مستنكرًا قرار برنامج الأغذية العالمي

حمدان: تجويع شعبنا جريمة حرب صارخة لم يحرّك العالم ساكنًا لإنهائها

Capture1-1700319740.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

ندّد القيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أسامة حمدان، مساء الجمعة، باستمرار حرب التجويع المعلنة على قطاع غزة، خصوصًا في محافظتي غزة والشمال، مشيرًا إلى أنّ هذه الحرب بدأت بقرار واضح من قادة الاحتلال في التاسع من أكتوبر الماضي بمَنعَ دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حربٍ صارخة، لم يُحرِّك العالم ساكناً لإنهائها.

وقال حمدان، خلال مؤتمر صحفي عقدته حماس في بيروت وفق متابعة وكالة "صفا" :" إننا ندق ناقوس الخطر.. فشعبنا يواجه الموت جوعًا من خلال جريمة الاحتلال بتجويعه بقصد القتل، التي أوصلت الأمور الى الحد الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا".

وشدّد على أنّ سكان شمال القطاع لا يجدون ما يسدّون به رمَق أطفالهم، ووصل بهم الحال إلى استخدام أعلاف الحيوانات – إن وُجِدَت - لطحنها وخَبزِها.

واستنكر حمدان قرار برنامج الأغذية العالمي بتعليق تسليم المساعدات الغذائية لمحافَظَتَي غزة والشمال، بعد ثلاثة أيامٍ فقط من محاولات إدخال كمّياتها الشحيحة جداً، في تعميقٍ للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون.

ودعا برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية بما فيها الأونروا، إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمّد فرضها، والإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة فورًا، والقيام بخطوات فعالة وجادة، لإغاثة شعبنا، التزاماً بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية.

وعن قرار حكومة الاحتلال فيما يتعلق بتقييد دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، قال حمدان " ليعلم عدونا أن النفوس تغلي، والغضب آتٍ، والانفجار قادم رداً على أية قيود".

ودعا حمدان أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، وتصعيد مواجهة الاحتلال في كل مكان، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك.

وأكّد حمدان أنّ إصرار حكومة الاحتلال على المضي في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، دون مبالاة حتى بمقتل المزيد من الأسرى لدى المقاومة، تحت القصف الإسرائيلي الهمجي، لن توقفها مجرد أفكار ومبادرات، بل يستدعى مواقف حازمة وإجراءات عملية لإنهاء العدوان.

وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال ترى في إطالة زمن الحرب، هدفاً أساسياً، للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان؛ فهي لا زالت تتبنى موقفاً متعنّتاً من المطالب العادلة التي تقدّمت بها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها وقف العدوان وعودة النازحين وإيوائهم، ورفع الحصار عن غزة.

وجدّد تأكيده أنّ حماس تعاملت بروحٍ إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، قابلها مواقف الاحتلال السلبية ومماطلته ومراوغته ووضعه للعراقيل أمام التوصل لأي اتفاق.

وعن التقرير الصادرمن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان الذي أكد فيه تعرض النساء والفتيات الفلسطينيات للاعتداء من قبل جيش الاحتلال بشكل منهجي منذ بدء العدوان من القتل التعسفي والاعتداء الجنسي والمعاملة اللاإنسانية، شدّد حمدان على ضرورة إجراء لتحقيق دولي مستقل ونزيه وسريع وشامل في هذه الجرائم الخطيرة وفق القانون الجنائي الدولي، ومقاضاة الكيان المجرم وقادته،وفق القانون الجنائي الدولي، بموجب نظام روما الأساسي.

وتحدث حمدان عن استخدام الولايات المتحدة "الفيتو" لتعطيل قرار مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنّ هذا الإجراء يؤكد حالة الشراكة الكاملة للولايات المتحدة ، في حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال المجرم، ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، وهو بمثابة ضوء أخضر أمريكي واضح لاستمرار الاحتلال في جرائمه.

وثمّن حمدان المواقف الواضحة والمُنحازة لقيم الإنسانية للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والذي أكّد أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وأنّ ما يفعله جيش الاحتلال اليوم في غزة هو نفس ما فعله هتلر النازي باليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وحيّا حمدان المواقف المشرّفة لرؤساء فنزويلا وبوليفيا وكوبا وكولومبيا، الذين عبّروا عن دعمهم لموقف الرئيس البرازيلي، وأكّدوا أنّ ما يجري في قطاع غزة هو إبادة جماعية.

وطالب حمدان دول العالم كافة، "بالعمل على تعرية هذا الاحتلال الوحشي، وفضحه ومقاطعته، ودعم مقاومة شعبنا الفلسطيني ونضاله لاسترداد حريته".

كما ثمّن حمدان موقف جمهورية الصين الشعبيّة، وتأكيدها على قانونية سعيِ الشعوب المحتلة إلى تقرير مصيرها، بمختلف الوسائل بما فيها المقاومة المسلحة، وضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والنضال المسلّح الذي يمارسه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

ودعا الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى مواصلة حراكهم الجماهيري لإدانة الاحتلال، والضغط لوقف العدوان على قطاع غزَّة، وتأييد ودعم حق شعبنا في التحرير وتقرير المصير.

وختم " نترحّم على قوافل شهداء شعبنا وأمتنا، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة للأسرى، والنصر لشعبنا ومقاومتنا، وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد".