماته، وبالتالي تعلم مهارات صنع القرار، ومعها سيدرك ضرورة إعداد قائمة بمرور الوقت، وبالتالي التنظيم واكتساب مهارات صنع القرار.
-
يجعل الطفل مستقلاً بنفسه خارج المنزل أيضاً
وبما إن المسؤولية لا تقتصر على المنزل فقط؛ فإن طفلك سيتعلم الاعتماد على الذات، وبالتالي يصبح عضواً قيماً يستطيع تقديم المساعدة للآخرين، وسط أهله وأصدقائه المقربين كذلك.
واجبات ومسؤوليات الطفل وفقاً لعمرهالطفل من 2-3 سنوات قادر على وضع اللعب في مكانها المخصص
-
الأطفال بعمر سنتين وثلاث سنوات
تعلم كيفية وضع البقالة بعيداً، وخلع الملابس بمساعدة، وحفظ الألعاب في أماكنها المخصصة لها بعد اللعب.
-
الأطفال في سن الرابعة والخامسة
المساعدة في وضع الأطباق في الحوض بعد تناول الوجبة، وترتيب أرفف اللعب وأرفف الكتب الخاصة بهم، وترتيب سريرهم، وإطعام الحيوانات الأليفة.
-
ست وسبع سنوات
وضع الملابس المستعملة في سلة الغسيل، وتنظيف الأرضية، ومسح الطاولة بعد الأكل، وحزم حقائبهم المدرسية في الليلة السابقة، والمشاركة في الأعمال الصغيرة الأخرى في جميع أنحاء المنزل، واستكمال الواجبات المنزلية.
-
الثامنة والتاسعة من العمر
المساعدة في الوجبات، وتعبئة الوجبات لأنفسهم، وتعلم الاستمالة الذاتية، وتحميل وتفريغ غسالة الصحون، وتكديس العناصر بشكل مناسب.
-
10 و11 سنة
تغيير بطانيات السرير، وتنظيف المطبخ والحمام، والمشاركة في المهام الصغيرة مثل جمع أوراق الشجر أو الاعتناء بالحديقة، واكتساب الكفاءة في المهام التي تم تعلمها مسبقاً، وإخراج القمامة.
-
12سنة فما فوق
تشغيل المهمات، ورعاية الأشقاء الأصغر سناً، وتعلُّم ميزانية المال، والمساعدة في التنظيف العميق للمنزل، وغسيل السيارات.
إستراتيجيات لتعليم طفلك المسؤوليةشجع طفلك على المبادرة وتقديم يد المساعدة
-
علمهم أن ينظفوا أنفسهم
الخطوة الأولى: السماح له بالتنظيف بعد كل نشاط؛ بعد اللعب أو مسح الانسكابات بعد الوجبات، وترتيب الأشياء في غرفة غير منظمة، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تكون قدوة.
-
شجعهم على المبادرة
إذا أجبرتهم على القيام بمهمة ما؛ فقد يعتبرونها بمنزلة عقاب وليس مسؤولية، لهذا حاول أن تجعل المهام المنزلية ممتعة، وابحث عن طريقة تجعلهم يقومون بالمهام بشكل مستقل لمنحهم شعوراً بالإنجاز والمساعدة، وتحسين ثقتهم بأنفسهم، ولا بأس إذا لم يفعلوا ذلك على أكمل وجه؛ لأن الهدف النهائي هو جعلهم يأخذون زمام المبادرة.
-
علمهم مساعدة الآخرين
علمهم أن يساعدوا الآخرين في مهامهم، مهما كانت تلك المهام، يمكنك السماح لهم بمساعدتك في الأعمال المنزلية المناسبة لعمرهم، وتشجيعهم تدريجياً على مساعدتك في مهام صغيرة خارج المنزل.
-
ساعدهم في إعداد القائمة
أفضل الطرق لتعليمهم الانضباط الذاتي هي إعداد القائمة مكتوبة أو ذهنية، دعهم يعرفون ترتيب الأشياء التي يجب اتباعها بعد كل مهمة، دعهم يتذكروا ما يجب عليهم فعله بعد العودة من المدرسة؛ سواء كان ذلك وضع الملابس في سلة الغسيل أو سقي النباتات، بعد فترة ستجد أن احترامهم لذاتهم سيزداد، ويمكنك مساعدتهم في إنشاء قائمة بأعمالهم حتى تصبح عادة.
