عقد مجلس إدارة المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) اجتماعه الرابع والخمسين، واطّلع على التقارير الإدارية والمالية عن المدة بين الاجتماعين، وناقش تطوير عمل المركز وموارده المالية، لا سيما في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها المركز جراء تواصل الحرب على غزة، وتداعياتها على كل شيء، بما في ذلك على مصادر التمويل؛ ما أدى إلى توقف عدد من المشاريع، إضافة إلى قرار مجلس الإدارة الشروع في التحضير لاجتماع مجلس الأمناء.
وأشاد مجلس الإدارة بالمنجزات التي حققها المركز على الرغم من النقص في الموارد المالية والبشرية، وفي ظل تداعيات الأحداث إثر السابع من أكتوبر، بما في ذلك تعطّل العمل في مكتب غزة بسبب الحرب.
وكيّف المركز برامجه وأنشطته لتوائم الوضع الجديد في ظل حرب الإبادة، وأطلق مشاريع جديدة، مثل روايتنا، الذي يعزز الرواية الفلسطينية ويدحض رواية الاحتلال.
ونظّم المركز خلال المدة بين الاجتماعين 45 ورشة ولقاء حواريًا تناولت عناوين محورية، شارك فيها المئات من المهتمين من مختلف الفئات، وأنجز 22 ورقة سياسات تناولت قضايا مهمة متنوعة، إضافة إلى 5 دراسات كبيرة، الأولى بعنوان "العلاقات الصينية العربية من وجهة نظر مجموعة من المختصين والخبراء العرب"، والثانية بعنوان "أثر الاحتلال في الخدمات العامة للشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة"، والثالثة بعنوان"نحو مقاربة فاعلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني"، والرابعة، قيد الإنجاز، وتتناول سيناريوهات الحرب على قطاع غزة وتداعياتها المستقبلية، والخامسة، قيد الإنجاز، وتركز على واقع أنماط التفكير في السياق الفلسطيني في قطاعاته المختلفة، وأهمية التفكير النقدي من أجل النهوض في مختلف المجالات.
وواصل المركز تنفيذ الدورة الثامنة من برنامج التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات؛ إذ نفذ 20 لقاء تدريبيًا، وأنتج المتدربون 14 ورقة تقدير موقف، كما واصل العمل في مشروع الخدمات العامة المقدمة إلى الشباب الفلسطيني؛ إذ أنتج أعضاء التكتل 5 أوراق سياسات قطاعية حول التعليم، والتنمية الاقتصادية وسبل العيش المستدام، والصحة، والمشاركة المدنية للشباب، والمشاركة البيئية للشباب، إضافة إلى تنفيذ 42 نشاطًا، ومجموعة من المبادرات الشبابية وحملات الضغط والمناصرة والحملات الإغاثية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما نفذ المركز مشروع الشباب يستخدمون الفضاء الرقمي لتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي؛ حيث تلقى 90 شابًا/ ة تدريبًا لمدة 4 أيام، وشكلوا شبكة الشباب الفلسطيني الرقمية لدعم السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وخلال المدة التي يغطيها التقرير، بدأ المركز في تنفيذ برنامج أنماط التفكير؛ إذ شكّل فريقًا بحثيًا لإنتاج دراسة حول واقع أنماط التفكير في السياق الفلسطيني في قطاعاته المختلفة، إضافة إلى إنتاج 10 حلقات بودكاست ضمن "بودكاست تحرر"، تركز على التفكير النقدي؛ بهدف المساهمة في التغيير في أنماط التفكير الفلسطيني في مختلف المجالات الحيوية الرئيسية، في السياسة والمجتمع والاقتصاد والتعليم والثقافة والإعلام والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وتطرق الاجتماع إلى الصعوبات التي حالت دون عقد المؤتمر السنوي كما كان مقررًا، إضافة إلى عدم تجديد عدد من المشاريع بسبب الحرب على غزة؛ ما أدى إلى حدوث عجز في موازنة المركز. وفي ضوء ذلك أصدر الاجتماع مجموعة من القرارات، أهمها إطلاق حملة للتبرعات لسد العجز في الموازنة. وفي هذا الصدد، يهيب المركز بالأفراد ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات المانحة والتمويلية، إلى المساهمة في دعم المركز لمواصلة دوره في تحفير التفكير الإستراتيجي واقتراح الخيارات والبدائل والسياسات بما يخدم القضية الوطنية.