السعي للتهدئة ليس على حساب الصمود والمقاومة

ugr5e.jpg
حجم الخط

بقلم هاني المصري

رغم الرد السلبي الإسرائيلي على رد حماس والمقاومة والذي وصل إلى حد إعلان نتنياهو عن استمرار الحرب حتى النصر الحاسم وتأكيده أن النصر بات قريبا وسيستغرق عدة أشهر لا أكثر، وأصدر أوامره هو وغالانت للإستعداد لمعركة رفح، إلا أن نتنياهو لم يغلق باب المفاوضات والرد الرسمي الإسرائيلي لم يتخذ بعد، وهنا تجدر بالجميع ملاحظة ما يلي خصوصا أولئك المحللين العسكريين والسياسيين الذين "يبشرون دائما" بأن الحرب في ربع ساعتها الأخيرة، فهم توقعوا عدم حصول الحرب البرية، وعدم استئناف الحرب بعد الهدنة الأولى ولم يتوقعوا أن تصل إلى خان يونس، والآن لا يتوقعون وصولها إلى رفح رغم أن هناك إجماع إسرائيلي على استمرار الحرب والخلاف هو على لمن الأولوية لإستمرارها حيث قال ذلك ٤٢ في المائة باستطلاع المركز الديمقراطي، بينما قال ٤٧ في المائة أن الأولوية لإعادة الرهائن، وإذا أضفنا إلى ما سبق أن هناك خلاف حول المسألة في مجلس الحرب حيث جانتس وجماعته يعطون الأولوية لإطلاق سراح الرهائن ومعهم أهالي الأسرى وقطاع إسرائيلي كبير، وأن الإدارة الأمريكية تؤيد ذلك بدون ممارسة ضغوط جدية حتى الآن على حكومة نتنياهو، بل لا تزال تدعم القضاء على حماس وترفض وقف إطلاق النار وتكتفي بضغوط خفيفة وشتائم في الغرف المغلقة وإقفال الهاتف، وما تريده واشنطن بعد التهدئة تغيير شكل الحرب لا وقفها وعودة "السلطة المتجددة" بدون المقاومة المسلحة.

الخلاصة استنادا إلى ما تقدم وتأثير محكمة لاهاي والانتفاضة الشعبية العالمية وضغط العالم لوقف الحرب لقطع الطريق على استمرارها وزيادة احتمال تحولها لحرب إقليمية، وقرب بدء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية والضغوط الاقتصادية على العالم وعلى الإقتصاد الإسرائيلي، فإن احتمال التوصل إلى تهدئة خصوصا المرحلة الأولى قوي، ولكن لا يمكن تجاهل احتمال استمرار الحرب لأن الهوة بين مواقف الجانبين كبيرة، ولأن حاجة نتنياهو لبقاء الحرب لمصلحته الشخصية ملحة، هو وغالانت و هليفي، لعلهم يحققون الانتصار الذي لم يحققوه حتى الآن، والهدنة ووقف الحرب بحاجة إلى جهود و ضغوط جبارة، لذا من الأهمية بمكان الاستعداد لكل الاحتمالات والتركيز على وقف العدوان وحرب الإبادة أولا وثانيا، وعلى الصمود و المقاومة وزيادة الخسائر الإسرائيلية بكل أشكالها ثالثا ورابعا حتى تجبر حكومة نتنياهو على وقف الحرب أو تسقط أو تغير، و حتى لا يستخدم الحديث والمفاوضات عن التهدئة وصفقة أو صفقات التبادل للتغطية على استمرار الحرب وما يعنيه ذلك من استمرار الكارثة الإنسانية التي لم يسبق لها مثيل.