في اليوم الـ213 من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال، إثر غارات مكثفة للاحتلال استهدفت مناطق متفرقة في القطاع، خصوصا رفح.
وفي حين أمر جيش الاحتلال سكان شرق رفح بإخلاء مناطقهم والتوجه نحو ما زعم أنها "مناطق إنسانية" في خان يونس والمواصي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على مقترح الوسطاء في قطر ومصر بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
حماس توافق على مقترح الصفقة
قالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة -خلال مقابلة مع الجزيرة- إن المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى.
نص الاتفاق
حصلت الجزيرة نت على نص الورقة التي وافقت عليها حركة حماس -اليوم الاثنين- بشأن وقف إطلاق النار وعودة النازحين وتبادل الأسرى.
إسرائيل تدرس الرد
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد عليه رسميا.
وأفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء مجلس الحرب قرروا عقد مباحثات هاتفية عقب رد حماس على المقترح.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي، إنهم "مستعدون لدراسة كل مقترح يتم تقديمه لإعادة المخطوفين، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط العسكري".
مجازر جديدة للاحتلال برفح
ميدانيا، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي عدة مجازر في رفح جنوب قطاع غزة.
وقال مكتب نتنياهو إن مجلس الحرب الإسرائيلي قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في مدينة رفح، في حين قال جيش الاحتلال إنه يشن الآن ما وصفه بهجوم مباغت ضد أهداف تابعة لحركة حماس شرقي رفح.
وقال نتنياهو إن قرار مجلس الحرب بالمضي قدما في الاجتياح البري لرفح يأتي "للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب"، وفق تعبيره.
وشن طيران الاحتلال غارات كثيفة على مناطق شرقي رفح. ومن جهتهما، أعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في غزة أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح سبق أن طلب جيش الاحتلال صباحا من السكان إخلاءهما.
حماس تتوعد الاحتلال
في المقابل، أكدت حركة حماس أن أي عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال، حسب تعبيرها، كما أنها ستضع المفاوضات في "مهب الريح".
وقالت حماس، في بيان الاثنين، إن خطوات الاحتلال من أجل الهجوم على المدينة المكتظة بقرابة 1.5 مليون من المواطنين والنازحين، "جريمة صهيونية تؤكد إصرار حكومة الإرهابي نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد شعبنا مدفوعا بحساباته السياسية".
وأكدت الحركة أن "مقاومتنا الباسلة، وعلى رأسها كتائب القسام، على أتم الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو".
تحذيرات دولية من الاجتياح
وقد تصاعدت التحذيرات الدولية والغربية من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح.
وقال مسؤولون وخبراء إن اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة جديدة، وفصل آخر من القتل والمجاعة في غزة، محذرين من عدم وجود مكان آمن يلجأ إليه السكان والنازحون، الذين يُقدر عددهم بحوالي 1.4 مليون نسمة.
وجاءت أبرز التحذيرات من الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وأيرلندا والمجلس النرويجي للاجئين ومؤسسة أكشن إيد.
الجامعات الغربية تواصل الاحتجاجات
من ناحية أخرى، يواصل طلاب الجامعات الأميركية اعتصاماتهم واحتجاجاتهم المناصرة لقطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، في حين توسع الحراك في كل من بريطانيا وهولندا وبلجيكا.
وقد أعلنت جامعة كولومبيا في نيويورك الاثنين أنها قررت إلغاء حفل تخرج الطلاب الرئيسي الأسبوع المقبل.
وفي بلجيكا، بدأ طلاب في "جامعة خنت" اعتصاما لمدة 3 أيام، لمطالبة إدارة الجامعة بقطع علاقتها مع مؤسسات ومعاهد إسرائيلية، والمطالبة بمزيد من الشفافية بشأن الاتفاقيات المبرمة.
وفي بريطانيا، بدأ طلاب من جامعتي أكسفورد وكامبردج مظاهرات مناصرة لفلسطين.
وفي هولندا، بدأ عدد من طلاب "جامعة أمستردام" اعتصاما للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودعما للشعب الفلسطيني.
جبهة لبنان
وعلى جبهة لبنان، أعلن حزب الله إطلاق عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وتنفيذ هجوم بمسيّرات انقضاضية استهدف تموضعا لجنود الاحتلال في مستوطنة المطلة.
وقال الحزب -في بيان- إن عناصره قصفوا مقر قيادة فرقة الجولان (210) في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وذلك ردا على ما وصفه باعتداء العدو الذي أصاب منطقة البقاع و"دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته".
من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه تم رصد نحو 30 صاروخا أطلقت نحو الجولان، من دون تفاصيل عن الخسائر التي من الممكن أن تكون قد خلّفتها.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات على ما وصفه بالمجمع العسكري لحزب الله في منطقة السفري بالبقاع في العمق اللبناني أدت إلى إصابة 4 أشخاص، وغارات أيضا على منشآت عسكرية للحزب جنوب لبنان.
وفي بيان لاحق، أعلن حزب الله تنفيذ هجوم بمسيّرات انقضاضية على تموضع لجنود الاحتلال جنوبي المطلة وإيقاع أفراده بين قتيل وجريح.
المصدر : الجزيرة + وكالات