ظل الفلسطيني يعتبر صموده في أرضه الركن الأول للنضال، إلى أن ابتلينا بمن أطاح بهذا الركن الرئيس، وجعل الهجرة من الوطن حلماً لكل فلسطيني يسكن غزة! إليكم هذه اللقطات:
جاء في مقابلة مع أحد المؤرخين الجدد، ممن تبرؤوا من هذا التيار وعاد محتلاً متطرفاً، هو بني مورس، قوله:
«كان بن غوريون من دعاة الترانسفير وترحيل كل الفلسطينيين، ظلّ يعتقد باستحالة قيام دولة يهودية وفيها أقلية عربية، ليس بمقدورك أن تصنع وجبة (العِجَّة) دون أن تكسر البيض! يجب أن تلوّث يديك، فلو كنتُ مسؤولاً عن الطرد لما أحسستُ بوخز الضمير، لا بد من طرد الطابور الخامس من البلاد، مِن أبرز أخطاء بن غوريون، أنه لم يُكمل طرد الفلسطينيين، العرب قنبلة موقوتة، برابرة، يُهاجمون الحضارة» (هآرتس 9-1-2004)
قال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، موشيه شاريت، عن النفط في غزة: «اقترحَ، آيسر هارئيل، رئيس الموساد، احتلال غزة، على الرغم من أنه كان مناصراً لموقفي ومعارضاً لاحتلالها، كنا ضد رأي بن غوريون، الذي طالب باحتلالها.
كنا نعارض الاحتلال بسبب خشيتنا من ردة فعل الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي، وبسبب اللاجئين في غزة، وخشية تعرض النقب، وتل أبيب للعمليات، ستكون مهمتنا ثقيلة، لا قِبل لنا بها، اليوم أصبح الوقتُ مناسباً، بسبب اكتشاف النفط بالقرب من غزة، محظورٌ أن نترك هذه الثروة عرضة للتخريب، هذا يستدعي السيطرة على غزة فوراً، إذا حان الوقت لاحتلالها، يجب أن نجعل الأمم المتحدة تعتني باللاجئين، وأن نُبقي قطاع غزة منطقة مُغلقة، ببناء سياجٍ، وأن نجعل احتلالها ذريعة للرد على صفقة الأسلحة التشيكية لمصر، وعلى نزعة ناصر التوسعية».. من كتاب «مذكرات شخصية» لرئيس وزراء إسرائيل، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، يوم 3/10/1955، صفحة رقم (526 – 527).
كتبت عميرة هاس، في «هآرتس» يوم 3/4/2018:
«كشفت إسرائيل شرها في قطاع غزة وتجاوزت إسرائيل شرها المعياري، اختفت من سجلاتنا مجزرتان ارتكبها جنود إسرائيليون ضد سكان غزة أثناء حملة سيناء 1956، على الرغم من توثيقهما، ففي تقرير مدير الأونروا، الذي تم تقديمه إلى الأمم المتحدة في كانون الثاني 1957، ذكر أنه في 3 تشرين الثاني، مع احتلال خان يونس، خلال عملية لجمع الأسلحة قتل الجنود الإسرائيليون 275 فلسطينياً، 140 لاجئاً و135 مواطناً. وفي 12 تشرين الثاني، بعد توقف القتال قتل الجنود في رفح 103 لاجئين، وسبعة من السكان المحليين ومواطناً مصرياً.
لقد تم توثيق ذكريات الناجين في كتاب رسوم كاريكاتورية للصحافي جو ساكو: الرسم يُبرز جثثاً متناثرة في الشوارع، إطلاق النار على الرؤوس، أناس يركضون وأيديهم مرفوعة، ومن خلفهم جنود يوجهون إليهم البنادق، رؤوس مهشمة. وفي العام 1982، تذكر مارك غيفن الصحافي في صحيفة «عل همشمار» فترة خدمته العسكرية العام 1956، الرؤوس المهشمة والجثث المتناثرة في خان يونس صحيفة (هآرتس، 5 شباط 2010).
كتب الباحث المستقل يزهار بئير، أنه منذ الأشهر الأولى بعد احتلال غزة في العام 1967 «تم اتخاذ خطوات عملية لتخفيف السكان في قطاع غزة. وفي شباط 1968، قرر رئيس الوزراء، ليفي أشكول، تعيين عاداه سراني، رئيسة لمشروع الهجرة. كانت مهمتها تشجيع سكان غزة على الهجرة، دون أن يتم الشعور ببصمات الحكومة الإسرائيلية. وقد اختيرت سراني لهذا المنصب، بسبب علاقاتها مع إيطاليا وخبرتها في تنظيم الهجرة غير الشرعية للناجين من المحرقة اليهودية بعد الحرب العالمية الثانية، أضاف يزهار بئير: سأل أشكول سراني بقلق: كم عربياً هجَّرتِ حتى الآن؟
أجابت سراني: «يوجد في غزة 40 ألف أسرة لاجئة، إذا تم تخصيص ألف ليرة لكل أسرة، فمن الممكن حل المشكلة. هل توافق على إنهاء قضية القطاع مقابل أربعين مليون ليرة؟! أعتقد أنه سعر معقول جداً». (موقع «باروت كدوشوت» - «أبقار مقدسة» - 2017/6/26)
أيها القادة الميامين والزعماء السياسيون تذكروا قولاً منسوباً إلى بن غوريون: «لولا مجزرة دير ياسين لما أُقيمت إسرائيل!».
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
03 سبتمبر 2024