-
الحفاظ على الروتين
التكرار يساعد الطفل على تذكر الأشياء بسهولة. ساعد طفلك على إنشاء روتين وقت النوم، أو روتين الدراسة، أو روتين اللعب، أو روتين الصباح، اجعلهم يكررون الخطوات الموجودة تحت كل روتين كل يوم. بمجرد أن يتعلموا ما يجب عليهم فعله ومتى يفعلون ذلك،؛ يمكنهم في النهاية القيام بهذه المهام دون مساعدتك.
-
أن تكون نموذجاً يُحتذى به
غالباً ما يتعلم الأطفال من خلال مراقبة كبارهم؛ لذا تأكد من أن كل فرد في عائلتك هو شخص مسؤول أمام من حوله، فتعليم الأخلاق الحميدة من خلال احترام الآخرين.
كن موثوقاً من خلال الوفاء بجميع الوعود التي قطعتها لهم؛ حتى يتعلموا أن يفعلوا الشيء نفسه. وهذا يعني أيضاً أنه يجب عليك تقديم الوعود التي يمكنك الوفاء بها.
مع الالتزام باتباع قواعد المنزل والمجتمع، وخاصة أمامهم. عندما يرون أنك مسؤول؛ فسوف يحذون حذوك.
-
الحفاظ على سياسة عدم اللوم
في بعض الأحيان، قد لا يتمكن أطفالك من متابعة جميع مهامهم، أو قد يكون لديهم سبب وراء تصرف غير مسؤول يقومون به، حاول معرفة السبب وراء ذلك بدلاً من جعلهم يشعرون بالسوء حيال ذلك؛ هل لأنهم نسوا المهمة أو لأنهم وجدوا المهمة شاقة؟ اكتشف السبب، وانظر ما الذي يمكن فعله لمساعدتهم على التغلب عليه.
-
مساعدتهم في إيجاد الحلول
يمكن أن تكون مسؤوليات التعلم طريقاً مليئاً بالتحديات بالنسبة للأطفال، وبالتالي قد يحاولون إيجاد طرق للهروب، وعندما يواجه طفلك صعوبات؛ فعليك مساعدته على إيجاد الحلول.
على سبيل المثال، إذا اشتكوا من كثرة الواجبات المنزلية؛ يمكنك أن تطلب منهم تقسيم العمل إلى مهام أصغر، التزم بها وناقش النتائج المحتملة معهم.
-
اجعلهم يشاركون في الأنشطة اللامنهجية
قد تكون هذه الأنشطة رياضة أو فناً، ولكن عندما يشارك طفلك في الأنشطة اللامنهجية أو الجماعية، يجب عليه الانسجام مع الآخرين لقضاء وقت ممتع.
وبما إن كل فرد في المجموعة لديه دور يلعبه؛ فسيكون مجبراً على المشاركة ولعب دوره، وعندما يدرك طفلك أن جهوده مهمة وتحدد أيضاً نتائج المجموعة، سيحاول أن يكون مسؤولاً. اغتنم هذه الفرصة لتعليمهم الجديد المفيد.
-
لا تنسَ الثناء عليهم
إذا أكمل طفلك مهمته؛ فلا تنسَ مدحه، أو مكافأته في بعض الأحيان، امتدح الصفات الأخرى الموجودة فيهم أيضاً؛ مثل الاهتمام، والمراعاة، واللطف.
وللمهذبين يمكنك أن تشتري لهم اللعبة التي طالما طلبوها أو تمدحهم أمام العائلة، حتى لو لم تكتمل المهمة بشكل مثالي في المرات القليلة الأولى؛ فلا بأس.
وتذكر أنهم ما زالوا أطفالاً ولديهم سنوات لإتقان المهمة، وطالما أنهم يأخذون زمام المبادرة بأنفسهم؛ قدم لهم مكافآت مناسبة أو امدحهم لتشجيعهم أكثر.