يعطي الجزائريون أهمية قصوى للمباراة الودية التي تجمع فريقهم الأولمبي بنظيره الفلسطيني مساء غد الأربعاء 17 فبراير/شباط.
ويتم التحضير لهذه المباراة كما لو أنها مصيرية، حيث اعتبر مصطفى بيراف، رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، أن الجزائريين ينتظرون بشغف كبير اللقاء الكروي ضد الفريق الأولمبي الفلسطيني بحكم العلاقة الطيبة بين البلدين.
وقال بيراف إن "الجميع يعرف الأوضاع التي تعيشها الشقيقة فلسطين من خلال الحصار المفروض عليها ومعاناة شعبها؛ لذا فهذه المباراة هي فرصة ستُنسي - ولو بقدر قليل - الفلسطينيين جرح الحصار وألم الاحتلال".
وأكد المتحدث أن هيئة الكرة الجزائرية من الاتحادية الوطنية للعبة، وبتنسيق من اللجنة الأولمبية، قامت بكل الترتيبات اللازمة، لجعل النزال الكروي حدثاً مميزاً سيحفظه تاريخ اللعبة بين البلدين.
ووعد مصطفى بيراف بتنظيم لقاءات ودية مستقبلية بين منتخبي البلدين، بعدما أكد الطرف الفلسطيني استعداده لذلك.
تضامن مع فلسطين
من جهته قال رئيس الاتحادية الفلسطينية لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، إن ودية الأربعاء ستكون بمثابة ملحمة كروية غاية في التضامن مع كل المضطهدين ليس في فلسطين وحسب وإنما في العالم بأسره.
وأردف في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" قائلاً: "أنا أعتبر الـ90 دقيقة التي ستلعب هنا في الجزائر ستستفز إسرائيل وتحسّسها بالفشل من وأد الرياضة وكرة القدم بفلسطين".
90 ألف مشجع
يتوقع رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، حضور 90 ألف مشجع لمشاهدة المباراة، وهي طاقة استيعاب مدرجات ملعب 5 يوليو بالعاصمة الجزائر بعد التوسيعات الطارئة عليه مؤخراً.
والمعروف في تشجيعات الجزائريين التضامنية مع الشعب الفلسطيني في مختلف المواعيد الكروية، وحتى البطولة المحلية هو ترديد أغنية "فلسطين الشهداء"، وهي الأغنية التي صدحت حتى في نهائيات كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، أثناء مشاركة المنتخب الجزائري في البطولة.
ويؤكد سمير بن صداح (مشجع جزائري) أن لقاء الأربعاء سيكون لتشجيع المنتخب الفلسطيني وبالتالي فلسطين والقضية، وقال: "كلنا سنغني (فلسطين الشهداء)، وسنرفع الأعلام الفلسطينية عالياً".
ويقول محمد الأمين زوار (مشجع آخر): "هي فرصة للجزائريين ليبيّنوا مدى تعلقهم بالقضية الفلسطينية؛ لذا فنحن سنذهب إلى الملعب لنشجع المنتخب الفلسطيني والجزائري معاً، المهم أن نعيش أوقاتاً كروية أخوية".
لأول مرة لا يتم الفصل بين المشجعين
قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم باختيار ملعب 5 يوليو بالعاصمة لاحتضان المباراة الودية، باعتباره الأكبر والأجمل، وذلك لأهمية اللقاء ولقيمة المنتخب الضيف، كما قال مصطفى بيراف.
بيراف أكد أن الدخول للملعب سيكون مجاناً، وكل الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر ستحظى باستقبال متميز في الملعب، كما تم اتخاذ إجراء لأول مرة في الملاعب الجزائرية وهو عدم الفصل بين مشجعي الفريقين.
ومن جهته قال أحمد العمايرة (طالب فلسطيني بجامعة الجزائر) إن كل الطلبة بالعاصمة أكدوا حضورهم اللقاء، ووصف خطوة الدخول لمشاهدة اللقاء مجاناً وعدم الفصل بين المناصرين بالرائعة؛ لأنها ستعكس صور الأخوة بين الشعبين والبلدين.
وأردف العمايرة قائلاً: "لا يهم من يفوز بالمباراة بقدر ما يهم الخروج منها بصوت واحد، فلسطين قضية الكل".
أكبر علم فلسطيني
تناقل الجزائريون على فيسبوك صورةً لراية فلسطينية، قيل إنها الأكبر، قام بصنعها طلبة الصف الإعدادي بإحدى مدارس العاصمة.
الطلبة اجتمعوا بشاطئ الكيتاني (غرب العاصمة)، وقاموا بصنع راية بطول يتجاوز 100 متر، لتكون الراية الأبرز في الملعب يوم المباراة.