أعلن المتحدث العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أبو عبيدة"، يوم الجمعة، عن قدرة الكتائب على خوض معركة استنزاف طويلة ضد جنود الاحتلال وجرّهم إلى مستنقع ووحل غزة، والذي أكد أنّهم لن يجنوا منه إلا بمزيدًا من الخسائر.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة : "إننا ورغم حرصنا الكامل على وقف العدوان على شعبنا مستعدون لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجنِ فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه وهذا ليس لأننا قوة عظمى بل لأننا أهل هذه الأرض وأصحاب الحق".
وأشار إلى أنّ "ما يحدث من مواجهة بطولية من مجاهدي ومقاومي شعبنا، ومن قتال عنيف ومتجدد ومتواصل للعدو في كل محاضر عدوانه وعملياته التائهة في رمال غزة تؤكد ما أكدناه منذ اليوم الأول لهذه الحرب وهو قدرتنا على الصمود والقتال مهما طال أمد العدوان ومهما كان شكله".
وأكد المتحدث باسم "القسام" تمكن الكتائب من استهداف 100 آلية عسكرية إسرائيلية مختلفة بين دبابات وناقلات جند وجرافات خلال 10 أيام في كافة محاور القتال".
وأضاف "لقّن مجاهدونا قوات العدو ضربات قاسية شرق رفح قبل أن يدخلها وعلى تخومها وبعد أن توغل فيها، وفي حي الزيتون يقطف مجاهدون رؤوس ضباطه وجنوده ويسقط بينهم أعلى رتبة عسكرية معلنة منذ بداية الحرب البرية".
وأشار أبو عبيدة إلى القتال في مخيم جباليا ومدينة جباليا وما تلقّاه جنود الاحتلال من خسائر على يد مقاتلي القسام، مضيفًا "ها هو العدو في كل مناطق توغله يعد قتلاه وجرحاه بالعشرات ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده حتى يعلن عن جزء من خسائره، لكن ما نرصده أكبر بكثير".
وأضاف "يجابه مجاهدونا في محاور المواجهة العدو بقوة الله بزخم كبير بمختلف ما لديهم من الأسلحة المضادة للدروع والأفراد وتفجير المباني المفخخة وفتحات الأنفاق وحقول الألغام بجنود العدو وبتمثيل عمليات القنص الدقيقة والكمائن المركبة والاشتباكات من مسافة صفر وإسقاط القذائف من المسيرات على تحشدات آلياته وجنوده وقذف تجمعاته بالهاون والصواريخ قصيرة المدى وتوجيه رشقات صاروخية لمواقعه مما وثقنا جزءا منه وقلنا بالإعلان عنه وعرضه تباعا على مدار الأيام الماضية".
وبالرغم من حرب التجويع والقتل والإجرام الذي يمارس على شعب غزة والذي لو سُلّط على دولة عظمى لانهارت منذ شهور، إلّا أنّ "مجاهدينا ومقاومتنا ومن خلفها شعب عظيم أبي معطاء وبقوة الله وتأييده تخرج أمام العدو من كل مكان لتوجه له ولجنوده ضربات قاتلة"، تابع أبو عبيدة.
وذكر أبو عبيدة أنّ "مقاتلي القسام يواجهون قوة مرتجفة متخبطة مجرمة مكسورة لا تجد سوى الخيبة ولا تحصد سوى المزيد من القتلى والجرحى والمعاقين جسديًا ونفسيًا في صفوفها والمزيد من الاستقالات والتخبط العسكري رغم فارق القوة ورغم شحنات الأسلحة التي لا تتوقف من الإدارة الأمريكية راعية الإرهاب والخراب في العالم".
ولفت إلى أنّ الأسلحة الأمريكية المسخّرة لإبادة شعبنا والتي تحصد أرواح الأبرياء كل يوم وتسبب الدمار الهائل الذي هي الإنجاز الوحيد لهذا الاحتلال المهزوم.
وأكد "كما توعدنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم".
وأشار أبو عبيدة إلى وضع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، لافتًا إلى نشر الكتائب وبكل وضوح الأسماء والصور لبعض حالات القتل والموت الذي يواجهونه بسبب عدوان جيشهم وتعنت وإجرام حكومتهم.
وأوضح "نقول ذلك لوضع عائلات وجمهور العدو أمام الحقائق الدامغة مقابل كذب وتضليل حكومتهم لهم"، مضيفًا "عندما تتكشف حقائق أخرى بخصوص الأسرى لاحقاً، فعليهم حينها أن يحصوا عدد المرات التي حذرنا فيها وأنذرنا بمصير أبنائهم وتضحية نتنياهو وحكومته بأسراهم لمصالحهم السياسية لتجريب حظهم في معركة خاسرة".
وحيّا أبو عبيدة "المقاتلين في الضفة الغربية المحتلّة الذين يدافعون عن أرضهم وشعبهم ومقدساتهم، ومقاتلي الأمة من جماعة أنصار الله في اليمن إلى المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق الذين يقدمون كل ما باستطاعتهم نصرةً لغزة، وإلى كل أحرار العالم المنفتضين في وجه ظلم الاحتلال وإجرامه في كل مكان".
وأكد أبو عبيدة أنّ "هذا التضامن والحراك العالمي غير المسبوق الذي يفضح الاحتلال ويكشف حقيقته البشعة ويعبر عما أحدثه طوفان الأقصى من زلزال على مستوى الوعي العالمي، وما حركه من ساحات وجبهات على مستويات كثيرة سيكون له الأثر الاستراتيجي الكبير".
وختم "نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها، والتي سنذكركم في كل مرة لأنها مقبرة للغزاة، نحن نقاوم المحتلين عبر العصور، فلكم في التاريخ والحاضر عبرة، والقادم أدهى وأمرّ عليكم بعون الله تعالى وأمره".