سجل 11 فنانا عربيا نسخة جديدة من الأوبريت الوطني الشهير "الحلم العربي" الذي صدر للمرة الأولى في عام 1996، وانضم فنانون جدد للأوبريت، في مقدمتهم بلقيس فتحي ومحمد عساف و"أبو".
يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية، والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسفر عن 37 ألفا من الشهداء والمفقودين، حيث كشف الشاعر الغنائي مدحت العدل في تصريحات إعلامية له أن "الحلم العربي" عاد لتصدر محركات البحث مؤخرا مع تصاعد الأحداث في غزة وهو ما جعله يرغب في إعادة تقديمه مجددا.
هوية جديدة
يشارك في النسخة الجديدة من "الحلم العربي" 2024، فريق عمل الأوبريت الأصلي مثل الشاعر الغنائي مدحت العدل، والملحن صلاح الشرنوبي، لكن مع توزيعات جديدة ومختلفة قدمها المؤلف والموزع الموسيقي ميشيل فاضل.
كما كشف مدحت العدل عن تغييرات في النسخة الجديدة للأوبريت من خلال حذف بعض المقاطع أو إضافة مقاطع جديدة، والجمل أصبحت أقصر لاختلاف الإيقاع عن عام 1996.
واعتبر صلاح الشرنوبي أن ما يميز الأوبريت هو التنويع من كل البلدان العربية، فكل مطرب يقدم الموسيقى التراثية الخاصة ببلده مما يجعل هناك تنوعا فنيا للمستمع، فالأجيال الجديدة بحاجة للاستماع للأوبريت لكن بعد تقديمه بشكل مناسب للعصر الحالي.
ومن الفنانين المشاركين في النسخة الجديدة عاصي الحلاني، صابر الرباعي، بلقيس، محمد عساف، ماجد المهندس، وأبو، إلى جانب فنانين شاركوا في النسخة القديمة ومنهم أحلام، أصالة، أحمد فتحي، إيهاب توفيق، وليد توفيق وعمر العبداللات.
وفي تصريحات لوسائل إعلام، اعتبر صابر الرباعي أن "الحلم العربي" هو رسالة نبيلة للشعوب العربية، أما وليد توفيق فقال إنه دعوة لتوحيد كلمة الشعوب العربية.
النسخة الأولى للحلم العربي
عُرض أوبريت "الحلم العربي" في أكثر من نسخة، صدرت الأولى منها في عام 1996، من تأليف مدحت العدل وألحان صلاح الشرنوبي وحلمي بكر وتوزيع حميد الشاعري، ثم تم تحديث الأوبريت في عام 1998، قبل أن يتم تقديمه في حفل كبير أقيم بساحة الشهداء في بيروت.
وفي تصريحات صحفية سابقة للملحن حلمي بكر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال إنه يتمنى أن يعاد تقديم "الحلم العربي" بعد أن تفاقمت الأحداث في فلسطين وذلك عقب أحداث "طوفان الأقصى"، وتوقع أن يكون المشهد في فلسطين الأصعب والأسوأ على الإطلاق.
يقول الناقد الموسيقي محمد عطية إن تقديم نسخة جديدة من "الحلم العربي" هو استثمار لنجاح النسخة الأولى، والتي تم تقديمها في الأساس لمصالحة بين جيل الملحنين صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وجيل حميد الشاعري، لكن على مستوى المطربين لم يتم وقتها الاستعانة بنجوم كبار لهم تاريخ في الغناء الوطني والسياسي مثل محمد منير وعلي الحجار، ولم تنجح النسخة الأولى أيضا في أن تضيف لشعبية نجوم شاركوا فيها مثل أحمد فتحي وعمر عبد اللات، فنال الأوبريت وقتها صيتا كبيرا رغم أنه لم يتناول القضية بشكل واضح مثل أوبريت "القدس هترجع لنا" الذي دعم القضية الفلسطينية بشكل مباشر.
وأضاف عطية لكن "الحلم العربي" شعبيته من اعتماده على حشد كم كبير من المطربين والمطربات في الوطن العربي، ويرى أنه كان من الأفضل تقديم عمل فني جديد يستدعي كلمات واضحة حول الأحداث في غزة أو القضية الفلسطينية.
وانتقد الناقد الموسيقي محمد عطية فكرة تقديم التوزيع الجديد في قالب أوركسترالي، موضحا أن مخاطبة الأجيال الأحدث تتطلب وجود مطربين من الجيل الجديد وعدم الاعتماد على مطربين كلاسيكيين، مع ضرورة إضافة أنماط من الحداثة الموسيقية.
المصدر : الجزيرة