تعتبر التشنجات أثناء الحمل عرضاً طبيعياً، خاصة في بداية الحمل؛ وذلك بسبب انغراس البويضة في جدار الرحم وتكيّف جسم المرأة مع نمو الجنين، أما في نهاية الحمل، بمجرد مرور 37 أسبوعاً من الحمل، فقد تصاب الحامل بالتشنجات؛ بسبب استعداد الرحم للمخاض والولادة، ومع ذلك هناك حالات أخرى يمكن أن تسبب تشنجات الرحم الشديدة، مثل الحمل خارج الرحم، أو انفصال المبيض أو المشيمة.
لذا يجب، وفقاً لموقع "webmd"، الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى أقرب مستشفى عند ظهور التشنجات المتكررة المؤلمة والتي لا تتوقف، حتى بمجرد حصول الحامل على قسط من الراحة؛ وذلك حتى يتمكن الطبيب من إجراء التشخيص والبدء في العلاج.
التشنجات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل
تعد الأسباب الرئيسية للتشنجات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هي كالتالي:
1. انغراس الجنين
يعد التشنج في بداية الحمل عرضاً طبيعياً، وقد يكون ناجماً عن انغراس الجنين في الرحم، بعد حوالي 6 إلى 12 يوماً من الإخصاب.
ففي هذه المرحلة المبكرة من الحمل، تنغرس البويضة المخصبة في الرحم، فتبدأ انقسام خلايا الجنين وتحفيز جسم المرأة على إنتاج هرمونات الحمل؛ لتهيئة الظروف الملائمة لنمو الجنين داخل الرحم، وقد تظهر لدى الحامل بعض الأعراض؛ مثل غثيان الصباح أو ألم الثدي، والذي قد يتم الخلط بينه وبين أعراض الدورة الشهرية.
لذا يجب، عند شعور الحامل بالتشنجات في بداية الحمل، الراحة والاسترخاء؛ لتخفيف الانزعاج من تلك التشنجات، والتي تتحسن عادة خلال يومين.
تعرفي إلى المزيد عن أهم العلامات المؤكدة على انغراس البويضة وثبوت الحمل
2. الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم عندما ينمو الجنين في قناة فالوب، مما يتسبب في إصابة الحامل بالتشنجات وبعض الأعراض المزعجة؛ مثل النزيف أو الدوخة أو الغثيان، لذا يجب على الحامل بمجرد الشعور بأعراض الحمل خارج الرحم، التوجه إلى أقرب مستشفى لإجراء الفحوصات وتأكيد التشخيص وبدء العلاج الأنسب.
3. التهابات المسالك البولية
تعد عدوى المسالك البولية شائعة أثناء الحمل، ويمكن أن تتسبب في إصابة الحامل بتشنجات في منطقة الحوض، وحرقان وصعوبة في التبول، وحمى وآلام في البطن وغثيان.
4. انفصال المبيض
انفصال المبيض هو حالة تحدث بسبب تراكم الدم بين المشيمة والرحم؛ بسبب انفصال كيس الحمل عن جدار الرحم، مما قد يسبب التشنج والنزيف وآلام البطن، ومن المهم التوجه إلى أقرب مستشفى لإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية وبدء العلاج الأنسب، وتناول ما لا يقل عن 2 لتر من الماء يومياً.
5. الإجهاض
يمكن أن يسبب الإجهاض تشنجات شديدة في أسفل البطن، وألماً في أسفل الظهر والحوض، مصحوباً بنزيف أو جلطات دموية أو أنسجة، والتي تتفاقم مع مرور الوقت، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون المغص مصحوباً بأعراض أخرى؛ مثل الصداع الشديد أو المستمر والشعور بالضيق العام.
يعد الإجهاض التلقائي أكثر شيوعاً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنه قد يحدث أيضاً في الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، قبل الأسبوع 20؛ بسبب النشاط البدني المفرط، أو استخدام الأدوية، ويمكن تشخيصه من خلال إجراء فحوصات مثل الموجات فوق الصوتية وتقييم نبض قلب الجنين.
التشنجات في الثلث الثاني من الحمل
الأسباب الرئيسية للتشنجات في الثلث الثاني من الحمل هي:
1. آلام الرباط المستدير
يتميز ألم الرباط المستدير بتشنج في أحد جانبي الجزء السفلي من البطن أو كليهما، ويستمر لبضع ثوانٍ أو دقائق، ويحدث عادةً عندما تغير المرأة طريقة مكانها بسرعة كبيرة عند الجلوس أو الاستلقاء أو عند السعال أو العطس.
تنجم هذه الحالة عن تمدد وتضييق الأربطة التي تدعم البطن، نتيجة نمو الرحم، ويمكن أن يساعد قيام الحامل بتمارين التمدد الخفيفة وممارسة اليوجا على تقوية العضلات لتحمل التغيرات التي تطرأ على الجسم أثناء الحمل. ومع ذلك، إذا لم يتحسن الألم أو إذا كنتِ تعانين من الحمى، فيجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور.
2. انفصال المشيمة
يحدث انفصال المشيمة عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم؛ نتيجة التهاب أو تغيرات في الدورة الدموية في المشيمة، مما يسبب تشنجات شديدة وآلام أسفل الظهر ونزيفاً، ويعد انفصال المشيمة أكثر شيوعاً بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
يمكن أن يحدث انفصال المشيمة بسبب المجهود البدني المكثف وارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
3. انقباضات براكستون هيكس
يمكن أن تحدث انقباضات براكستون هيكس في الأسبوع العشرين تقريباً من الحمل، مما يسبب تشنجاً خفيفاً، وتنقبض عضلات الرحم وتسترخي بانتظام.
يساعد تحريك جسمك أو ممارسة التمارين البدنية التي أوصى بها طبيبك على تخفيف الانزعاج الناتج عن الانقباضات. ومع ذلك، إذا كانت الانقباضات قوية أو متكررة جداً أو مصحوبة بأعراض أخرى، مثل آلام الظهر أو النزيف أو خروج السوائل، فيجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور.
قد يهمكِ الاطلاع على تقلصات براكستون هيكس أثناء الحمل؟
التشنجات في الثلث الثالث من الحمل
الأسباب الرئيسية للتشنجات في الثلث الثالث من الحمل هي كالتالي:
1. الإمساك
يعد الإمساك أكثر شيوعاً في الثلث الثالث من الحمل، ويحدث بسبب ضغط الرحم على الأمعاء وانخفاض حركة الأمعاء، مما يسبب التشنج وألم الجانب الأيسر وزيادة الغازات المعوية.
يجب عليك الحفاظ على رطوبة جسمك، وتناول ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً وتناول المزيد من الألياف، ويوصى باستشارة الطبيب إذا لم يتحسن الألم في نفس اليوم.
2. تسمم الحمل
يعد تسمم الحمل هو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أثناء الحمل، وهو أكثر شيوعاً بشكل عام في الثلث الثالث من الحمل، ويسبب أعراضاً مثل التشنج في الجزء الأيمن العلوي من البطن، والغثيان، والصداع، وتورم اليدين والساقين والوجه، وعدم وضوح الرؤية.
ينصح باستشارة الطبيب في أسرع وقت لبدء العلاج، لضمان سلامة الأم والجنين.
3. الولادة المبكرة
التشنجات التي تظهر بعد 37 أسبوعاً من الحمل، قد لا تتحسن عند تغيير طريقتك في الجلوس، قد تكون مؤشراً على الولادة المبكرة، وقد تترافق مع أعراض أخرى؛ مثل الشعور بالضغط في منطقة الحوض.