في اليوم الـ168 للعدوان على قطاع غزة ومع استمرار عملية الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 32 ألفا، في حين يحاصر الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء.
واستمرارا لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية، أظهرت صور تعمّد دبابات الاحتلال دعس مدنيين فلسطينيين بعد إجلائهم من مجمع الشفاء.
في سياق متصل، اعترف جيش الاحتلال بأن الصور التي نشرها أمس الخميس وقال إنها تعود لمسؤولين في حماس اعتقلوا في مجمع الشفاء، غير دقيقة، ووصف ما جرى بأنه خطأ بشري.
مجازر جديدة
فقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر جديدة رفعت حصيلة الشهداء منذ بداية الحرب لأكثر من 32 ألف شهيد.
وقالت وزارة الصحة مساء -الجمعة- إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر بحق عائلات في القطاع، أدت لاستشهاد 82 فلسطينيا وإصابة 110 آخرين خلال 24 ساعة.
وأوضحت أن عدد الشهداء منذ بداية الحرب الإسرائيلية ارتفع إلى 32 ألفا و70 شهيدا، كما زاد عدد الجرحى إلى 74 ألفا و298 جريحا.
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بوفاة 3 مرضى داخل مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بسبب الحصار ومنع وصول الأدوية إلى المجمع الذي تهاجمه وتطوقه قوات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي.
حصار مجمع الشفاء
أفاد مراسل الجزيرة بأن الأطباء والمرضى والنازحين المحاصرين في مجمع الشفاء الطبي شمالي قطاع غزة أطلقوا نداء استغاثة لتوفير الغذاء والدواء، في حين ذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال طلب من المحاصرين تسليم أنفسهم وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات.
وقد حصلت الجزيرة على صور تُظهر آثار دبابات إسرائيلية بمحيط المجمع دعست مواطنين فلسطينيين بعد إجلائهم من المستشفى وخلال محاولتهم الوصول لمكان آمن.
وتظهر الصور نصف جثة لفلسطيني مصاب وفي إحدى ساقيه جَبيرة، وقد تعرض لدعس من قبل إحدى الدبابات الإسرائيلية بعدما حاول النجاة زحفا.
وفي أول تعليق لها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قصف المدنيين بالمسيرات ودعس المصابين بالدبابات جرائم حرب تؤكد أن جيش الاحتلال عصابة من القتلة المتعطشين للدماء.
وأضافت أنه "في ظل تواصل جرائم الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، المطلوب ردع الكيان ومحاسبته على جرائمه".
ويواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.
خسائر الاحتلال
في غضون ذلك، تدور معارك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في محيط مجمع الشفاء.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قنصوا أحد جنود الاحتلال في محيط المجمع.
وأضافت أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تجمعا لقوات الاحتلال في المنطقة.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 11 من جنوده وضباطه في المعارك الدائرة بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك يرتفع العدد المعلن للعسكريين الإسرائيليين الذين أصيبوا منذ بداية الحرب إلى 3109، منهم 1497 أصيبوا خلال الهجوم البري على غزة.
فيتو بمجلس الأمن
وعلى الصعيد الدولي، استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على غزة، -الجمعة- حيث وصف المعارضون المشروع بأنه مسيّس وغامض و"يطلق يد إسرائيل".
وأعربت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد عن أسفها لاستخدام روسيا والصين للفيتو، وقالت إن الهدف الأول للولايات المتحدة هو التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة "في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن".
كما أعربت المندوبة البريطانية باربرا وودورد عن خيبة أملها لامتناع روسيا والصين عن دعم مشروع القرار الأميركي.
أما المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، فقال في كلمته أمام المجلس إن مشروع القرار الأميركي محاولة لتمكين إسرائيل من الإفلات من العقاب.
وأشار المندوب الروسي إلى أن الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أعدوا قرارا آخر "غير مسيّس" بشأن غزة.
من جانبه، قال المندوب الصيني تشانغ جون إن مجلس الأمن "يتململ" لكنه لا يتخذ أي إجراءات لوقف إطلاق النار في غزة.
استيلاء على أراض بالضفة
أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية -اليوم الجمعة- أن إسرائيل نفذت خلال عام 2024 أوسع عملية استيلاء على أراضي الضفة الغربية منذ 30 عاما بدعوى أنها أراضي دولة.
وقال رئيس الهيئة الحكومية مؤيد شعبان -في بيان- إن المساحات التي استولى عليها الاحتلال تحت مسمى أراضي الدولة بلغت ما مجموعه 10 آلاف و640 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، في إعلانين منفصلين.
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بـتخصيص 8 آلاف دونم في غور الأردن كأراض إسرائيلية لبناء مئات الوحدات السكنية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للصناعة والتجارة والتوظيف.
قصف في لبنان
أعلن حزب الله اللبناني -الجمعة- استهداف موقع وثكنة عسكرية إسرائيلية، وتحقيق "إصابات مباشرة"، في حين تحدث رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن اتصالات دبلوماسية "إيجابية" لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وقال الحزب إن مقاتليه استهدفوا موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة، وحققوا إصابات مباشرة، وأضاف أن مقاتليه هاجموا موقع المطلة العسكري بمسيّرة، وأصابوا دبابة بداخله، كما استهدفوا تجمعيْن للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة زرعيت وموقع جل العلام بالقذائف المدفعية.
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق 4 صواريخ باتجاه موقعين إسرائيليين في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة.
في المقابل، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدتي الخيام وكفركلا، في جنوب لبنان.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات عسكرية إسرائيلية شنت مساء الجمعة غارتين على بلدتي الخيام والطيبة جنوبي لبنان.
مظاهرات دعما لغزة
خرجت مظاهرات عدة -الجمعة- في عدد من الأقطار العربية تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فقد تظاهر عشرات آلاف اليمنيين في "ميدان السبعين" بالعاصمة صنعاء استجابة لدعوة أطلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) تحت شعار "عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم".
وفي الأردن، واصل الأردنيون احتجاجاتهم في العاصمة عمان وعدد من المحافظات والقرى والمخيمات للأسبوع الـ24 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي المغرب، نظم مئات المغاربة وقفات تضامنية مع غزة للمطالبة بوقف التجويع والحصار المفروض عليها، ودعم صمود الفلسطينيين بالقطاع الذي يعاني ويلات الحرب منذ أشهر.
وفي تونس، نظم حزب التحرير (حزب إسلامي) مسيرة داعمة لأهالي غزة عقب صلاة الجمعة باتجاه المسرح البلدي بتونس العاصمة.
وفي البحرين، نشرت منصات وحسابات محلية مشاهد لمظاهرة شعبية في مدينة الدراز شمال غرب البلاد خرجت نصرة لفلسطين وغزة وللمطالبة بوقف الحرب ووقف تجويع سكان القطاع.
المصدر : الجزيرة + وكالات