عبّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، عن معارضته لـ"وقف الأعمال القتالية" لفترة طويلة في إطار صفقة محتملة مع حركة حماس تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 131 يوما.
جاء ذلك بحسب ما أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت بيت")، مساء اليوم، الأربعاء، مشيرة إلى أن هليفي عبّر عن موقفه هذا خلال الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية، وشدد على أنه بناء على الاعتبارات العملياتية، فإن "تعليقا طويل الأمد للحرب على غزة يمكن أن يؤثر على القتال ضد حماس ويطيل أمد الحرب لسنوات".
ووفق التقرير، قال هليفي في الجزء المغلق من اجتماع الحكومة إن "نحن في حالة زخم قتالي، حالما نتوقف عن العمليات العسكرية فإن حماس سيتعامل على أن لديه المزيد من الوقت، عندها يمكننا الدخول في قتال قد يتواصل لسنوات بدلاً من أشهر، والعملية سوف تطول".
وأشار هليفي إلى أن موقفه لا يعني أن الجيش الإسرائيلي "لن نعرف كيف يعود إلى القتال"، وقال: "بل سنفعل ذلك، لأن الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، ولكن الأمر سيكون أكثر صعوبة بكثير". علما بأن المقترح الذي جرى مناقشته مع الوسطاء ينص على وقف الأعمال العدائية لمدة 6 أسابيع في المرحلة الأولة من اتفاق محتمل.
بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، إن حركة حماس لم تقدم عرضا جديدا بخصوص اتفاق تبادل أسرى في سجون الاحتلال ومحتجزين إسرائيليين في قطاع غزة خلال المحادثات التي جرت في القاهرة، هذا الأسبوع، وشدد على أن إسرائيل لن توافق على مطالب الحركة الحالية.
نتنياهو: إعادة الرهائن... بالضغط العسكري والمفاوضات الحازمة فقط
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لم تتلق أي اقتراح جديد من حماس لإطلاق سراح الرهائن". وأضاف أن "إسرائيل لن تستسلم لمطالب حماس غير الواقعية. تغيير مواقف حماس هو فقط ما سيجعل من الممكن المضي قدما في المفاوضات".
وفي خطاب مصور نشره لاحقا على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، قال نتنياهو إن "الضغط العسكري القوي والمفاوضات الحازمة فقط ما سيسمح بمواصلة إطلاق سراح الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطع غزة.
وكرر تصريحاته السابقة بأنه "على حركة حماس التنازل عن مطالبها غير المعقولة"، معتبرا أن ذلك سيسمح بـ"التقدم" في إطار المفاوضات غير المباشرة التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وتجري عبر الوسيطين القطري والمصري.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت التقارير الإسرائيلية بأن نتنياهو أمر الوفد الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يسافر، الخميس، لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة، بعدم الذهاب إلى هناك؛ في حين حاول رئيس الشاباك، رونين بار، بإقناع نتنياهو بإيفاد ممثليين إسرائيليين لمواصلة المباحثات في القاهرة.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه بعد عودة الوفد الذي ترأسه رئيس الموساد، دافيد برنياع، وشارك فيه رئيس الشاباك، من القاهرة، مساء الثلاثاء، قال بار لنتنياهو إن "إذا ذهب وفد آخر إلى القاهرة، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تليين موقف حماس. سواء في ما يتعلق بعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم أو في ما يتعلق بمطالبهم بشأن بالمسجد الأقصى".
والثلاثاء، شهدت العاصمة المصرية جولة مفاوضات بين وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد دافيد برنيع، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
من جانبها، نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمه)، أن "خلافا نشب بين النخبة السياسية والأمنية في إسرائيل حول مشاركة الوفد في محادثات القاهرة. وأشارت إلى أن هذا الخلاف دفع منسق شؤون الأسرى والمفقودين، نيتسان ألون، إلى البقاء في إسرائيل وعدم السفر إلى مصر، الثلاثاء. وأشار إلى أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في محادثات الثلاثاء في القاهرة، كانت "مجاملة" للرئيس الأميركي، جو بايدن.