دعت مجموعة من موظفي البيت الأبيض إلى مقاطعة حفل يستضيفه مدير موظفي القصر الرئاسي الأمريكي، جيف زينتس، لإرسال رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مفادها أن على الإدارة أن تحثَّ على وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وفق ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني.
وتُبرز الدعوة للمقاطعة الانقسامات الداخلية التي تعتمل داخل إدارة بايدن بشأن نهج الرئيس الأمريكي تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة، والتي قتلت إسرائيل فيها حتى الآن ما يزيد على 26 ألف فلسطيني، أكثرهم من النساء والأطفال.
وكتب الموظفون في رسالة بريد إلكتروني، وفق المصدر ذاته: "إذا كنت أحد موظفي الإدارة وتتفق معنا على أن لكلٍّ من الإسرائيليين والفلسطينيين الحقَّ في العيش بحقوق متساوية وأمان وسلام وكرامة إنسانية، فابقَ في المنزل ولا تحضر هذا الحفل".
أضافت الرسالة: "إذا لم يكن من المتاح لك البقاء في المنزل، فنطلب منك ارتداء [زي أو شارة] باللون الأخضر للتعبير عن تضامنك مع هذه الحركة في الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار [في غزة]. إن تمكين السلام والأمان للناس جميعاً في مختلف أنحاء الشرق الأوسط أمر واجب".
كان موقع Axios الإخباري الأمريكي أورد في وقت سابق من هذا الشهر، أن رئيس موظفي البيت الأبيض أعلن عن إقامة حفل لـ"تعزيز المعنويات" خارج مقرات القصر الرئاسي، على أن يستضيف الحفل مئات من الموظفين العاملين في إدارة بايدن، "احتفالاً بالخدمة في الإدارة خلال السنوات الثلاث الماضية، ورفعاً لمعنويات الموظفين في سياق الاستعداد للشوط الأخير قبيل الانتخابات" الرئاسية الأمريكية القادمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
في المقابل، لفت فريق المقاطعة إلى أن الحفل الذي يقام مساء الخميس 25 يناير/كانون الثاني بتوقيت واشنطن]، يأتي بينما "يقتل طفل في غزة كل 8 دقائق".
وكتب الموظفون: "يحتفل الرئيس بايدن بما أنجزته إدارته خلال 3 سنوات، بينما تُقتل أُمَّان في غزة كل ساعة"، و"يتطلع من هم في السلطة إلى المضي قدماً في هذه الحرب، بينما نحن نتفجَّع لمقتل 250 شخصاً في غزة اليوم".
منذ هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنَّت إسرائيل حملة رد عشوائية على الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرضت حصاراً كاملاً على القطاع، وأطلقت حملة قصف جوي، أعقبها اجتياح بري.
وهاجمت الحملة العسكرية الإسرائيلية مختلف مرافق البنية التحتية المدنية لقطاع غزة، ومنها المساجد والمستشفيات والمدارس وملاجئ الأمم المتحدة، وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، أكثر من 20 فلسطينياً بعد احتشادهم للحصول على مساعدات إنسانية.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مختلف أنواع الدعم العسكري والدبلوماسي، على الرغم من ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع.
في السياق، قال موظفون في الإدارة الأمريكية والكونغرس لموقع "ميدل إيست آي" إن الغضب بلغ مداه في الأسابيع الأخيرة داخل أروقة الإدارة بشأن الدعم الأمريكي للحرب.
وجاء في رسالة البريد الإلكتروني للموظفين: "إننا نعرب عن اشمئزازنا لهذه اللامبالاة التي لا حدَّ لها تجاه الأرواح التي أُزهقت في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وكتبوا: "في كل يوم طوال الـ110 أيام الماضية، نستيقظ على صور ومقاطع فيديو مروعة لما ألحقته قنابلنا من تدمير بمخيمات لاجئين ومستشفيات ومدارس وأحياء بأكملها"، وإنه "عار علينا جميعاً أن ندع هذا الأمر يستمر".