في اليوم الـ161 للحرب على غزة، وخامس أيام شهر رمضان المبارك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر ضد منتظري المساعدات وقصفها لمناطق متفرقة بالقطاع، في حين حذرت الأمم المتحدة من عواقب وخيمة للاجتياح المحتمل لمنطقة رفح جنوبي القطاع.
وواصلت مقاتلات الاحتلال قصف منتظري المساعدات، وكانت آخر عملياتها عند دوار الكويت بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين حسب مراسل الجزيرة.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، أن الاحتلال ارتكب خلال يومين 5 مجازر ضد منتظري مساعدات، راح ضحيتها 56 شهيدا و300 جريح.
ميدانيا، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قتل 4 جنود من الجيش الإسرائيلي بعد أن استهدفتهم بقذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات وسط قطاع غزة.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت تجمعات لجنود الاحتلال شرق المنطقة الوسطى للقطاع بوابل من قذائف الهاون.
ولا تزال المقاومة الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط وشمال غزة وفي محافظة خان يونس بالجنوب.
اجتياح رفح
وتوازيا مع هذه التطورات، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقر خططا لشن عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، بينما تصاعدت التحذيرات الدولية من عواقب وخيمة للاجتياح المحتمل.
وأضاف ديوان رئاسة الوزراء، في بيان، أن "الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان"، دون تقديم تفاصيل عن هذه العملية التي تلوّح بها تل أبيب منذ أسابيع.
ويأتي الإعلان عن التصديق على خطط اجتياح رفح على الرغم من التحذيرات الدولية من أن يؤدي الهجوم على المدينة المكتظة بالنازحين إلى مذبحة كبيرة.
غالانت يحذر
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لن تتمكن من الإطاحة بالحركة "إذا لم تعمل على إنشاء بديل عنها في قطاع غزة".
وخلال اجتماع للحكومة يناقش مقترح اتفاق الهدنة الذي قدمته حماس، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن غالانت قوله إن حكم إسرائيل العسكري لقطاع غزة "سيكلفها حياة جنودها ويستنزف الموارد العسكرية".
وأوضح غالانت أن الجيش الإسرائيلي يدفع ثمن ما سماه عدم اتخاذ قرار سياسي بشأن مَن سيحكم غزة بعد الحرب، مشيرا إلى أن الخيار الأكثر احتمالا لشكل الحكم في غزة بعد الحرب هو تعزيز العناصر المحلية، وفق قوله.
توتر متصاعد
ومع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وتل أبيب، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بخطاب لزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، وجّه فيه انتقادات شديدة لنتنياهو، ودعا لتنظيم انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال بايدن، في تصريحات بالبيت الأبيض ردا على سؤال عن خطاب شومر أمس في مجلس الشيوخ، إنه كان جيدا وأعرب خلاله عن قلق جدي لدى العديد من الأميركيين. وأضاف بايدن أن تشاك شومر تواصل مع فريق الرئاسة بشأن خطابه في ما يخص إسرائيل.
وكان زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي -الذي يؤيد إسرائيل بقوة منذ زمن وهو أكبر مسؤول أميركي يهودي منتخب- وصف نتنياهو بالعقبة الكبيرة أمام السلام، واتهمه بالخضوع لمطالب من وصفهم بالمتطرفين، مشيرا بالخصوص إلى وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.
مساعدات عبر البحر
في الأثناء، بدأ تفريغ شحنة أول سفينة مساعدات تصل إلى قطاع غزة عبر الممر البحري انطلاقا من ميناء لارنكا في قبرص. وأكدت متحدثة باسم مؤسسة "ورلد سنتر كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) بدء تفريغ نحو 200 طن من المساعدات بعد توقف السفينة "أوبن آرمز" (الأذرع المفتوحة) بمحاذاة رصيف مؤقت على ساحل غزة.
وكان مراسل الجزيرة قال إن الحمولة التي تضم أغذية كالأرز والدقيق والبقوليات والخضراوات المعلبة سيتم إنزالها إلى زوارق صغيرة ونقلها إلى الشاطئ بإشراف المؤسسات الدولية.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن قوارب صغيرة بدأت تفريغ حمولة السفينة ونقلها باتجاه شاطئ مدينة غزة.
عرض حماس الجديد
وعلى صعيد المباحثات، قالت مصادر للجزيرة، إن حماس عرضت مقترحا يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى على مراحل، ولكن إسرائيل اعتبرته غير واقعي.
وأضافت المصادر أن المقترح الذي عرضته حماس على الوسطاء يقضي بوقف إطلاق النار على 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما.
وتابعت أن حماس اشترطت في المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد ومحور صلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات إلى غزة.
الضفة الغربية والقدس
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الجمعة- اعتداءاتها في المدينة المقدسة والضفة الغربية المحتلتين، بينما أعلنت فصائل من المقاومة التصدي لها وإفشال تقدمها في مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة.
ففي القدس المحتلة، كثف جيش الاحتلال إجراءاته العسكرية اليوم قرب المسجد الأقصى المبارك، واعتقل فلسطينيا واعتدى عليه الجنود بالضرب في منطقة باب العامود.
كما أفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين بمخيم الفارعة جنوب طوباس. وقالت كتائب عز الدين القسام في الضفة إن مقاتليها هناك تصدوا لقوات الاحتلال وآلياته، وأجبروها على الانكفاء.
الجبهة الشمالية
وإلى الشمال، أعلن حزب الله اللبناني استهداف تجمع جنود إسرائيليين وقصف مواقع للاحتلال، في حين شن الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في بلدة كفركلا بالجنوب اللبناني.
وأوضح حزب الله استهدافه تجمع جنود إسرائيليين في محيط موقع بركة ريشا بصاروخ من نوع بركان، مشيرا إلى تحقيقه "إصابة مباشرة"، إلى جانب استهدافه موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
من جهته، أكد مراسل الجزيرة إطلاق 3 صواريخ على موقع رويسات العَلَم الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة، وإطلاق صاروخين على موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة جنوبي لبنان.
المصدر : الجزيرة