أبرز تطورات يوم امس الثلاثاء من الحرب الإسرائيلية على غزة

image-1710857014.webp
حجم الخط

وكالة خبر

في اليوم الـ165 للحرب على غزة، تزايدت المخاوف الأممية من مجاعة كبيرة في القطاع وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودعت إلى التعجيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفي حين تحذر واشنطن ومعظم دول العالم من مخاطر عملية برية في رفح على السكان والنازحين فإن إسرائيل تعمل على قصف المدينة بدون تردد في الوقت الذي تواصل فيه استهداف مختلف مناطق القطاع وارتكاب العديد من المجازر التي يسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى.

مجاعة من صناعة إسرائيلية

أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك -في فيديو على منصة إكس- أن حالة المجاعة في قطاع غزة هي نتيجة للقيود الإسرائيلية الواسعة النطاق على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية.

وقال إن الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ 16 عاما أثر بشكل كبير على حقوق الإنسان ودمر الاقتصاد المحلي وخلق حاجة للاعتماد على المساعدات.

كما قالت الأمم المتحدة إن الوفيات الناجمة عن المجاعة في قطاع غزة سببها القيود الشاملة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات.

وقد أكدت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي، عبير عطيفة أن إدخال عدد ضئيل من الشاحنات لا يساعد في إنقاذ الأرواح بغزة، مشددة أن غزة لا تحتاج الغذاء فقط بل المكملات الغذائية وعلاج سوء التغذية للأطفال.

وقد أعرب البيت الأبيض عن قلقه العميق إزاء التقرير الأممي الذي يشير إلى مجاعة وشيكة في غزة، قائلا إنه ينبغي لإسرائيل السماح بوصول مساعدات الإغاثة من دون عراقيل. لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت من طرفها إن واشنطن لم تر حتى الآن أدلة قاطعة تشير إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في حرب غزة.

كما أعرب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لويس ميغيل بوينو للجزيرة عن أسفه ورفضه للمجاعة بغزة ودعا إلى فتح المعابر الإضافية في القطاع أمام دخول المساعدات.

من جهتها، أكدت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينيز أن إسرائيل لا يمكنها أن تهزم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال تجويع المدنيين في قطاع غزة، ودعت كذلك إلى فتح المعابر والتوقف عن منع دخول المساعدات إلى القطاع.

يوم دامٍ آخر في القطاع

على الصعيد الميداني، أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات عنيفة وقصفا مدفعيا على مناطق متفرقة من غزة.

وأكد مراسل الجزيرة أن القصف الإسرائيلي استهدف تجمعا للجان شكلها الوجهاء والعشائر جنوب شرق مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنازل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

كما أكد مراسل الجزيرة استشهاد 5 فلسطينيين بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارة الإسرائيلية على سيارة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل حوالي ساعتين، استهدفت مدير شرطة النصيرات محمود البيومي الذي استشهد مع مرافقيه وطفلين.

واستشهد أيضا 15 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة مقبل وسط مدينة غزة.

واستشهد كذلك عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات شنتها قوات الاحتلال على منازل غرب مدينة غزة، وقصف مدفعي استهدف مخيم الشاطئ في القطاع.

كما قال مراسل الجزيرة إن قصفا إسرائيليا استهدف مخزنا للمساعدات تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، خلّف شهيدين وعددا من الجرحى.

وقصفت مدفعية الاحتلال محيط بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

واستشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية استهدفت منزلين وشقة سكنية بمدينة رفح.

وكان مراسل الجزيرة قال إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت 3 غارات على مناطق متفرقة بمدينة رفح وسُمع على إثرها دوي انفجارات ضخمة.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 93 شهيدا و142مصابا.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 14 فردا من طواقمه استشهدوا خلال أداء عملهم في قطاع غزة منذ بداية الحرب على القطاع المحاصر.

عمليات المقاومة

في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت آليتين إسرائيليتين بقذيفتي "الياسين 105" في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.

كما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إنها استهدفت بقذائف "تاندوم" و"آر بي جي" آليتين عسكريتين إسرائيليتين في محيط المستشفى.

