الأقصر( مصر) - د ب أ: افتتح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، أمس، مقبرة نفر حتب (TT49) كاتب آمون المعظم والمشرف على ماشية آمون، وعاملات النسيج الجميلات الخاصات بآمون، وزوجته ميريت رع منشدة الإله آمون، بمنطقة الخوخة بجبانة طيبة القديمة في البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، وهي المقبرة التي ترجع لعصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، وذلك بعد خضوعها لأعمال ترميم وحماية لمعالمها ونقوشها ورسومها وألوانها وأعدادها لاستقبال زوّارها من السياح.
وقال وزيري، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن انتهاء العمل بالمقبرة وإعدادها للزيارة يؤكد استمرار جهود وزارة السياحة والآثار في العمل من أجل حماية الآثار المصرية، وفتح مزيد من المناطق الأثرية أمام زوار مصر من سياح العالم، ووجود الكثير من الكنوز والأسرار التي لم تبح بها أرض مصر حتى اليوم، وهي الكنوز والأسرار التي تعمل البعثات الأثرية المصرية والأجنبية على التوصل لها وكشف تفاصيلها.
وأكد أهمية المقبرة وجودة محتوياتها من المنحوتات الفنية والنقوش والرسوم الجدارية التي تشير إلى القيمة التراثية العالية لها، بجانب أهمية المكانة التي تمتع بها صاحبها الذي عاش في عصر الملك آي، إضافة إلى ما تحتويه المقبرة من مناظر رائعة تصوّر تفاصيل الحياة اليومية في ذلك العصر.
وحول الأعمال التي جرت بالمقبرة على مدار السنوات الماضية، أشار وزيري إلى أن الأعمال شملت رفع مخلفات الحفائر من الأتربة، والقيام بأعمال ترميم معماري، وترميم دقيق للنقوش والرسوم والألوان التي تُبين تأثر فناني تلك الفترة التي نحتت فيها تلك المقبرة بفنون تل العمارنة.
وقالت عالمة الآثار الدكتورة فيوليتا بيريرا، رئيسة البعثة الأثرية لجامعة بوينس آيرس والمتحف الوطني بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، والتي تعمل في المقبرة بمصاحبة فريق مشترك من آثاريين مصريين وعلماء من الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وإيطاليا، إن أعمال الترميم استمرت على مدار قرابة 24 عاما.
وأضافت إن عمليات الترميم بدأت العام 2000 وتواصلت حتى اليوم، وشملت دراسة محتويات المقبرة ومختلف مكوناتها ونقوشها ورسومها، كاشفة عن أعمال ترميم دقيق ومعماري جرى بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار المصرية.
وقال الدكتور فتحي ياسين مدير عام منطقة آثار الأقصر ومصر العليا، إنه تم تصميم الهيكل المعماري لغرف الدفن السفلية للمقبرة على محور طولي موجه من الشرق إلى الغرب، ما يستحضر تجدد المتوفى ورحلة الشمس اليومية.
ولفت إلى أنه قد تم تنظيف الأسطح الضعيفة بنجاح بمساعدة تقنية الليزر ودون أي اتصال جسدي ما أدى لاستعادة وضوح رؤية اللوحات الجدارية والكتابات الهيروغليفية، بجانب تنفيذ المزيد من أعمال الترميم على اللوحات الجدارية والنقوش والمنحوتات، وتضمنت تلك الأعمال معالجة الأجزاء الحجرية المفككة والشروخ وتثبيت الملاط المنفصل وطبقات الألوان.
وكشف ياسين عن أنه بدراسة الطلاء القديم بالمقبرة تبين أن رسامي الجداريات من المصريين القدماء قد استخدموا الأصباغ إلى جانب الصمغ العربي كوسيط لوني في المقبرة.
يُذكر أن مقبرة نفر حتب، تقع في منطقة مقابر الخوخة الواقعة في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي لمدينة الأقصر الغنيّة بمقابر ومعابد ومقاصير ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة.
والخوخة هي جزء من مجموعة مقابر كبار رجال الدولة، التي تقع في مجموعة من الجبانات التي تزخر جدران مقابرها بسجلات كاملة عن الحياة اليومية، والمعتقدات الدينية، والحياة السياسية والعسكرية، وتلقي الضوء على عمارة وفنون مقابر الأفراد في مصر القديمة.
اعتراف إسرائيلي.. لا يمكن إعادة كل الأسرى بعمليات عسكرية
15 سبتمبر 2024