الاحتلال يدفع الفتيان الفلسطينيين لتنفيذ العمليات

23
حجم الخط

نفذت، هذا الاسبوع، عشر محاولات عمليات أثناء يوم واحد. وقبل شهر أنهى لواء الكوماندو الجديد في الجيش الاسرائيلي تدريباته اللوائية الاولى. من الواضح ان مكان جنود لواء الكوماندو هذه الايام هو اساسا في شوارع وميادين المدينة. كما انه من الواضح أن الدرس الوحيد لحكومة بلا وسيلة هو اكثر من ذلك. المزيد من افراد الشرطة والجنود في مفترقات الاحتكاك، ما سيؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من التوتر ومزيد من العمليات، ومرة اخرى يطرح السؤال الخالد لماذا يطعنون، يطلقون النار، يدهسون ويُقتلون. في هذه الاثناء نغرق نحن في تقارير التحقيقات الصحافية، بالنظريات الاكاديمية، بالبحوث العسكرية او المخابراتية، والمقطع المغيظ اكثر من أي مقطع آخر هو الوجه المتسائل. وكأن به يسأل ما هو هذا اللغز الذي ينبش فيه الجميع، ماذا يوجد هنا لفهمه او لحل غموضعه؟ من جهة اطفال ولدوا في ظل اليأس، ومن جهة اخرى لديهم عيون واذان. فهم يرون ويسمعون بقربهم تماما، بمجرد أن تمد يدك فاذا بك تلمس واقعا آخر. بعين واحدة يشهدون اليأس التام والمحيط المنهار في داخل نفسه. بعين اخرى يرون كيف أن ابناء جيلهم، هنا وفي العالم، يكبرون، حيث كل ما يرونه في الشارع او في التلفاز ممنوع عنهم. مراسلا القناة 10 اور هيلر وحزاي سمنتوف خرجا الى عرين الاسد ليفحصا قصة عن فتاة ابنة 16 خرجت ذات صباح مع سكين كي تقتل يهوديا فقتلت هي نفسها. حالة طبيعية. يتبين ان الفتاة كانت تسكن في خيمة ليس ثمة شيء هزيل أكثر منها، ومنها حتى الافق امتدت موجات القمامة. حلمي، قال لهم احد الاطفال، هو ان انهض في الصباح واذهب الى البحر. آخر قال ان حلمه هو أن يكون شهيدا. والخلاصة المحتمة للوضع هي أن الجميع يريدون ان يذهبوا الى البحر والجميع يريدون ان يقتلوا يهودا، وليس ثمة من ناحيتهم تناقض بين الامرين. المسؤول عن التناقض هم الكبار. البروفيسور زهافا سلومون تشرح بان «الشبيبة محوطة بالتحريض وبالعواصف الهرمونية». عواصف هرمونية كتفسير للكاميكازا (الانتحار) اليومي هذا هو تفسير اكاديمي اكثر مما ينبغي. ما هو اكثر صلة العلاقات بين العمليات وسيطرتنا على شعب آخر. يدور الحديث عن ادوات متداخلة. في يوم الثلاثاء صباحا، الأسبوع الماضي، هدمت قوات الإدارة المدنية 23 منزلاً سكنياً وثلاثة مراحيض في القريتين الفلسطينيتين جنبة وحلوة في جنوب شرق الضفة. صادرت هناك خمس لوحات شمسية تبرع بها الاتحاد الاوروبي وركبها متطوعون اسرائيليون لقريتين غير مربوطتين بالكهرباء. كان يسكن هناك عشرات السكان، معظمهم اطفال. عندما يأتي احدهم- لا سمح الله- مع سكين الى باب العمود، فالسبب لن يكون هرمونات. من يصر على أن يبحث عن التحريض، يجب أن يتطلع الى الجبال، الى جبال القدس، الى حكومة اسرائيل.