وأعلنت سرايا القدس أنها قصفت تجمعات جنود الاحتلال غرب نتساريم (شمال المحافظة الوسطى) بصواريخ من نوع 107.

وأقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 8 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، دون أن يضيف تفاصيل حول طبيعة المعارك التي أدت لإصابتهم.

وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق مقتل قائد في غرفة عمليات اللواء 401 ليرتفع عدد الجنود القتلى في غزة إلى 594 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مستشفى الشفاء

ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر مستشفى الشفاء بمدينة غزة منذ الاثنين وتواصل استهداف مناطق في محيطه، وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة دامية وأعدمت 50 فلسطينيا، واعتقلت قرابة 200 آخرين في مستشفى الشفاء ومحيطه.

كما قالت وزارة الصحة في غزة إن المرضى والطواقم الطبية المحتجزين في مستشفى الشفاء يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي من دون إفطار، وذلك لعدم توفر الماء والطعام نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال.

واعتبرت حركة حماس أن استمرار العدوان الإسرائيلي على مستشفى الشفاء في غزة هو محاولة للتغطية على إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية ودعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك لوقف المجزرة في مستشفى الشفاء.

وقال الصحفي الفلسطيني سائد رضوان إن الاتصال انقطع مع جميع الموجودين في مستشفى الشفاء الطبي الذين تحتجزهم قوات الاحتلال منذ مساء الاثنين.

استهداف الصحفيين

في إطار آخر، قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن 61 صحفيا اعتقلوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى اعتقال 23 صحفيا دون توجيه أي تهم لهم أو محاكمتهم من قبل سلطات الاحتلال.

في المقابل، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الزميل إسماعيل الغول وعدد من الصحفيين بعد اعتقالهم لمدة 12 ساعة في مستشفى الشفاء.

في الأثناء، قالت صحيفة واشنطن بوست إنها حصلت على صور كاميرا طائرة الصحفي مصطفى ثريا الذي قتله الجيش الإسرائيلي مع حمزة الدحدوح في غزة في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدة أن الصور تثير تساؤلات بشأن التبرير الإسرائيلي لقتل الصحفيين.

وأكدت الصحيفة -في تقرير لها- أن صور الكاميرا الطائرة لا تظهر جنودا أو معدات رغم زعم إسرائيل بوجود استهداف "إرهابي" شكل تهديدا لقواتها.

عودة الود بين نتنياهو وبايدن

على الصعيد السياسي نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة قولها إن بايدن أبلغ نتنياهو -خلال اتصالهما الهاتفي أمس الاثنين- أنه لا يحاول تقويضه سياسيا، بعد أن أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه من أن البيت الأبيض يحاول تقويضه بعد زيارة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إلى واشنطن. وأضافت أن الاتصال الهاتفي ساعد في تنقية الأجواء بينهما إلى حد ما.

وبهذا الصدد قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تر حتى الآن أدلة قاطعة تشير إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في حرب غزة.

مفاوضات الهدنة

وفي ما يتعلق بمفاوضات الهدنة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي بالدوحة إن المفاوضات استؤنفت بكافة مساراتها في الدوحة، وعبر عن تفاؤل حذر، مشيرا إلى أن الفرق الفنية تلتقي لبحث بعض التفاصيل وأن محادثات الدوحة تركز على المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار.

من ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن استهداف الاحتلال للشرطة والأجهزة الحكومية يعكس مسعى قادة إسرائيل لتخريب المفاوضات التي تجري في الدوحة، ويوضح محاولتهم نشر الفوضى بالقطاع.

مزيد من التفاصيل

في المقابل، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو ضيق نطاق صلاحيات وفد التفاوض الإسرائيلي ووضع خطوطا حمراء أمام ما يمكنهم قبوله.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو وضع خطوطا حمراء أكثر صرامة بشأن قائمة الأسرى الفلسطينيين بالصفقة.

