حلول لمساعدة طفلك وابنك المراهق للتخلص من"الصديق السام"!

316583.webp
حجم الخط

وكالة خبر

تكوين الصداقات ليس أمراً سهلاً، فهي معرفة تلزمها مهارة يتم اكتسابها بالتجربة، لهذا فالصغار يحتاجون المساعدة والإرشاد لمعرفة الصديق الجيد، وماهية الصداقة المؤذية، وكذلك البالغين فهم أكثر احتياجاً لمن ينقذهم من أصحاب السوء.
بالتقرير التالي سنتعرف على حلول لمساعدة طفلك وابنك المراهق للتخلص من"الصديق السام"رغم الصعوبة؛ نظرا لأن رأي الوالدين لم يعد كافياً للحكم على الصديق، ولا يتماشى مع أطفال اليوم، بجانب أن قواعد التربية الإيجابية باتت تحذر من استخدام أساليب الأمر والنهي في الإرشاد والتوجيه مع الأبناء. اللقاء واستشاري الطب النفسي الدكتور محمد وهدان للشرح والتحليل.

أهمية الصداقة

  • الصداقة الصحية جزء أساسي من حياة الطفل والمراهق، لكن ليست كل الصداقات جيدة ومتكافئة؛ بعض الصداقات تجعل الطفل قلقاً و المراهق مرتبكاً.
  • الصداقة مصدر للدعم العاطفي، وتساعد الطفل على الشعور بالارتباط بالعالم، ولها تأثير إيجابي على الصحة العامة، كما تساعد الصداقة الجيدة خلال الطفولة أو المراهقة، في تطوير المهارات الاجتماعية ،وتعزيز الثقة في الذات.
  • الأطفال الذين ليس لديهم أصدقاء في مرحلة الطفولة، هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً لمستويات عالية من الاكتئاب والقلق، وتكثر معهم الشكاوى النفسية والجسدية، واحتمال تعرضهم لمستويات عالية من العدوانية، وفرط النشاط، وعدم الانتباه.
  • في الواقع الأطفال والمراهقين الذين لديهم دائرة قوية من الأصدقاء، هم أقل عرضة لأن يصبحوا أهدافاً للتنمر من الأطفال المنعزلين اجتماعياً، كما ان قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء خلال فترة المراهقة يمكن أن يحمي الأطفال من الشعور بالإقصاء الاجتماعي لاحقاً.

خصائص الصداقة السليمة

  • التعامل بالمساواة
  • الثقة المتبادلة بين الطرفين.
  • احترم حدود بعضكما البعض
  • احتفال بنجاحات بعضهما البعض.
  • ودفاع كل واحد منهم عن الآخر.

علامات الصداقة غير الصحية

  • لا يوجد توازن في القوة بين الأصدقاء ، عدم التعاون خاصية تكون شبه منعدمة.
  • تتضمن هذه الصداقات في بعض الأحيان سلوكاً لئيماَ أو غير لطيف مثل التنمر، لمجرد الفكاهة ؛ وقد يكون الصديق شديد الانتقاد، أو يتحدث بشكل سيئ عن الآخرين.
  • الغيرة المفرطة،غالباً ما تظهر، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الاستهزاء واستغلال الطرف الثاني.
  • نادراً ما تكون الصداقات غير الصحية داعمة ومشجعة، وبدلاً من محاولة الاحتفال بنجاحات الآخر، غالباً ما يكون هناك حالة تنافسية.
  • التحكم، قد يكون تحكم أحد الطرفين في الآخر دليلاً على عدم وجود صداقة سليمة، ما يؤثر على شخصية الطفل الممارس عليه التحكم.

مواصفات "الصديق السام"

  • الصديق السام هو الشخص الذي كلما زادت فترة وجودك معه، شعرت بتأثيره السلبي عليك، وكأنك قد أكلت شيئا فاسداً، فتظل تشعر بتعب لا تعرف سببه على وجه التحديد، وهو شخص يوصف عادة بأنه متحكم وغيور ومستهلك للآخرين تماماً.

