هل انت من فتح !؟ او في فتح !؟

images (2)
حجم الخط

​  

سؤال سألني اياه الشهيد ماجد ابو شرار، رحمه الله عام 1978 في بيروت، عندما زودني بكتاب حينها كي ابدأ تدريبي في صوت فلسطين، وقبل ان يعطيني الكتاب بيدي سألني مازحا !؟ "هل انت من فتح .. او في فتح!؟"، سمعت السؤال فاسقط في يدي، فالسؤال مفاجئا حتى بمضمونه، صمت للحظات، فلم يكن من السهل التسرع و اعطاء اجابة خاطئة مع قائد كان اسمه وما زال يجعل منّا صغارا مهما كنا ومهما سنكون في اي يوم من الايام، فكيف بمن هو مثلي في حينه و لم اكما العشرين من العمر، بعد تفكير لوهلة بسيطة مصحوبة برهبة الاحترام اجبته "انا من فتح" و للتدليل على صدقي بدأت و بصوت عال " اقسم بالله العظيم ... اقسم بشرفي و معتقداتي .. أقسم ان اكون مخلصا لفلسطين.... و ان اعمل على تحريرها باذلا كل ما استطيع.....و اقسم ان لا ابوح بسرية حركة فتح وما أعرف من امورها ... هذا قسم حر ... والله على ما اقول شهيد" و بعد انتهائي من تلاوة القسم و الذي كنت قد اقسمته امام من قام على تنظيمي، وهو احد كوادر حركة فتح في قطر "نعيم ابو حسنين" والذي تواجد في فترة سابقة في بيروت لأسباب كان ظاهرها امتحانات جامعة بيروت العربية ؟ ضحك الشهيد ماجد ابو شرار و اكملت اجابتي " وسأكون في اي مكان تريده او تطلبه مني حركة فتح، ضمني الاخ الكبير ماجد ابو شرار بحنان الاخ الكبير و سلمني الكتاب الذي اتيته من اجله و قال لي بحزم التدريب في الاذاعة لا يعني ان يكون على حساب وقت عملك في القضاء الثوري، وعدته بذلك و غادرت مكتبه.

تلك القصة قد تحزن استاذي الكبير حسن عصفور و الذي اعتز بما علمني اياه و هو كثير ، وكان له فضل كبير في صياغة ثقافتي ، و قد يمتعض احمد مجدلاني كثيرا ومن قبله الدكتور سمير غوشة ! وها انا اضطر لذكر هذه القصة لان بداخلي غصة كبيرة كلما مررت على اسماء اعضاء اللجنة المركزية او اسماء اعضاء المجلس الثوري للحركة، و سألت نفسي و وما زلت اذا ما كان من الواجب ان يتم سؤال السواد الاعظم منهم نفس السؤال الذي وجهه لي الشهيد ماجد ابو شرار ؟ قبل قبول ترشيحاتهم لاي من عضوية هاتين الخليتين.

لا جدال حول ان الخلية الفتحوية الاولى كانت على ادراك تام بانها هي المؤسسة بل كانت على ثقة بانها من فتح و لفتح و ليس في حركة فتح الّا من سكت عنه الشهيد ياسر عرفات رحمه الله، فهو الاكثر معرفة بهذه الجزئية.

"هل انت من فتح او في حركة فتح ؟" سؤال رغم بساطته الّا انه يحمل خبثا مقصودا كان من الواجب ان يجيب عليه كل من ترشّح لعضوية كل من المركزية و الثوري حتى و لكثير من اعضاء المؤتمر السادس !؟قبل صياغة وطبخ قوائم انتخابات المؤتمر ، و لو ان محمد دحلان سامحه الله و انا اقصد محمد دحلان عن سابق عمد واصرار، لو انه اجاب هذا السؤال نيابة عن بعض من حملتهم قوائمه التي لعبت الدور الكبير في تصعيد الكثير من هذه الاسماء – ليس كلها بالتأكيد – لوفّر علينا الكثير الكثير مما تعانيه حركة فتح الان بفضل من هم في حركة فتح و ليسوا منها.

اتذكر هذا السؤال كثيرا عندما اتذكر قول زميلي حافظ البرغوثي الذ كثيرا ما كرر على الملأ بانه ذهب الى المؤتمر ضيفا وعاد منه عضو مجلس ثوري !؟ نرى انه ان الاوان لان يجيب كل مدّع لعضوية حركة فتح الاجابة على السؤال في ورقة يقوم بإغلاقها وايداعها صندوقا شفافا شريطة اذا ما اجاب بكونه في فتح ان يذكر اي نوع من الخوازيق هو!؟ و صناعة اي دولة؟ كان قد كرر علي نفس السؤال متأخرا السيد عزام الاحمد ! ضحكت و قلت له دعني اعيد اليك او عليك نفس السؤال بلغة العسكر؟ "سكترما" ؟ كان ذلك على هامش مؤتمر لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عقد في رام الله شارك وتضامن فيه مع النقابة  وفودا عربية ودولية.