يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ202 على التوالي حربه على غزة، مخلفا شهداء وجرحى في غارات على رفح ومناطق أخرى.
وبشأن رفح، حذرت الفصائل الفلسطينية من التداعيات الكارثية والإنسانية لأي عدوان بري هناك، ومن انفجار يهدد أمن مصر والمنطقة إذا تم اجتياح المدينة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية أي عملية اجتياح بري.
يأتي ذلك في وقت اقتحم فيه أكثر من 1600 مستوطن ومتطرف المسجد الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي، وتأدية صلوات تلمودية في باحاته.
قصف وشهداء
فقد كثفت إسرائيل القصف الجوي على مدينة رفح بعد أن قالت إنها ستجلي المدنيين، وتبدأ هجوما شاملا.
وقال مسعفون إن 5 غارات جوية إسرائيلية على رفح جنوبي القطاع، في وقت مبكر من الخميس، أصابت 3 منازل، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل من بينهم صحفي محلي.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال قتلت 8 فلسطينيين، بينهم طفلان، في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من مدينة رفح منذ الليلة الماضية.
وفي حي الجنينة أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 5 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل يؤوي نازحين.
وأضافت وزارة الصحة في غزة أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفع إلى 34 ألفا و305، فضلا عن 77 ألفا و293 مصابا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مقابر جماعية
وأعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل ما يقارب من 400 جثة من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التعرف على أكثر من نصفها.
وأشار متحدث باسم المديرية في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى وجود اعتقاد بدفن الاحتلال نحو 20 فلسطينيا وهم أحياء.
خسائر إسرائيلية
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي إحصائية جديدة للجنود والضباط المصابين، حيث أفاد بإصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
ومنذ بداية الحرب، أصيب 3305 من العسكريين، جنود وضباط، بينهم 1584 خلال العملية البرية. كما كشف الجيش الإسرائيلي عن إصابة 513 ضابطا وجنديا بجروح خطيرة منذ بداية الحرب. ولا يزال 247 عسكريا يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة، بينهم 24 حالتهم خطيرة.
ومنذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، قتل 261 عسكريا بين ضباط وجنود، وفق معطيات الجيش. كما أصيب 630 عسكريا في حوادث عملياتية، وبنيران صديقة، وقتل 41 منهم في تلك الحوادث المتفرقة.
لبيد يدعو نتنياهو للاستقالة
من جانبه، جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد مطالبته باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتياهو ورحيل الحكومة "من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل".
وتساءل لبيد في منشور عبر منصة إكس "إلى متى ستستمر هذه الحكومة الفاسدة في تشويه سمعة إسرائيل بالأعذار؟"، وتابع "من أجل أمن إسرائيل يجب على نتنياهو أن يستقيل، وعلى هذه الحكومة أن تغادر حياتنا".
وشدد على أن الجيش الإسرائيلي لم يعد لديه ما يكفي من الجنود، ويتعين على الجميع التجنيد.
السيسي يرفض التهجير
من جانبه، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، رفض بلاده تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى سيناء أو أي مكان آخر، "منعا لتصفية القضية الفلسطينية وحماية لأمن مصر القومي".
وقال السيسي -في كلمة اليوم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ"42″ لتحرير سيناء- إن "قصة كفاح المصريين من أجل سيناء هي ملحمة بطولة وفداء وإصرار لا يلين على حفظ حقوق هذا الوطن العظيم، وعدم التفريط في شبر واحد منه، وهو منهج طالما شكل الأسس الراسخة للوطنية المصرية والمحددات الرئيسية للأمن القومي".
صفقة التبادل
وعلى صعيد صفقة التبادل، قال خليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي إن حماس تخوض مفاوضات جادة من أجل وقف دائم لإطلاق النار وصفقة تبادل جادة وحقيقية، مشيرا إلى أن عدم تحقيق تقدم في تلك المفاوضات يرجع إلى التعنت الإسرائيلي.
وشدد الحية -في لقاء مع قناة الجزيرة- على تمسك حماس بوساطة قطر ومصر، وعدم الموافقة على أي شيء يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني، كما أكد التمسك بالحق التاريخي في كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر، مع الإشارة إلى الموافقة المرحلية بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة وعاصمتها القدس الشريف.
دعوة للإفراج عن المحتجزين
من جانب آخر، أصدرت الولايات المتحدة و17 دولة بيانا مشتركا يدعو إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة منذ أكثر من 200 يوم.
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري إن الحركة متمسكة بمطلبها بـ"وقف العدوان" الإسرائيلي على غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عن الأسرى المحتجزين هناك.
هدنة طويلة
وقال القيادي في حركة حماس، خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل.
