استشهد أكثر من 50 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف قطاع غزة، وتزامن ذلك مع تردي الأوضاع المعيشية في شمال القطاع، وتأكيد منظمة الصحة العالمية خروج مجمع ناصر الطبي من الخدمة بعد حصاره لأيام من قوات الاحتلال.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد العشرات منذ مساء أمس في قصف إسرائيلي استهدف 10 منازل في مناطق متفرقة وسط قطاع غزة.
وأوضح أن أحد المنازل المستهدفة يعود لعائلة حمد في منطقة الزوايدة حيث استشهد ما لا يقل عن 13 شخصا، بينما لا يزال عشرات تحت الأنقاض.
وأكد المراسل استشهاد امرأة وإصابة مدنيين، معظمهم أطفال، في قصفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الطواشي في دير البلح، مشيرا إلى أن حالة بعض المصابين خطِرة في ظل نقص الكوادر وشح المستلزمات الطبية.
وأشار إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين بغارة أصابت منزلا في منطقة المصلبة جنوب حي الزيتون وسط القطاع.
رفح وتهديدات نتنياهو
وفي رفح جنوبا، قال مراسل الجزيرة أن الزوارق الحربية الإسرائيلية قصفت ساحل المدينة.
وأوضح المراسل في وقت سابق أن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف أرضا زراعية تؤوي نازحين شمال رفح.
وتزامن ذلك مع تصريحات لرئيس الوزراء الإٍرائيلي بنيامين نتنياهو جدد فيها إصراره على شن عملية برية في رفح، وقال "كلّ من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عمليّة في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك".
وجاء تصريح نتانياهو ردا على سيل من الدعوات الدولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأساسية، لعدم المضي قدما في عملية عسكرية برفح حيث يتجمع نحو 1.4 مليون فلسطيني، معظمهم نازحون.
مخاوف في الشمال
في هذه الاثناء، تتزايد المخاوف من احتمال حدوث مجاعة في قطاع غزة، خصوصا في المناطق الشمالية، بسبب النقص الحاد في الغذاء، وذلك لاستمرار الحصار الإسرائيلي ومنع قوات الاحتلال دخولَ المساعدات.
وفي مخيّم جباليا بشمال القطاع، قال محمد نصار (50 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية "لن نموت من القنابل، بل من الجوع".
من جانب آخر، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يدروس أدهانوم غيبريسوس إن مجمع ناصر الطبي في غزة خرج عن الخدمة بعد حصار دام أسبوعا أعقبته غارات مستمرة.
وأوضح غيبريسوس أن فريق منظمة الصحة الدولية لم يسمح له أمس السبت وأول من أمس الجمعة بدخول المستشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الماسة، رغم وصول الفريق إلى هناك لإيصال الوقود بالتعاون مع الشركاء.
وأشار إلى أن نحو 200 مريض ما زالوا موجودين داخل المستشفى 20 منهم على الأقل يحتاجون نقلهم بشكل عاجل إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية. وحذّر من أنّ كلفة التأخير في نقلهم سيكون ثمنها حياتهم، داعيا إلى تسهيل الوصول إلى المرضى والدخول للمستشفى.
وهذا المستشفى واحد من 11 مستشفى لا يزال في الخدمة من أصل 36 منشأة طبية في قطاع غزة قبل الحرب.
المصدر : الجزيرة + وكالات