تعد حمى النفاس من مضاعفات التوليد الشائعة، وتحدث عندما تصيب البكتيريا الرحم والمناطق المحيطة بعد الولادة، وتعرف أيضاً بحمى ما بعد الولادة، وغالباً ما تنتج عن ارتفاع معدل التهاب بطانة الرحم، وهو الأعلى بين السيدات الحوامل اللواتي يعانين من التهاب المسالك البولية، واحتجن لولادة قيصرية، مقارنة بأولئك اللواتي مارسن الولادة الطبيعية.
التقرير التالي يكشف عن معنى فترة النفاس، وأسباب عدوى النفاس، وأعراضها والمضاعفات والتشخيص وطرق الوقاية والعلاج.
اللقاء وأستاذ النسا والتوليد الدكتور حسن عز الدين؛ للشرح والتفسير.
فترة النفاس
- النفاس هي الفترة التي تلي الولادة حتى ستة أسابيع تقريباً، وتشمل تغيرات كثيرة، جسدية ونفسية تحدث للأم، بعضها يرتبط بمسؤولية الأمومة من رضاعة وعناية بالصغير، والسهر ليلاً، وما يلي ذلك من تعب وضيق قد يصل إلى حد الاكتئاب، والبعض الآخر يتبع آلام الولادة أو عدوى النفاس التي تتضمن بعض الأعراض المرضية والالتهابات.
- ولأن كثيراً ما يتم خروج الحامل من المستشفى في خلال يومين بعد الولادة، ما لا يتيح فترة ملاحظة كافية لتتبع أدلة العدوى قبل الخروج، وفي دراسة طبية خاصة، تأكد أن 94% من حالات العدوى تم تشخيصها بعد الولادة وبعد الخروج من المستشفى.
- وتُعرَّف حمى النفاس بأنها درجة حرارة أكبر من 38.0 درجة مئوية في يوم من الأيام العشرة الأولى التالية للولادة، باستثناء الساعات الأربع والعشرين الأولى، وقد تصيب عدوى النفاس 24،5% من الأمهات، وتمتد لفترات طويلة وتهدد حياة الأم. إذا تركت بعد الولادة بدون علاج.
النساء بعد الولادة..وأبرز المشاكل
أسباب الإصابة بعدوى النفاس
- تعد إصابة جدار البطن والجهاز البولي التناسلي، السبب الرئيسي لعدوى ما بعد الولادة.
- تسبب الصدمات الفسيولوجية أو العلاجية المنشأ (الناتجة عن التدخلات الطبية) تلوثًا جرثوميًا للبيئات المعقمة.
- تحدث العدوى البكتيرية الصاعدة أيضًا، عندما تنتقل بكتيريا الجلد إلى الجسم.
أسباب تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى النفاس
- الفحوصات الداخلية المتعددة.
- تلطيخ العقي الكثيف.
- تمزق الأغشية لفترات طويلة.
- المراقبة الداخلية للرحم أو الجنين.
- الولادة الطبيعية الجراحية باستخدام شفط أو ملقط.
- الإزالة اليدوية للمشيمة.
- استخدام القسطرة البولية.
- نزيف ما بعد الولادة..
- نواتج الحمل المحتجزة.
- الأمراض المنقولة.
- الالتهاب الجرثومي.
- الحالة الإيجابية للمكورات العقدية من المجموعة ب.
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
- السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- سن الأم المتقدم.
- (ضعف جهاز المناعة).
مزايا وعيوب الولادة الطبيعية..
علامات وأعراض عدوى النفاس
قد تشمل العلامات والأعراض الشائعة لعدوى النفاس:
- حمى، نزيف، وجود رائحة كريهة.
- ألم بطني خفيف أو شديد.
- (احمرار) ودفء وتورم وألم في موقع الشق.
- إفرازات تقيحية من الجرح، صداع الرأس.
- العلامات العصبية البؤرية.
يوصى باستشارة الطبيب إذا لاحظت أي علامات وأعراض للعدوى بعد الولادة.
مضاعفات عدوى النفاس
قد تحدث المضاعفات التالية إذا لم يتم علاج التهابات النفاس بشكل مناسب:
الإنتان: هو حالة طبية طارئة عندما يظهر الجسم استجابة شديدة للعدوى.
تجرثم الدم: ويعني وجود البكتيريا في الدم، يمكن أن يكون بدون أعراض في معظم الحالات.
الصدمة: وتحدث عندما ينخفض تدفق الدم، والذي يُطلق عليه أيضًا التهاب الوريد الخثاري.
الحوضي التقيحي: هو عدوى وتلف في أوردة المبيض وتشكل الجلطة الدموية، و يحدث هذا إذا لم يتم علاج التهاب بطانة الرحم أو أي عدوى أخرى في الحوض بشكل مناسب.
يعد الخراج (تجمع القيح) والتهاب الصفاق من المضاعفات التي تتطور خارج الرحم.
علاج التهابات ما بعد الولادة
- يُقترح العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الفم للعدوى الخفيفة، ويتم إعطاء المضادات الحيوية المحددة بناءً على اختبارات الدم والبول، وقد يصف الأطباء أنظمة تتضمن أكثر من دواء مضاد حيوي.
- قد تحتاج بعض النساء المصابات بأعراض حادة مثل ارتفاع درجة الحرارة، إلى العلاج بالمضادات الحيوية، عن طريق الوريد حتى تهدأ الحمى لمدة 24 إلى 48 ساعة.
- يتم إعطاء الرعاية الداعمة مثل الشوارد والسوائل الوريدية إذا لزم الأمر، و يتم إعطاء الأدوية المأمونة للإرضاع والتي لا تؤثر على الطفل للأمهات المرضعات.
أرقام وتوقعات لعدوى النفاس والتدابير الوقائية
يرتبط تشخيص عدوى ما بعد الولادة بشدة العدوى، إذ يعاني ما يقرب من 5-10 في المائة من النساء المصابات بعدوى النفاس من العواقب.
النساء المصابات بالإنتان بعد الولادة لديهن 20٪، والصدمة الإنتانية لديها معدل وفيات 40٪.
تحديد وعلاج العدوى في المراحل الأولية، يمكن أن يساعد في منع المضاعفات التي تهدد الحياة في فترة ما بعد الولادة.
من التدابير الوقائية علاج عدوى النفاس بالمضادات الحيوية.
تُنصح الأمهات بالتماس الرعاية الطبية لأعراض مثل، الحمى أو الألم أو الإفرازات كريهة الرائحة بعد الولادة؛ لتحديد السبب ومعالجته.
اطلبي دائمًا من الطبيب الخاص بك معرفة سبل الرعاية بعد الولادة، بناءً على طريقة الولادة- طبيعية أو قيصرية- وعوامل الخطر.