عملية رفح

في هذا الشأن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه احتراما للرئيس الأميركي جو بايدن، اتفقت تل أبيب مع واشنطن على أن تقدم الأخيرة أفكارا للمساعدات الإنسانية قبل شن عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

كما صرح نتنياهو بأن هناك جهات داخل إسرائيل انضمت إلى الولايات المتحدة لمنع عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

في الإطار ذاته، قال المتحدث باسم البنتاغون للجزيرة إن واشنطن لم تر حتى الآن خطة لعملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة تضمن سلامة المدنيين وتوفير المساعدات، وشدد على أن الولايات المتحدة أوضحت للإسرائيليين أنها لا تؤيد أي عملية برية في رفح دون خطة قابلة للتنفيذ.

كذلك، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني معارضة بلادها التوغل البري المحتمل للقوات الإسرائيلية في مدينة رفح، وذلك لعواقبه الكارثية على المدنيين.

كما قال مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن رئيس الوزراء عبر عن قلقه إزاء الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح بجنوب غزة.

وبهذا الصدد، قال الرئيس الأميركي إنه طلب من نتنياهو إرسال فريق إلى واشنطن لبحث سبل استهداف حركة حماس من دون القيام بعملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إيفاد وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي لإجراء مباحثات بواشنطن حول شن عملية في رفح جنوبي قطاع غزة، ولصالح استمرار القتال. كما نقل موقع أكسيوس عن مصادر إسرائيلية وأميركية تأكيدها أن نتنياهو وافق على زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن.

من جهته، قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر إن إسرائيل ليس لديها بديل عن شن عملية عسكرية برية على مدينة رفح لتقويض قوة حماس وتحقيق انتصار كامل على حد تعبيره.

على صعيد متصل قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن إسرائيل بدأت عدوانها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة دون أن تعلن عن الخطوة أو تنتظر إذنا من أحد تفاديا لردود الفعل الدولية.

يأتي ذلك بعد تكثيف جيش الاحتلال غاراته على رفح منذ مساء الاثنين، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء وإصابة آخرين.

اقتحامات واعتقالات في الضفة

وفي الضفة الغربية أكد نادي الأسير الفلسطيني أن حصيلة حملات الاعتقال التي يشنها الاحتلال في الضفة بلغت 7670، بينهم 246 امرأة ونحو 500 طفل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضاف نادي الأسير أن سلطات الاحتلال اعتقلت 15 فلسطينيا، الاثنين الماضي في الضفة الغربية، بينهم صحفية وأسرى محررون.

والثلاثاء أكد مراسل الجزيرة إصابة شاب فلسطيني بجروح خطيرة جراء إطلاق مستوطنين النار على سيارته قرب قرية يانون شرقي نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

من ناحية أخرى أكد الجيش الإسرائيلي إصابة اثنين من عناصر الأمن في إطلاق نار قرب مجمع عتسيون الاستيطاني جنوب بيت لحم بالضفة الغربية.

واندلعت اشتباكات عنيفة -فجر الثلاثاء- بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم بلاطة في نابلس بالضفة الغربية، كما اقتحمت قوات الاحتلال أمس منطقة زواتا غرب نابلس وشنت عمليات دهم واعتقال داخل البنايات السكنية، واقتحمت جبل الشريف ودوار الرحمة في مدينة الخليل.

الجبهة اللبنانية

على صعيد الجبهة اللبنانية اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح نتيجة إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على مواقع في الجليل الأعلى، وذلك بعد بيانات عدة من حزب الله تؤكد استهدافه تجمعات لجنود الاحتلال.

وكان حزب الله قال إنه استهدف قوة عسكرية إسرائيلية في محيط تلة الطيحات بالمدفعية والأسلحة الصاروخية، كما استهدف قوة إسرائيلية أخرى جنوب موقع برانيت، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة بالاستهدافين.

بدوره، قال جيش الاحتلال إن طائراته قصفت مبنى عسكريا يوجد بداخله عناصر من حزب الله في بلدة العديسة جنوبي لبنان، كما شن غارة على محيط بلدتي مروحين والعدسية جنوبي لبنان.

الحوثيون

من جهتهم، قال الحوثيون إنهم استهدفوا منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة بعدد من الصواريخ المجنحة، كما استهدفوا سفينة "مادو" الأميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ.

من ناحيتها، قالت القيادة الوسطى الأميركية إن الجيش الأميركي دمر 7 صواريخ مضادة للسفن و3 طائرات مسيرة في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات