لم يعد الحديث عن مخطط "تهويد قطاع غزة"، كجزء من مخطط التهويد العام لفلسطين التاريخية، كلاما يقال عبر بيانات انتخابية، من قبل بعض الأدوات التي تقف في أسفل السلم الحزبي داخل "الكيان"، ولكنها أصبحت سياسة رسمية وعلنية لحكومة التحالف الفاشي، التي يقودها نتنياهو.
جاء تنظيم مؤتمر عودة الاستيطاني اليهودي الى قطاع غزة يوم 28 يناير 2024، بمشاركة ما يقارب نصف حكومة التحالف وعشرات من أعضاء الكنيست وعناصر حركات مصنفة بالقانون الدولي، بأنها حركات إرهابية (عدا القانون الأمريكي – الغربي)، متوافقا مع إعلان نتنياهو حول احتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وإقامة منطقة عازلة على طول الخط الفاصل مع قطاع غزة.
المؤتمر الاستيطاني، هو تكملة للمخطط الذي هو جزء من بين "أهداف اليوم التالي لحرب غزة"، القائم على سياسة "التهجير" مع عودة تعبير "الترانسفير"، الذي غاب طويلا عن الاستخدام في الإعلام العبري، وخاصة بعد الانتفاضة الوطنية الكبرى، وبناء السلطة الوطنية مايو 1994، مع عودة مئات ألاف الفلسطينيين الى الضفة وقطاع غزة، قاذفا به في بحر غزة والبحر الميت، ليطل مجددا كجزء من حرب الإبادة الشاملة على القضية الوطنية.
يبدو أن حكومة التحالف الفاشي اليهودي، بدأت تسارع خطاها لتكريس نتائج الحرب الشاملة، سياسيا وقانونيا، لتدمير كل ما أكدته مرحلة البناء الكياني، في إعادة لـ "حلم التطهير العرقي" الذي حاولت قيادة الحركة الصهيونية القيام به، ما قبل وعد بلفور وبعده، وخلال حرب الاغتصاب 1948، وما بعدها، بجرائم حرب وحروب إبادة.
عقد المؤتمر الاستيطاني واحتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا) ومشروع المنطقة العازلة، ثالوث لتنفيذ إعلان نتنياهو الرسمي، بعدم وجود كيان وطني فلسطيني ودولة فلسطينية، مع البدء بالتفكير العملي لرسم مخطط التهجير القسري (الترانسفير) كرد سريع وعملي على دعوات "البعض الغربي" بالحديث عن "حل الدولتين"، ورسالة كاشفة للرئيس الأمريكي ووزيره "اليهودي" بلينكن، بأنه مدرك تماما لـ "الكذب السياسي" فيما يطالبون به حول "حل الدولتين".
من بين المفارقات الكبرى، توافق مؤتمر حرب "التهجير والتهويد" حول قطاع غزة، مع حرب "الإبادة الجماعية" التي بدأتها أمريكا على وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) نحو فرض معادلة التوطين وتغيير تعريف كامل لتعريف اللاجئين، لتشير أن هناك خطة تكاملية بين المخطط الأمريكي العام لفلسطين والمنطقة، وما تقوم بهد حكومة الفاشية اليهودية في دولة الكيان.
في عالم السياسية، لا يوجد مصادفات كبرى كما يمكن أن يحاول البعض العربي الفلسطيني تفسيرا، او الاستنجاد ببعض العبارات المملة، بأن أمريكا وتحالفها الاستعماري يعارض التهجير والتطريد والاحلال، عبر بيانات تقال مع هذا المسؤول العربي أو ذاك، فالحقيقة عكسها تماما، بأن من يقود حرب التطهير الوطني والعرقي ورسم آلية التهويد المعاصرة هي الولايات المتحدة، وإدارة بايدن بقيادة وزيره اليهودي الصهيوني بلينكن.
سريعا تكشف جوهر الاستراتيجية الأمريكية لحربها السريعة والشاملة على الأونروا، وكيف سحبت معها الإطار الاستعماري الجديد..غزة هي ورقة عباد الشمس الكاشف للحقيقية السياسية التي تختبئ خلف أكاذيب صبيانية.
يوما بعد آخر، تتضح ملامح "أهداف حرب غزة"، وكيفية استخدام عملية 7 أكتوبر 2023، لرسم مشروع سياسي جوهره شطب المشروع الوطني الفلسطيني نحو ترسيخ المشروع التهويدي العام.
هل من ضرورة مطالبة الرسمية العربية و"شقيقتها الصغرى" الرسمية الفلسطينية بفعل ما يجب فعله، أم بات ذلك جزء من باب السرديات...فمن لا يرى مؤامرة بذلك الوضوح لن يكون أداة فعل لمقاومتها.
ملاحظة: رغم أن مقتل كل جندي أمريكي وين ما كان يفرح قلب الفلسطيني..لكن ما يفرحه أكثر لو كان الهدف مقاومة الأمريكان بجد مش مداعبتهم لحسابات خارج الصندوق الفلسطيني...مبينة كتير يا ناس.
تنويه خاص: متذكرين الكريهة بيلوسي اللي كانت رئيسة مجلس نواب أمريكا..بعدما طواها زمن النسيان الإعلامي، تذكرت انه لازم تطلع فكشفت عن "مؤامرة روسية كبرى، بأنها ورا كل المتظاهرين ضد حرب الإبادة على فلسطين..يا بيلوسي شكله "إبليس فلسطيني لابسك" ويا ريت عمره ما يطلع!