حطَّم رجل يبلغ من العمر 95 عاما الرقم القياسي للجامعة كونه أكبر شخص يتخرج في جامعة كينغستون جنوب غرب لندن في المملكة المتحدة، بحصوله مؤخرا على درجة "الماجستير"، ويستعد للتسجيل "للدكتوراه".
وبحصول الدكتور ديفيد مارجوت الطبيب النفسي المتقاعد على درجة الماجستير في الفلسفة الأوروبية الحديثة، يحطم الرقم السابق وهو 93 عاما، الذي سُجّل في 1994.
وأفادت صحف بريطانية بأن "الدكتور مارجوت، الذي يعيش في مقاطعة سري جنوب شرقي إنجلترا، أكمل دراساته الأخيرة بعد 72 عاما من تأهيله طبيبا حيث شجعته التغييرات في صناعة الطب النفسي في المملكة المتحدة على مر السنين للعودة إلى التعليم، لفهم المزيد عن الفلسفة، وكيف يمكن تطبيقها في المهنة الحديثة".
وقال مارجوت في تصريحات صحفية "كنت أعلم أن الوقت محدود، لذلك عندما رأيت إعلانا لدورة تدريبية في ملحق التايمز الأدبي لدورة محلية بالنسبة لي، قررت التقديم. لقد كان الموظفون والطلاب في جامعة كينغستون متعاونين جدا معي، لقد كانت دورة رائعة وكان التدريس ممتازا، لذلك كان شرفا لي أن أحصل على هذه الدرجة، وأن أكون جزءا من هذه الجامعة الرائعة".
وتلقى الدكتور مارجوت، برفقة ابنه وصهره يوم تخرجه، ترحيبا كبيرا من أقرانه والجمهور، عندما عبر المسرح وحصل على شهادته من عميد جامعة كينغستون البروفيسور هيلين لافيل.
ونصح الدكتور مارجوت أولئك الذين يفكرون في العودة إلى التعليم بعد عقود من الغياب، "إنها مقامرة إلى حد ما، لكن الشيء الرئيس هو إذا كنت مهتما، فافعل ذلك. لقد كان عملا شاقا، ولم تعُد ذاكرتي تماما كما كانت من قبل، لكنني كنت محظوظا بوجود معلمين من الطراز العالمي، وكانت تجربة إيجابية للغاية. أعتقد أنه من المهم دائما الاستمرار في تحدي نفسك حتى مع تقدمك في السن".
وقالت الجامعة في بيان، "إنه بعد 65 عاما من الزواج، توفيت زوجة الدكتور مارغوت قبل بضع سنوات من تفشي جائحة فيروس كورونا، وكانت دورة الماجستير مهمة بالنسبة له لإبقاء عقله مشغولا خلال هذا الوقت".
ويعدّ الدكتور مارجوت، البالغ من العمر 95 عاما، واحدا من أكبر الخريجين سنا في المملكة المتحدة على الإطلاق، بينما يحمل آرتشي وايت البالغ من العمر 96 عاما الرقم القياسي الحالي بعد تخرجه في جامعة برايتون في 2021.
ويفكر الدكتور مارجوت الذي تأهل طبيبا في 1952، الآن في التقديم للحصول على درجة الدكتوراه بدوام جزئي، التي سينتهي منها في سن 102.
وتقع جامعة كينغستون في منطقة كينغستون آبون تيمز جنوب غرب لندن، وافتتحت تحت اسم معهد كينغستون التقني في 1899، ومنحت صفة جامعة في 1992.
وتضم الجامعة العديد من الكليات التي تدرّس الهندسة المعمارية والفنون الجميلة والتصميم والعلوم الاجتماعية والقانون، والتجارة والأعمال والرياضيات وعلوم الحاسوب والهندسة المدنية وعلم المساحة والعلوم الصحية والكيمياء والأحياء، والصيدلة والعلوم البيئية وغيرها.
مسنون يعشقون العلم
وهناك العديد من قصص الكفاح التي يسطرها مسنون عبر العالم للعودة لمقاعد الدراسة والحصول على الشهادات، ومن بين هذه القصص تأتي حكاية الحاج عبد القادر أبو عجمية (82 عاما)، الذي التحق بدائرة التاريخ في كلية الآداب بجامعة الخليل في 2017.
وبعد نحو 70 عاما من الانقطاع، قرر أبو عجمية العودة إلى مقاعد الدراسة في 2014 طالبا منتظما إلى جانب تلاميذ من أعمار أحفاده، في طريق ملاحقته حلم إكمال تعليمه الذي لازمه لعقود.
استطاع أبو عجمية اجتياز امتحان الثانوية العامة بنجاح بمدرسة الحسين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وكرّمته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وقدمت له منحة لإكمال تعليمه الجامعي.
وفي 2018، حصل مسن فلسطيني من أم الفحم 76 عاما على شهادة الدكتوراه بالفقه، من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
ومن فلسطين إلى الولايات المتحدة الأميركية، تأتي قصة المسن ميريل بيتمان كوب الذي حقق حلم حياته وهو في عمر 101 بحصوله على شهادة الدراسة الثانوية بمقاطعة جيفرسون، في ولاية فيرجينيا الغربية في 2022.
التحق كوبر بكلية ستورر من 1934 إلى 1938، حيث درس موضوعات مختلفة، بما في ذلك اللاتينية وعلم الأحياء والتاريخ، قبل أن تدفعه أسباب مالية إلى ترك الدراسة وانتقال العائلة إلى فيلادلفيا وهو بعامه الأخير.
لكن بدعم من أسرته قرر أن يحقق حلمه ويحصل على الدبلوم الفخري في حفل خاص يوم 19 مارس/آذار 2022.
قصة مسن أميركي آخر يبلغ من العمر 83 عاما حصل على الشهادة الثانوية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا في 2009 بعد التحاقه ببرنامج دراسة مستقل، يقدمه برنامج تعليم الراشدين.
ونقلت صحيفة سان خوسيه ميركوري نيوز الأميركية عن فرانك غانز قوله إن رؤية أحفاده يتخرجون في الجامعات، دفعته للسعي وراء الحصول على الشهادة الثانوية رغم تقدم سنه. وأوضح غانز أنه رغم تركه مقاعد الدراسة منذ كان في الصف التاسع، فإنه أصبح شخصا يشدد على أهمية التعليم عندما تعلق الأمر بأحفاده الـ12.
وفي العام نفسه حصل رجل تايواني اسمه تشاو مو-هي ويبلغ من العمر 96 عاما، على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة نانهوا في جنوب تايوان، حيث اشتهر بين زملائه باسم "الجد تشاو".
وفي الهند، أظهر رجل سبعيني من قرية هروايكاون في منطقة شامفاي في ميزورام أن العمر ليس عائقا عندما يتعلق الأمر بالتعليم.
لارينغثارا، رجل يبلغ من العمر 78 عاما، يتنقل مسافة 3 كيلومترات يوميا لحضور فصل دراسي في مدرسة راشتريا مادياميك شيكشا أبهيان الثانوية، ويرتدي الزي المدرسي ويحمل حقيبة مليئة بالكتب، لتحقيق حلمه الذي طال انتظاره بإكمال تعليمه.
وفي 2019، حصل الهندي راج كومار فايشيا، وهو رجل يبلغ من العمر 97 عاما، على ماجستير الاقتصاد من جامعة نالاندا المفتوحة.
المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية