قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اليوم الجمعة إن روسيا دعت ممثلين عن 14 فصيل فلسطيني، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، إلى اجتماع في موسكو نهاية الشهر الجاري. وأضاف أن روسيا تشعر بالقلق إزاء قضية رفح وتجري اتصالات مع كافة الأطراف. كما أبلغ أن موسكو تجري مفاوضات من أجل إطلاق سراح المواطنين الروس الثلاثة الذين تحتجزهم حماس.
وأشاد مراقبون بالدعوة التي قدمتها روسيا للفصائل الفلسطينية لعقد جولة مفاوضات بشأن المصالحة الوطنية، مؤكدين على ضرورة إنجاز هذه الخطوة وإنهاء الانقسام لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر وفقا لما نشر موقع سبوتنيك الروسي.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق، أن موسكو لا ترى آفاقا لتحقيق استقرار سريع في الوضع حول قطاع غزة، على خلفية خطط إسرائيل لتوسيع العملية العسكرية.
وقال لافروف، في مؤتمر الشرق الأوسط الـ13 لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار: "بالنظر إلى الموقف المتشدد (لا هوادة فيه) للقيادة الإسرائيلية بشأن مواصلة العملية العسكرية في غزة وتوسيعها الآن إلى رفح، فإننا لا نرى احتمالات لتحقيق استقرار سريع للوضع في هذا القطاع".
وأضاف لافروف: "نحن بحاجة إلى البحث عن مخرج من هذا الوضع الكارثي، الذي من شأنه أن يمنع وقوع الكارثة، وزملاؤنا الأمريكيون هم الذين يدفعون فلسطين وإسرائيل والشرق الأوسط بأكمله إلى الكارثة".
وأشار لافروف إلى أن موسكو تتوقع عقد اجتماع فلسطيني - فلسطيني، في المستقبل المنظور بمشاركة جميع الفصائل للتغلب على الانقسامات الداخلية.
وأضاف: "نقترح عقد لقاء فلسطيني مشترك بمشاركة الفصائل القيادية كافة لتجاوز الانقسامات الداخلية".
أمر ملح
اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الطريق الوحيد لمواجهة آلة البطش الإسرائيلية، وتحقيق الأهداف الوطنية لفلسطين".
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، أي جهد في اتجاه تحقيق هذه الوحدة بين الفصائل الفلسطينية مرحب به، كما أن روسيا تشكل قوة أساسية في النظام الدولي، ودورها الداعم للقضية الفلسطينية مرحب به دائمًا، ومحل تقدير للكل الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالتوقيت، قالت عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن الأولوية للقيادة الفلسطينية وجميع الفصائل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بيد أن الوحدة الفلسطينية أمر مطلوب وملح.
وترى حرب بأن الوحدة الفلسطينية باتت أكثر إلحاحًا في الوقت الراهن، وأن العمل على مقاربة سياسية في إطار منظمة التحرير وبرنامجها السياسي، أصبح أقرب من ذي قبل.
توقيت مهم
بدوره، اعتبر أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن دعوة موسكو من أجل عقد مصالحة وطنية فلسطينية قريبة في ظل التحديات التي تواجه القضية خطوة مهمة، حيث من الواجب في الوقت الراهن ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، روسيا لديها تأثير على كل الفصائل الفلسطينية، ودعوتها لعقد اجتماع لترتيب البيت الفلسطيني مهم خاصة في هذا التوقيت، معربا عن أمله في أن يفضي الحوار في موسكو لتحقيق وحدة وطنية تتجاوز كل الأزمات الداخلية لمواجهة العدو الخارجي.
وفيما يتعلق بإمكانية نجاح هذه الجولة بعد فشل العديد من جولات المصالحة في السابق، قال إن كل الفصائل الفلسطينية تسببت في هذا الانقسام الداخلي، وأي محاولة في هذه الظروف مهمة علها تفضي لتجاوز هذه الأزمة، لا سيما في ظل الخطر الحقيقي الذي يواجه القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالتوقيت وأهميته في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، قال إنه الوقت المناسب، من أجل مواجهة التحديات، معتبرًا أن اللقاءات المقرر أن تعقد في موسكو إذا أفضت لاتفاق بين الفصائل على تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الأزمة الراهنة، فهو أمر يمكن أن يشجع على إنهاء الانقسام عبر الانتخابات.
توحيد الموقف
في السياق، قال الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني إن الدعوة الروسية تأتي في إطار إدراك موسكو لأهمية الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية في محاولة لإنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي الدعوة كذلك كاستثمار جيد لتداعيات طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في إطار الاستقلال الوطني.
ويرى الدجني أن هذه الدعوى مهمة ومطلوب أن يكون هناك استجابة وعمل مشترك لتوحيد الجهد الفلسطيني للضغط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها للانسحاب من الأراضي المحتلة ووقف الحرب المجنونة على قطاع غزة.
وقف العدوان
وكان الدكتور حسين حمايل، المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، قد قال إن "الحركة ستتعامل بإيجابية مع الدعوة الروسية، لعقد جولة مفاوضات من أجل المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية".
وأوضح حمايل، في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، أن "الحركة تقدر الجهود الروسية لإنهاء الانقسام وتؤيد أي تحرك يفضي إلى المصالحة الوطنية، فيما ينصب تركيز القيادة الفلسطينية وحركة فتح باتجاه وقف المجازر والقتل والتدمير بحق أبناء الشعب الفلسطيني وإفشال المخطط الإسرائيلي في موضوع التهجير".
وأكد حمايل أن "الهدف الحالي لحركة فتح هو السعي لوقف الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، وبعد إيقاف الحرب كل شيء ممكن".
وشدد على "ضرورة أن يكون هناك حل وطني فلسطيني شامل لكل القضايا، ومطلوب من كل الفصائل الفلسطينية أن تقف عند مسؤولياتها بقرار فلسطيني مستقل على طاولة حوار وطني فلسطيني".
واتهم وزير الخارجية الروسي، في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية، بعرقلة جميع الجهود الرامية إلى وقف العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.