سكان أصليون في المكسيك يحتفلون برأس السنة وفق تقويمهم

20240502085222.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

أوكوميتشو (المكسيك) - أ ف ب: تقول كاتيلانا نامبو البالغة 80 عاماً في نهاية موكب يمتد على 100 كيلومتر، نظم لمناسبة رأس السنة لسكان بوريبيتشا الأصليين، تخللته طقوس تقليدية أعيد إحياؤها وسط الجبال في غرب المكسيك: "أنا لا أتعب".
أعاد شعب بوريبيتشا إحياء هذا التقليد، الذي بقي منسياً لقرون، في الثمانينيات بمساعدة مؤرخين وعلماء أنثروبولوجيا.
على مدى ثلاثة أيام كل عام، يرتدي المشاركون اللباس التقليدي، ويحملون شعل نار لمسافة 100 كيلومتر تقريباً، من قرية إلى أخرى عبر جبال غرب المكسيك التي ينتشر فيها العنف.
يقام مهرجان "فويغو نويفو" (النار الجديدة) ليلة الأول من شباط للاحتفال ببداية العام استناداً إلى تقويم بوريبيتشا.
وقالت كاتيلانا نامبو، التي لا تزال تعمل في الزراعة رغم أنها في الثمانين من العمر: "عندما وصل الغزاة الإسبان، سلبونا طريقة لبسنا وطريقة كلامنا، لكننا نحاول استعادة عادات أجدادنا".
بلغت الرحلة عبر ولاية ميتشواكان ذروتها هذا العام في أوكوميتشو، حيث تجمع شعب بوريبيتشا من كل أنحاء الولاية وسط موجة من الألوان والموسيقى والرقص.
وستبقى النار مشتعلة في هذه البلدة الصغيرة لمدة عام قبل القيام بالرحلة إلى قرية أخرى.
وقال خافيير دي لا لوس: "أدركنا أن أسلافنا كانوا يقيمون هذا الاحتفال قبل الغزو. الآن حان دورنا لإحيائه ونحن نفعل ذلك منذ العام 1983".
وأشار العامل الزراعي البالغ 66 عاماً إلى أن مجتمعه يواجه نزاعاً لحماية غاباته من قطع الأشجار.
وأضاف: "بطريقة ما، مكّن هذا الاحتفال مجتمعاتنا من الدفاع عن مواردها الطبيعية".
وتُعد ميتشواكان واحدة من أكثر الولايات المكسيكية عنفاً؛ بسبب الحروب بين عصابات متنافسة على تهريب المخدرات وغيرها من النشاطات غير القانونية.
من جهتها، قالت لوسيا غوتيريش البالغة 41 عاماً، والتي تقسم وقتها بين ميتشواكان والولايات المتحدة حيث يعيش زوجها: إن الطقوس تمثّل فترة راحة من الحياة الحديثة تشتد الحاجة إليها.
وتابعت: "يربط الأشخاص عاداتنا بأمور من الماضي، عفا عليها الزمن، لكنني أعتقد أن هذا ما يحتاج إليه العالم: أن يأخذ خطوة إلى الوراء ويدرك أننا نتقدم بسرعة كبيرة".
وختمت: "نحن ننسى ما هو مهم فعلاً: الطبيعة وهذه الاحتفالات".