العلامات التي يتركها على طفلك:

  • يصبح الطفل قلقا للغاية بشأن مظهره وملابسه وأشيائه المفضلة والأسرة والمنزل.
  • يصبح طفلك شديد التركيز على صداقة واحدة.
  • يتمرد طفلك على القواعد، سواء في المنزل أو المدرسة.
  • تدور حياة طفلك حول صديقه فقط.
  • يشتكي من الذهاب للمدرسة.
  • أحياناً يبلغك أنه يتعرض لضغوط للقيام بأمور لا يريدها.

ولأن الاستماع للطفل من الأمور المهمة في بناء جسر للتواصل مع عقليته، فإذا كان عمر طفلك من 5 أعوام إلى 11 عاما، ويعيش تجربة صداقة سامة، فمن الضروري أن تتدخلي، خاصة في المرحلة الابتدائية، حيث يتطلع الأطفال لآبائهم لمشاركتهم تجاربهم الحياتية.

تأثير "الصديق السام" في مرحلة المراهقة

في الغالب، علامات الصديق السام لن تختلف عنها في الطفولة ، ربما يزيد عليها أن يقلد طفلك صديقه في طريقة كلامه أو في ملابسه، وهو ما يختلف تماماً عما نشأ عليه.
ربما تتغير بعض سلوكياته، فيبدأ بالتدخين، أو مشاهدة المواقع الممنوعة، ويدخل مرحلة الهوس بمظهره أو درجاته أو نوعية علاقاته مع النوع الآخر،
و التمسك بالأصدقاء هو من أشد سمات المراهقة وفي الصداقات غير الصحية، ويكون لها بالغ الأثر في بقية حياته.
في تلك المرحلة يبدأ المراهقون تحديد أولويات صداقتهم مع أقرانهم بشكل أكبر خلال المدرسة الإعدادية والثانوية، ويكونون أكثر عرضة للتنمر واكتساب العادات والسلوكيات السلبية، اعتماداً على من يقضون الوقت معهم.
كما أن مقاومة الطفل لتدخلك في علاقاته أمر سيحدث في الغالب، فكوني مستعدة لذلك ولا تيأسي من المرة الأولى .

حلول ذكية لتدخل الآباء

  1. لا ينصح أبداً بمطالبة الطفل بإلغاء الصديق السام من حياته، فهذا لن ينجح، وفي بعض الأحيان قد يكون التعامل مع صديق سام أقل ضرراً من عدم وجود أصدقاء على الإطلاق.
  2. بدلا من تلك الطريقة، ساعدي طفلك على فهم كيف تبدو العلاقة الصحية، قومي بطرح الأسئلة المفتوحة وبناء الثقة مع طفلك، ومراقبة العلاقة من بعيد، مع تشجيعهم على بناء صداقات جديدة.
  3. من خلال كل ذلك، ستجعلين ابتعاد طفلك عن صديقه السام أمراً سهلاً عليه، بدلاً من أن يتعرض لأزمة نفسية، كما أن مقاومة الطفل لتدخلك في حياته وعلاقاته أمر سيحدث في الغالب، فكوني مستعدة لذلك ولا تيأسي من المرة الأولى.
  4. شجعي طفلك على ترك مسافة بينه وبين الصديق، وعززي فكرة أن التواصل مع صديق لا يعامله بلطف واحترام تعتبر خطأ في حقه، وربما كان تمسّك طفلك بالعلاقة غير الصحية مرجعه إلى تصوره لصعوبة تكوين صداقات جديدة، وهنا يمكنك مناقشة مخاوفه.
  5. كما يمكنك مساعدته على تجاوزها، من خلال دعوة أصدقاء آخرين واستكشاف أنشطة جديدة تقربه من آخرين،ولا بد أن تدركي بأنك لن تستطيعي منع وجود أصدقاء سامين في حياة طفلك على الدوام، هذا جزء من تجربتهم الحياتية.
  6. بل إن أي علاقة صداقة تمر بالمراهق، تنمي لديه مهارات اجتماعية عديدة، لكن المطلوب منك فقط هو تخفيف الضرر عن طفلك، وجعله قادراً على تجاوز العلاقات المسيئة في حياته من دون الشعور بالذنب تجاه أشخاص مسيئين.