وذكر الحية، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، أن حركة حماس مستعدة لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
اقتحام الأقصى
وفي القدس المحتلة، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن عدد المستوطنين والمتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في الفترة الصباحية يوم الخميس، في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي بلغ 1128.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية أن شرطة الاحتلال منعت المصلين الفلسطينيين من البقاء في باحات المسجد عندما قام المستوطنون المتطرفون بأداء صلواتهم التلمودية.
وأشارت أوقاف القدس إلى أن "المسجد الأقصى أصبح ثكنة عسكرية بعد اقتحام مئات المستوطنين له".
وكانت جهات يمينية ومؤسسات استيطانية متطرفة تطلق على نفسها "جماعات الهيكل" دعت إلى تكثيف الاقتحامات خلال أيام عيد الفصح اليهودي الذي بدأ يوم الاثنين الماضي، ويستمر لمدة 7 أيام، ويعتبر من أهم وأكبر المواسم الدينية التي تستغل لانتهاك حرمة الأقصى.
شهيد في الضفة
وفي الضفة الغربية، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فتى فلسطيني فجر الخميس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله، بالتوازي مع اقتحامات امتدت إلى بلدات ومناطق عدة بالضفة الغربية من بينها نابلس وقلقيلية.
وقال المراسل إن الفتى خالد عروق (16 عاما) استشهد بنيران قناص إسرائيلي في ضاحية الطيرة برام الله، وذلك خلال اقتحام نفذته قوات من جيش الاحتلال للمنطقة.
وتخلل الاقتحام مداهمة منزل الأسير أيسر البرغوثي، وتسليم العائلة أمرا يقضي بمصادرة الشقة التي كان يسكن فيها تمهيدا لتدميرها.
الجامعات الأميركية تنتفض
انضمت جامعتان أميركيتان جديدتان، الخميس، إلى المظاهرات الطلابية المنددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة، والتي بدأت بجامعة كولومبيا في نيويورك قبل أيام، وامتدت إلى حرم جامعات عدة في أنحاء الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، أمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح غد الجمعة بالتوقيت المحلي للتوصل إلى اتفاق مع الجامعة لتفكيك عشرات الخيام التي أقيمت في حرمها.
يأتي ذلك في وقت بدأ مئات الطلاب بالتجمع في حرمي جامعتي جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة الأميركية واشنطن، في امتداد للاحتجاجات المتواصلة بجامعة كولومبيا.
جبهة لبنان
وفي لبنان، قال حزب الله، الخميس، إنه شن هجمات على أهداف للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية، بينها ثكنة عسكرية ومقر للمدفعية.
وأفاد الحزب -في بيان- بأن مقاتليه استهدفوا بالأسلحة الصاروخية ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وأصابوها إصابة مباشرة.
وأضاف -في بيان ثان- أنه شن هجوما جويا بمسيرة انقضاضية على مقر عين مرغليوت للمدفعية قرب الحدود اللبنانية، لافتا إلى أن المسيرة أصابت هدفها.
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت بـقذائف فوسفورية أحراج بلدة يارون، مما أدى إلى إشعال حريق.
وأعلن جيش الاحتلال أن طيرانه الحربي قصف منصات لإطلاق الصواريخ وبنى تحتية تابعة للحزب بمنطقتي علما الشعب وكفر شوبا في جنوب لبنان.
جبهة البحر الأحمر
وعلى صعيد التوترات في البحر الأحمر، أعلنت هيئة التجارة البريطانية عن استهداف سفينة غرب عدن وسماع دوي انفجار قوي.
وقالت الهيئة إن ربان سفينة أبلغ عن سماع دوي انفجار وتصاعد دخان على بعد 15 ميلا بحريا جنوب غرب عدن.
والخميس، قال زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي "طالما استمر الحصار والعدوان على غزة، فستستمر عملياتنا جنوب البحر الأحمر.. ونسعى إلى توسيعها لتشمل المحيط الهندي".
وأعلنت الولايات المتحدة أن قوات التحالف الذي تقوده أسقطت قبالة سواحل اليمن صاروخا مضادا للسفن و4 طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون في اليوم السابق.
الصين تحذر من تهجير قسري
قال وزير خارجية الصين وانغ يي للجزيرة إن الصراع في غزة تجاوز "الخط الأحمر للحضارة الحديثة" ولا بد من تحرك عاجل للمجتمع الدولي.
وشدد الوزير على ضرورة تصحيح ما وصفه بالظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، لأن ذلك سيكون حلا جذريا للصراع، مضيفا أن رأس الأولويات حاليا هو الدفع لتحقيق وقف لإطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن.
وذكر أن بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي لحشد الجهود لتنفيذ وقف إطلاق النار، ووصول آمن للمساعدات.
ورفض وزير الخارجية الصيني بشكل قطعي أي تهجير قسري أو عقاب جماعي للفلسطينيين في قطاع غزة، وأكد ضرورة منع امتداد تداعيات الصراع، حتى لا يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات